سياسة

العلام يرسم سيناريوهات مستقبل البيجيدي بعد حكومة العثماني

في ظل النقاش المستمر حول تأثير التحالف الحكومي الجديد على الصف الداخلي لحزب العدالة والتنمية، أوضح أستاذ العلوم السياسية عبد الرحيم العلام، أن هناك 3 سيناريوهات محتملة لتعامل الحزب مع هذه الأزمة التي تعصف به، مشددا على أن بنكيران هو من بيده مفتاح الحد من تداعيات هذا الوضع.

وقال العلام في تصريح لجريدة “العمق”، إن مستقبل حزب المصباح غير مفروش بالورود حاليا، مشيرا إلى أن هذه أول أزمة كبيرة تعصف بالحزب في ظل الإحباط الذي يسود أعضاء الحزب، خاصة الأعضاء والقادة المرتبطين عاطفيا بالأمين العام عبد الإله بنكيران، إضافة إلى بعض الاستقالات التي خرجت للعلن أمس واليوم.

وأضاف المتحدث أن بنكيران يبدو أنه غير راض عما يحدث، خاصة حين قال في كلمته في اجتماع لجنة الاستوزار بالحزب أمس السبت، أن هناك أشياءً لم يقلها وسيحملها معه إلى قبره، مشيرا إلى انه غير مستبعد أن بنكيران يشعر بعدم تقدير ومساندة قادة الحزب له، وأن العثماني نسق خلف ظهره بعد تعيينه رئيسا للحكومة من طرف الملك.

المحلل السياسي أشار إلى أن السيناريو الأول المتوقع لتداعيات هذا الإحباط، هو أن يصبر بنكيران على هذا الوضع، ويتدخل لإعلان دعمه ومساندته لخطوات العثماني، لأن بنكيران له أنصار كثر لهم تأثير داخل الحزب، وبالتالي سيحد هذا الأمر من تأثير هذه الأزمة وسيطوقها.

أما السيناريو الثاني، يضيف العلام، فهو ألا يصبر بنكيران على هذه الأوضاع، ويعلن عدم موافقته على مسار تشكيل الحكومة الجديدة، وبالتالي سيحاصر العثماني ويسحب البساط من تحت قدميه، خاصة وأن العثماني شكل التحالف الحكومي وهو يشعر كأنه “خائن” والتصقت به تهمة “بن عرفة العدالة والتنمية”، وفق تعبيره.

المتحدث أوضح أنه في السيناريو الثاني، ستكون معارضة العثماني من داخل حزبه قوية، ولن يجد الدعم والمساندة اللازمة في حالة اتخذت حكومته قرارات قاسية في حق الشعب، وسيسجل بنكيران وأنصاره الأخطاء المتراكمة للعثماني الذي ستدافع عنه مصالح الدولة وتعارضه قواعد الحزب، حسب قوله.

فيما السيناريو الثالث فهو احتمال أن يلزم بنكيران الصمت، والذي سيُفهم على أنه استمرار للشعور بالإحباط، وبالتالي قد تنشأ عن ذلك حركة تصحيحية داخل الحزب لأن بنكيران له أنصار كثر بالحزب، يقول العلام.

أستاذ العلوم السياسية لم يستبعد في حالة السيناريو الثاني والثالث، حدوث انشقاق في الحزب وتأسيس حزب جديد يتغلب على إكراهات مرحلة نشأة العدالة والتنمية، ويكون منفصلا عن حركة التوحيد والإصلاح، على غرار تجربة أردوغان مع حزبه السابق حزب السعادة، حين انشق رفقة أنصاره وأسس حزب العدالة والتنمية.

كل هذه الاحتملات تبقى رهينة بطريقة تدبير الأمين العام للحزب عبد الإله بنكيران، لهذه الأزمة، فهو الذي يملك مفاتيح مستقبل الحزب في ظل الشعبية الكبيرة والثقة التي يتمتع بها داخل حزبه، حسب قول العلام.