منتدى العمق

الشباب ووسائل التكنولوجيا الحديثة

في السنوات الأخيرة صباح مساء تطرق مسامعنا عدة مصطلحات ومرادفات، بل أصبحنا نرددها كل يوم أكثر من مرة (هل عندكم الأنترنيت، هل تتوفرون على جهاز wifi، ما نوع هاتفك هل يحتوي على برنامج الوتساب والفيسبوك وما هو حسابك …؟، وهذه الأسئلة ليس من باب البريستيج الاجتماعي بل لأنها تعكس صورة من حياتنا و نموذج من واقع شبابنا اليوم.

فالهواتف الذكية ولوحات التصفح بشتى أنواعها وغيرها من وسائل التكنولوجيا الحديثة التي أصبحت عناصر أساسية لا غنى عنها تسم حياتنا العملية والشخصية على حد سواء، فكم منا يشعر بالارتباك والضياع وعدم القدرة عن التركيز عندما ينسى لسبب ما هاتفه المحمول بعيدا عنه وهذه حقيقة مرة بحيث لا نتمكن من استعادة توازننا إلا عندما نستعيد دفءه بين أيدينا مجددا…

هذا من جهة ومن جهة أخرى كم من ساعات نقضيها بلا توقف أمام شاشات الكمبيوتر على الماسنجر وغرف الدردشة وسماع الموسيقى الحديثة ومشاهدة أغرب الفيديوهات على اليوتيوب معزولين على كل ما يحيط بنا وكأن العالم أصبح مختزلا بمجرد شاشة حاسوب.

والأكثر من ذلك فوسائل التكنولوجية الحديثة أصبحت شديدة الالتصاق بنا أو بالتعبير الأدق أصبحنا شديدو الالتصاق بها وأصبحت تؤثر على حياتنا اليومية وترسم تردداتها ولكن يبقى التساؤل المطروح هو: لماذا يحدث هذا و كيف؟ حتى أصبحنا نقول خير أنيس لخير جليس نيت عوض خير أنيس لخير جليس كتاب.

وفي النهاية السؤال الذي يطرح نفسه ما العمل وجميعا نجمع اليوم على استحالة الاستغناء على وسائل التكنولوجية الحديثة أن لم يكن نطالب بالمزيد؟ ربما والله أعلم قد لا يكون الهاتف والأنترنيت وجميع وسائل التكنولوجية الحديثة مثار المشكلة في حد ذاتها، ولكن طريقة التعامل مع هذه الوسائل التي تحولنا مع كثرة الاستخدام غير السليم إلى مدمنين، لهذا فلنمتلك التكنولوجيا نحن قبل أن تمتلكنا هي.