مجتمع

العلام يراسل لفتيت لمطالبته باستكمال بنود محضر الأساتذة المتدربين

وجه عبد الرحيم العلام، منسق المبادرة المدنية لحل مشكل أساتذة الغد، وأحد الموقعين على محضر 21 أبريل 2016، رسالة مفتوحة إلى وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، من أجل مطالبته بالعمل على استكمال تنفيذ بنود اتفاق المحضر، وذلك بعد الإخلال بأحد بنوده والخاص بتوظيف الفوج كاملا.

وأوضح العلاّم من خلال رسالته التي تتوفر جريدة “العمق” على نسخة منها، أنه في الوقت الذي تم فيه تنفيذ جميع بنود الإتفاق، واستبشر الجميع بإنهاء واحد من أهم وأخطر المشاكل التي عرفها المغرب، حتى تفاجأ بعض الأساتذة بالمجيب الآلي الذي خصصته الوزارة للمعنيين من أجل الاطلاع على نتائجهم، يخبر أن حوالي 150 أستاذا متدربا بأن أسماءهم غير موجودة ضمن قائمة الناجحين.

وأشار أن العلام أن هذا الأمر “عكس خيبة أمل كبيرة في صفوف هؤلاء ولدى الآلاف من زملائهم وأسرهم وعائلاتهم وعموم المهتمين بملفهم”، داعيا لفتيت إلى “بذل الجهد من أجل حلّ هذا المشكل بصفة نهائية”، منبها وزير الداخلية الجديد إلى “أن هذا الأمر سيصبّ في إضفاء المزيد من المصداقية على عملكم، ويساعدكم على حل المشكلات التي ستصادفكم في مهمتكم الجديدة”.

وأبرز المصدر ذاته، أن المبادرة المدنية لحل مشكل أساتذة الغد، لم تنجح في حل المشكل رغم كل السبل التي تم سلكها من أجل الوقوف على الأسباب التي حالت دون إعلان أسماء الأساتذة الـ 150 ضمن لائحة الناجحين، مضيفا أن الذي دفعه إلى مراسلة لفتيت هو انقطاع قنوات التواصل معه، الشيء الذي تسبب في بقاء قضية الـ 150 شابة وشابّا المرسبين معلقة.

وأضاف أنه “لا احتجاجتهم أفلحت في تنبيه المعنيين بالأمر إلى ضرورة حل المشكلة، ولا مراسلات وتدخلات النقابات والمجتمع المدني استطاعت لفت الانتباه إلى هذه القضية، فالمعنيين بالأمر لم يتوصلوا بنتائج اختباراتهم، والمديريات لا تخبرهم بأي شيء، ولجنة التتبع التي ترأسونها لم تجتمع من أجل إيجاد تسوية للمشكل، ومخرجات الاتفاق الأخير القاضية بفتح مباراة ثانية للحوامل والمستدركين، وحل مشكلة أساتذة العرفان، لم يتم الالتزام بها”.

وشدد العلام على أن إفشال الاتفاق الموقع بين الأساتذة المتدربين ولفتيت باعتباره ممثلا للدولة، من شأنه أن ينزع المصداقية عن الوساطات التي يقوم بها المجتمع المدني والنقابات والأحزاب، مشيرا أن وزير الداخلية الجديد سيجد نفسه أمام بعض المشاكل أثناء عمله في الوزارة، غير أنه لن يجد في المستقبل أي وسيط يتعامل معه من أجل حل تلك المشاكل مع الأطراف المعنية بسبب انعدام مصداقية المحاضر التي يتم التوقيع عليها بوساطة من فعاليات المجتمع المدني.

النص الكامل للرسالة المفتوحة إلى وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت
السيد وزير الداخلية المحترم…
تحية طيبة، وبعد؛
كان بالود أن لا تحمل هذه الرسالة إلا مضامين المباركة بالمنصب الجديد والمتمنيات بالتوفيق، سيما وأن كاتبها سبق له أن تعرف حجم الجهد الذي بدلتموه في سبيل حلّ واحد من أهم وأخطر المشاكل التي عرفها المغرب، لكن للأسف هناك ما حال دون ذلك، ودفع الرسالة نحو سلك مسلك التذكير بنفس الاحتجاج.
السيد الوزير المحترم…
لقد أشرفتم على حل مشكلة “أساتذة الغد”، وساهمتم من موقعكم، نيابة عن “الدولة”، في تجاوز أزمة كادت أن تربك الأوضاع في المغرب، وتوجّتم المجهود الذي قمتم به إلى جانب المبادرة المدنية والنقابات وممثلي الأساتذة المتدربين، بتوقيع محضرين، الأول إجمالي وُقّع في 13 أبريل 2016 يتضمن وعدا بتوظيف الفوج كاملا، والثاني تفصيلي، وُقّع في 21 أبريل ينص على حزمة من الإجراءات تنتهي بتوظيف كل الحاصلين على شهادة التأهيل التربوي، وجَمْع لجنة التتبع إذا ما حدثت مشاكل في تطبيق بنود الاتفاق، ولقد أشرفتم مشكورين على تنفيذ كل بنود المحضر، ودعوتم إلى جمع لجنة التتبع أكثر من مرة بهدف حل المشاكل العالقة، وكان آخرها مسألة النقطة الموجبة للرسوب، حيث تدخلتم بأنفسكم وأقنعتم ممثلي وزارة التربية الوطنية بضرورة الاستجابة لمطالب الأساتذة المتدربين وجلعها تهم جميع مواد الامتحان وليس مادة بعينها حتى لا تضيع الحقوق.
السيد الوزير…
لقد استبشر الجميع خيرا عندما تم الاعلان عن نتائج مباراة التوظيف، وعمّت الفرحة آلاف الأساتذة المتدربين ومعهم عشرات الآلاف من الذي حَملوا همّهم وتمنّوا لهم وللمدرسة المغربية الخير والتوفيق، لكن الفرحة لم تكتمل للأسف، لأن المجيب الآلي الذي خصصته وزارة التربية الوطنية للمعنيين من أجل الاطلاع على نتائجهم أخبر حوالي 150 أستاذا متدربا بأن أسماءهم غير موجودة ضمن قائمة الناجحين. الأمر الذي عكس خيبة أمل كبيرة في صفوف هؤلاء ولدى الآلاف من زملائهم وأسرهم وعائلاتهم وعموم المهتمين بملفهم.
السيد الوزير…
لقد ضاقت كل السبل التي سلكناها من أجل الوقوف على الأسباب التي حالت دون إعلان أسماء الأساتذة الـ 150 ضمن لائحة النجاحين، فلا احتجاجتهم أفلحت في تنبيه المعنيين بالأمر إلى ضرورة حل المشكلة، ولا مراسلات وتدخلات النقابات والمجتمع المدني استطاعت لفت الانتباه إلى هذه القضية، فالمعنيين بالأمر لم يتوصلوا بنتائج اختباراتهم، والمديريات لا تخبرهم بأي شيء، ولجنة التببع التي ترأسونها لم تجتمع من أجل إيجاد تسوية للمشكل، ومخرجات الاتفاق الأخير القاضية بفتح مباراة ثانية للحوامل والمستدركين، وحل مشكلة أساتذة العرفان، لم يتم الالتزام بها.
السيد الوزير…
لقد تم تكليفكم بتدبير واحدة من أهم الوزارات في المغرب، ومن المؤكد أنكم ستلجؤون إلى المحاضر الاتفاقية من أجل حل العديد من المشاكل التي ستصادفونها، وأكيد ستطلبون وساطة المجتمع المدني من أجل المساعدة في تقريب المواقف بينكم وبين المحتجين، لكن من هم هؤلاء الذين سيوقّعون معكم المحاضر الاتفاقية وأنتم لم تعملوا على تنفيذ اتفاق تحدثت عنه وسائل الاعلام الدولية قبل المحلية، وراهن عليه ملايين المغاربة؟ وأين ستجدون هذا المجتمع المدني الذي يقوم بدور الوساطة إذا كانت تجربة المبادرة المدنية في قضية أساتذة الغد قد فشلت؟ ومن سيثق في وساطات المجتمع المدني والنقابات والأحزاب؟
السيد الوزير المحترم….
لا تحتاجون إلى تذكير بأن تنفيذ المحضر هو من مسؤوليتكم، بصفتكم أول الموقعين عليه نيابة عن الحكومة، لذلك جاءت هذه الرسالة لكي تدعوكم إلى بدل الجهد من أجل حلّ هذا المشكل بصفة نهائية، وأكيد أن هذا الأمر سيصبّ في إضفاء المزيد من المصداقية على عملكم، ويساعدكم على حل المشكلات التي ستصادفكم في مهمتكم الجديدة…
ختاما نخبركم السيد الوزير أن كاتب الرسالة هو واحد من الذين وقعوا، بعد توقيعكم، على محضر 21 أبريل، وأنه شاهد على المجهود الذي بلدتموه بشكل شخص ورسمي في سبيل حل الأزمة، وأن اللجوء إلى هذه الرسالة المفتوحة عبر وسائل الاعلام ما كان ليكون آخر الحلول لو أن قنوات التواصل بقيت مستمرة، وأنه لو تعلق الأمر بمسألة شخصية تخص كاتب الرسالة لما لجأ إلى لغة الاستعطاف وطلب التدخل، إلا أن الأمر يخص 150 شابة وشابّا لو وقفتم على ظروفهم النفسية والمادية، لما توانيتم لحظة واحدة في طلب لقائهم والعمل على تلبية مطلبهم.
في انتظار تدخلكم، تقبلوا فائق التقدير والاحترام
د.عبد الرحيم العلام، منسق المبادرة المدنية لحل مشكل أساتذة الغد، وأحد الموقعين على محضر 21 أبريل 2016.