أدب وفنون

سميرة سعيد: هذا ما كنت أقدمه أمام الراحل الحسن الثاني

فاجأت النجمة المغربية “سميرة سعيد” متتبعيها خلال حلولها ضيفة على برنامج “كل يوم جمعة”، الذي يقدمه الإعلامي “عمرو أديب”، بأن وجهتها لاحتراف الغناء لم تكن مصر بل كانت العاصمة الفرنسية باريس، كما أنها كانت تنوي دراسة الموسيقى بأحد المعاهد السويسرية.

“سميرة سعيد” أكدت بالمناسبة أنها حققت الشهرة وهي بعمر الـ 12، بعد أن بدأت الغناء وهي بسن الخامسة، حيث استفادت من مشاركتها بالحفلات التي كانت تقدم على شرف الراحل الحسن الثاني بحضور عمالقة الفن آنذاك، أمثال “فايزة أحمد”، “عبد الحليم حافظ”، و”محمد عبد الوهاب” الذي كان أول من سمع صوتها، ما شكل لها إضافة وخبرة في مسارها الفني.

وواصلت الديفا الكشف عن العديد من المعطيات الجديدة التي رسمت مشوارها الفني، مشيرة أنها، وخلال حضورها للغناء بالقصر الملكي كانت الفنانة الكبيرة “عزيزة جلال” تؤدي أغاني شرقية، في حين كانت، هي، تقدم أغاني فرنسية أمام الملك الحسن الثاني، مستحضرة تأثرها الكبير بالفنانة “إديث بياف” التي نهلت من عبقريتها في اختياراتها الفنية الغنية بالقصص والروايات، كما تألقت بالمناسبة في أداء أغنية Je ne regrette rien، وأضافت الديفا أن تميزها في تقديم مجموعة من الأغاني التي يصعب على غيرها أداؤها كما يصعب تقليدها، يعود إلى تقنياتها في الغناء واستعمالها لألفاظ بطريقتها الخاصة وبأسلوبها الذي استمدته من سماعها لأنماط موسيقية مختلفة بين غربي وشرقي، فتأثرت بكوكب الشرق أم كلثوم كما تأثرت بأغاني “جاك بريل” و”إيري ماتيو”.

وحول الفرق بين الأغاني القديمة والحديثة، أشارت النجمة المغربية إلى أن أغاني الماضي كانت أسهل بكثير، مضيفة أن بداياتها كانت بالأغاني الطربية لكنها قررت التميز أمام نجاح فنانات من حجم وردة وميادة الحناوي، حيث كانت البداية بأغنية “قال جاني بعد يومين” (1982) التي خلقت جدلا كبيرا حينها كما حققت نجاحا واسعا، ومن تم رفعت تحدي التميز والمخاطرة بتقديم أنماط وأشكال موسيقية مختلفة وفريدة، مع اعتمادها على تقنياتها الخاصة.

وبكثير من الجرأة أضافت الديفا أنها مؤمنة بأن هناك من لا تعجبه كــ “فنانة”، باعتبار “ألا إجماع على فنان أو على شخص ما”، لكنها ترفض من يتدخل في حياتها الخاصة أو اختياراتها وصولا إلى علاقتها بخالقها، خاصة ممن ينصحونها بالتوبة بسبب تقدمها في السن، وهو الشيء الذي يستفزها، على حد قولها، نافية أن يتسبب لها سنها في أي نوع من الإحراج بل ترى الأمر جزءا من تاريخها الذي تفتخر به ولا يمكن محوه.

وتبقى النجمة المغربية، مدرسة فريدة في الغناء، كما وضعت لنفسها بصمة لا يقتسمها معها الكثيرون، فتكاد الفنانة العربية الوحيدة التي تجد معجبين لها بين الفنانات والفنانين والإعلاميين كما الجمهور، إضافة إلى أن تاريخها الفني خالي من أي صراعات أو مشاكل ثنائية بينها وبين فنانين أو ملحنين أو إعلاميين، مما يجعل منها حالة فنية استثنائية يصعب تكرارها على خريطة الفن العربي.