مجتمع

تطوان تحتفل بـ”خمسة قرون من الحضارة وعشرون عاما من العالمية” (صور)

أعلنت الجماعة الحضرية لتطوان، اليوم الإثنين، عن انطلاق الاحتفالات بمرور 20 عاما على تصنيف المدينة العتيقة لتطوان تراثا عالميا للإنسانية من طرف منظمة اليونيسكو، تحت شعار “خمسة قرون من الحضارة وعشرون عاما من العالمية”، وذلك في برنامج يتضمن سلسلة من الأنشطة السوسيوثقافية والفنية، حيث ستقام عدة ندوات ومعارض وزيارات للمعالم التاريخية للمدينة.

وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، نبيل بنعبد الله، قال في كلمة له ألقتها بالنيابة عنه كاتبة الدولة المكلفة بالماء شرفات أفيلال، إن هذا الملتقى هو فرصة لإستحضار المسؤوليات المعنوية تجاه مدينة تجسد بحق شاهدا على عبقرية المكان بإعتبارها إرثا حضاريا مبنيا، داعيا إلى تكثيف جهود جميع المتدخلين في القطاع من أجل إعلان مدينة تطوان مدينة دون صفيح وتعزيز الحفاظ على النسيج العتيق للمدينة.

وأضاف بنعبد الله خلال الحفل الافتتاحي للاحتفالات بالقاعة الكبرى لعمالة تطوان، اليوم الإثنين، أن “تصنيف المدينة العتيقة لتطوان تراثا إنسانيا، يعد أمانة وتكليفا باعتباره، ليس مجرد استدعاء للماضي الذي عاشه أسلافنا بكل اقتدار، ولكن لكونه أيضا وخصوصا مجالا لعيش آلاف الأسر التي تصل الماضي بالحاضر، وللنهوض بظروف عيش ساكنتها وإحداث تنمية مستدامة”.

وشدد المتحدث على “ضرورة النهوض بهذا المجال الحضري الغني بالتجارب والعبر من الناحية العمرانية والمعمارية والحضارية باعتباره موروثا مشتركا يعبر عن تألق وغنى النموذج المغربي العربي الأندلسي بروافده المتعددة”.

وأبرز الوزير عبر كلمة شرفات أفيلال، أن الانعكاسات الاجتماعية والاقتصادية لمشاريع التأهيل الحضري المنجزة أو في طور الإنجاز والتي جاوزت قيمة مساهمة الوزارة في تمويلها 700 مليون درهم من أجل المحافظة على التراث المعماري والإنساني الأصيل للمدينة العتيقة، مشددا على ضرورة الحفاظ على التراث المبني للمدينة وإطلاق برامج تأهيل وتنمية المدينة العتيقة لتطوان ذات الرأسمال التاريخي.

من جانبه، قال رئيس الجماعة الحضرية لتطوان، محمد إيدعمار، أن جماعته تسعى من خلال إحياء الذكرى 20 لتصنيف المدينة العتيقة لتطوان تراثا إنسانيا عالميا، إلى التواصل مع المدينة العتيقة لتطوان وخلق وعي جماعي وتحسيسهم بأهمية الأنسجة العتيقة التي يقطنونها ويستثمرونها، وبأنها تراثا إنسانيا وحقا مشتركا ليس فقط للتطوانيين والتطوانيات والمغاربة بل هي حق مشترك للإنسانية جمعاء، وأننا سكان المدينة مؤتمنون على هذا التراث وهذا التاريخ وحمايته من الإندثار والضياع.

وأضاف بالقول: “مشاكلنا على مستوى المدن العتيقة هي مشاكل مشتركة، مشكل الدور الآيلة للسقوط، مشكل الكثافة السكانية داخل أسوار مددنا العتيقة، مشكل الهشاشة الإجتماعية لقاطني هذا النسيج العمراني، مشكل الأمن أحيانا، ومشكل صيانة الأنسجة العمراني داخل المدينة العتيقة، والتي تكلفته مرتفعة وتحتاج إلى تقنيات ومقاولات متخصصة، وبالتالي فإن هذا النوع من المشاكل يجب أن يكون فيه تبادل الخبرات بين المسؤولين الجماعيين، من أجل إيجاد أجوبة مشتركة منسجمة لمواجهة هذه التحديات”.

الحفل الافتتاحي الذي حضرته كل من الوزير شرفات أفيلال، ورئيس الجماعة الحضرية محمد إدعمار، وعمدة الرباط محمد صديقي، عرف تكريم عدد من أبناء مدينة تطوان، أبرزهم  الراحل محمد أزطوط، الرئيس الأسبق لبلدية تطوان والذي قدم ملف تصنيف الحمامة البيضاء كتراث عالمي إلى منظمة اليونيسكو، إضافة إلى تكريم عبد السلام الصفار، والسفير أبوبكر بنونة، والفنان التشكيلي سعد السفاج، والمؤرخة حسناء داوود.

الوفود المشاركة في احتفالات تطوان، قامت رفقة رئيس الجماعة بزيارة للمدينة العتيقة لتطوان، حيث اطلع المشاركون على أهم المعالم الأثرية للمدينة العتيقة التي بنيت في فترات مختلفة من التاريخ، وعلى رأسها السور الذي يحيط بالمدينة ومدرسة الفنون والصنائع، كما تلقى المشاركون معطيات حول المدينة العتيقة وممراتها وشبكة مياه السكوندو و السقايات العمومية وبعض المساجد والدور التاريخية، إضافة إلى الترميمات والإصلاحات التي نفذت بأزقة ودروب المدينة العتيقة في إطار أشغال تأهيل المدينة والتي أعطى انطلاقتها الملك محمد السادس، وأخرى قيد التنفيذ.