مجتمع

الريسوني: “الحزب الراتب” ليس بدعة وعلى الأوقاف الحفاظ عليه وتصحيح أخطائه

اعتبر الفقيه المقاصدي أحمد الريسوني، أن “الحزب الراتب” من القرآن الذي يُقرأ في مساجد المملكة مرتين في اليوم، ليس بدعة، واصفا إياه بأنه من “الفتوحات العظيمة للنبوغ المغربي في مجال الحفاظ على القرآن، اجتمع عليه الشعب والفقهاء والأمراء، في اجتماع نادر على القلب”.

وأوضح الريسوني في ندوة تحت عنوان “الحزب الراتب بالمغرب بين الإبداع والابتداع”، نظمتها حركة التوحيد والإصلاح، أمس السبت بالرباط، أن هذا الإبداع يجب الحفاظ عليه ودعمه بالرغم من الانتقادات التي توجه إليه، لأن فقهاء المذهب الملكي أكدوا عليه منذ القدم ، وفق تعبيره.

وأضاف أن وزارة الأوقاف والمجالس العلمية لها مسؤولية في الحفاظ على “الحزب الراتب” وترشيده، قائلا في هذا الصدد: “رغم أن وزارة الأوقاف لا ينتظر منها شيء لأن فيها الجانب السياسي والتحكم، إلا أن لها مسؤولية في هذا الموضوع”.

وتابع قوله: “لو أخذوا الأمر بجدية كما كان الأمر في الدول المتعاقبة على المغرب، لكانت هناك هيئة علمية وطنية للإشراف على الحزب وترشيده وتعميمه وتوسيعه وتصحيح أخطائه ومناقشة الانتقادات الموجهة إليه”.

نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، قال إن وزارة الأوقاف لها علماء كبار في مجال القرآن، تُشد إليهم الرحال من العالم الإسلامي، وجب عليها تكليفهم بالإشراف على الحزب الراتب لترشيده والحفاظ عليه، مردفا بالقول: “أما إذا كان الهدف تحويل الدين إلى طقوس وفلكلور ورمزية وطنية أو سياسية.. فهذا شيء آخر”.

وأشار المتحدث إلى أن الحزب الراتب من أعظم السنن الحسنة المحدثة في الدين، لافتا إلى أن “البدعة هي نسب شيء للشرع والوحي وفرضها على الناس، كالقول مثلا إن القرآن لا يجوز قراءته إلا بهذه الطريقة الفلانية”، وهذا ما لا ينطبق في حالة الحزب الراتب، حسب الريسوني.

وبعد أن استعرض مجموعة من النصوص من المذهب المالكي في موضوع الحزب الراتب، ذكر الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح، أن فقهاء المذهب المالكي وأمراء المغرب من المرابطين إلى المرينيين ثم العلويين، ظلوا على هذا النمط، حيث أن كل عالم وكل أمير كان يريد أن يحافظ على الحزب ويدعمه.

وأردف بالقول: “فقهاء المالكية وليس غيرهم، استقروا على تأصيل القراءة الجماعية للقرآن، ورغم أن الإمام الشاطبي لديه نوع من التحفظ في الموضوع، إلا أن شيخه أبو سعيد، وهو شيخ الشيوخ في غرناطة، كان صاحب أشهر فتوى في تأصيل القراءة الجماعية للقرآن”.

رئيس مركز المقاصد للدراسات والبحوث، قال إن هناك أخطاء تقع في الحزب الراتب، لكن الأخطاء الصغيرة لا يجب أن تطمس هذا الفتح الكبير الذي يجب أن يستمر لأن فيه خير كبير، على حد قوله، مشيرا إلى أن من بين الأسباب التي تجعل الناس يتحفظون على قراءته هو السرعة في القراءة التي تجعل المدود والغنة والوقفات في رواية ورش تختل.

واعتبر أنه من واجب الجميع الحفاظ على الحزب الراتب، كل من موقعه، قائلا: “على الإمام والمجالس العلمية تحسين الحزب وتصحيح أخطائه، وعلينا أيضا كأفراد دعم الحزب في المنازل كما كان يفعل المرينيون والموحدون حيث أحدثوا الحزب الراتب في قصورهم، لأن القراءة الجماعية فيها تنشيط وانضباط، وأول ما علل به فقهاء المالكية هذا الأمر، أنه إذا كان فيه نشاط للقراء فليكن ذلك، لأن العمل الجماعي كله فيه تنشيط”.

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    لا حول ولا قوة الا بالله .

  • عبد الجليل
    منذ 7 سنوات

    جعلنا الله من أهل القرآن ،ورواد مساجده . والمتخلقين بأخلاق القرآن وآدابه