وجهة نظر

 هيبة الدولة

لا أرى أي تعارض بين الاحتجاج السلمي في الحسيمة يوم العيد وبين هيبة الدولة….فالذين خرجوا بشكل حضاري سلمي للاحتجاج لم يمسوا بهيبة الدولة ولم يشكلوا اي اعتراض على مضمون بلاغ المجلس الوزاري ولم يمثلوا اي تحد لتدخل الملك…. التأويل السلطوي للتدخل الملكي هو الذي يحاول خلق خصومة بين الملك والمحتجين….ابناء الحسيمة جميعهم كما كافة الشعب المغربي يحبون الملك ويرون في تدخله اقرارا بعدالة قضيتهم ومظلوميتهم…كل ما في الأمر هو ان لهم اسبقية مختلفة….الدولة مهتمة بتنفيذ منارة المتوسط وهم مشغولون أكثر اليوم بالإفراج عن معتقليهم……

التأويل السلطوي هو الذي أنتج العنف والقمع وهو الذي انتهى بتعريض هيبة الدولة للمس وهو الذي يحرج الدولة…..لو تعاملت الدولة مع المحتجين بشكل حضاري وراعت حرمة العيد لكان ذلك مدخلا لفهم تدخل الملك وتهيئة شروط طي الملف والإفراج عن المعتقلين…

هيبة الدولة لا تمس بحراك سلمي وإنما تمس في الصميم وتعرض مناعةالمؤسسات وتشوش على سمعة البلاد بقمع المحتجين……..

أهل الحسيمة يحبون الملك ويعرفون أنه تجاوب مع نبضهم وتفاعل مع همومهم لكنهم لا يفهمون السبب وراء الإبقاء على المعتقلين ولا يفهون أيضا كيف يتم معاقبة البعض ومكافأة من يرون أنه سبب في المشكلة.

هيبة الدولة تمس بشكل خطير حين يتم تصريف قرار دولة بتسريب إعلامي حزبي في شكل تهديد مبطن ثم يتم الاسرار للبعض بأن الدولة تنفذ ما سبق الإعلان عنه من قبل قيادات مرفوضة وممقوتة من لدن أهل الحسيمة

قرار الدولة له حساسية شديدة….مضمونه وزمن تصريفه وكيفية ذلك شأن حصري للدولة وهيبة الدولة تتعرض للمس ان تم اختراق هذه الحصرية