أدب وفنون

سبيلا: الجابري كان يمقت الصوفيين .. وكان أخلاقيا متصالحا مع التراث

قال المفكر المغربي محمد سبيلا إن الفيلسوف الراحل محمد عابد الجابري كان غير متبجح وكان أخلاقيا بالمعنى الكانطي، مشيرا أن نضالية الجابري كانت تمجّ الكذب والنفاق والتملق، مبرزا أنه “من الصعب الجزم بأن الأساس عند الجابري هو الأخلاقي أو العقلي بل كان العنصرين متداخلين ومتكاملين”.

وأوضح سبيلا في كلمة له على هامش ندوة حول “الجابري .. السياسي” والتي نظمتها مؤسسة “محمد عابد الجابري للفكر والثقافة”، أن “الجابري كان يعتبر أن الاختيار السياسي سيظل سطحيا ما لم يتغذى بالفكر”، مضيفا أن الجابري يرى أن “إغفال الفكر والثقافة يؤدي للتقهقر ومراوحة المكان”.

وأشار المصدر ذاته، أن الجابري كان ينتقد سطيحة بعض الأطروحات اليسارية، مبرزا أن هزيمة 67 بالنسبة للجابري كانت هزيمة فكرية أيضا وكان لها أثر كبير على نفسية الجابري، مضيفا أن الجابري كان يعتبر أن التخلف الفكري هو سبب تخلف الدول العربية.

وأورد سبيلا أن “بعض الأصوليين اعتبروا الهزيمة جاءت بسبب التوجه العلماني المسيطر بل قال إن بعضهم اعتبرها عقابا إلهيا”، مضيفا أن الجابري كان يعتبر أن “الحداثة الحقة لا تأتي من الخارج عن طريق عملية جراحية بل تتم من الداخل”، مشيرا أن “هذا كان عنصر اختلاف بينه وبين الليبراليين”.

وأضاف أن الجابري لم يكن يعادي التراث مثل الليبراليين، بل كان يقول بأن نقد التراث أول مدخل الحداثة الداخلية، ويعتبر أن وقف تمجيد الذات المنهزمة يكمن في العودة إلى التراث وفحصه ونقده، ملفتا إلى أن “الجابري راسخ في التراث وواع به وكان لا يستعمل المصطلحات الأجنبية إلا عندما لا يجد في التراث ما يسعفه”.

وشدد سبيلا على أن “الجابري لم تكن له عقدة الأصالة مثل الليبراليين، غير أنه كان يمقت الصوفية لمرجعيتها النكوصية، وكان منحازا للعقل والعقلانية، حيث انحاز لابن رشد مثلا ضدا على الغزالي وابن تيمية”.