وجهة نظر

حتى نضع النقاط على الحروف….

بعض قيادات الحزب التزموا قرار الحزب وتوجيه الأمين العام بالتوجه نحو المستقبل وترك تقييم المرحلة إلى الفضاء المؤسساتي أو إلى مؤتمر الحزب، وهذا دليل على التزام الجميع بقيم الانضباط والمسؤولية… لكن للأسف بعضهم، من داخل قرار الصمت، وحتى وهو ينأى عن الخلاف، استعمل بعض التعابير التي تعمق الخلاف وتسم المخالفين للرأي بأوصاف مرضية توحي بفقدانهم البوصلة، وأنهم يتكلمون من وحي الصدمة النفسية وليس من وعيهم وتقديرهم لطبيعة المرحلة السياسية الحساسة.
رأينا شكل التعاطي هذا مع الدكتور سعد الدين العثماني الذي قال في قناة عمومية بأن الذي حمل المعارضين لطريقة تشكيل الحكومة على إبداء الخلاف معه هوعدم تحملهم لقرار إعفاء بنكيران، ورأينا الأستاذ محمد يتيم يقول في حوار لإحدى الجرائ دالوطنية أن الحزب لا يعيش أزمة، بل يعيش بعض أعضائه “صدمة”، خصوصا بعد إعفاء ابن كيران بعد فترة البلوكاج، التي يعتبرها بعضٌ أنها كانت مدبرة، أو مقصودة.
وراينا بعضهم يصرح لبعض المقربين بأن بنكيران عيش وضعية نفسية صعبة وأن هذه الحالة تخيم على الحزب أوعلى جزء كبيرمنه.

هذه التعابير توحي بوجود طرف واعي يفهم جيدا شروط المرحلة، ويتحرك من وحيها، وهوالمؤتمن على منهج الحزب القائم على التدرج والواقعية والتوافق، وطرف آخر مصدوم نفسيا، ويعيش يوتوبيا مرحلة بنكيران، ويتحرك ويفكر من دافع الصدمة النفسية.
في المحصلة، هذه التعابير توحي بأن الذين يحملون رأيا مغايرا لرأي المدافعين عن طريقة تشكيل الحكومة، سيستفيقون قريبا من الصدمة بعد أن يخضعوا لحصص علاج نفسي طبيعي يقدمها الواقع، وأنهم سيلتحقون إلى معسكر الواعين حالما يستفيقوا من الصدمة النفسية.

كنت أتمنى أن لا ننزلق لهذه التعابير، وكنت أتمنى ألا نستعين بلغة علم النفس لأن ذلك يوحي بأمور غير إيجابية، بحكم أن هذه التعابير لم تنشأ إلا بعد تولي الدكتور سعد الدين العثماني رئاسة الحكومة، وكنت أتمنى ألا نتقاطع أبدا مع خطاب مستشار ملكي تبنى نفس النغمة حين تحدث – من موقعه الشخصي- وقال بأن زيارته لابنكيران جاءت لعيادته لأنه كان مريضا واتهمه بأنه يعيش في الأوهام.

أرجو أن تفهم رسالتي بشكل واضح، ويفهم معها أن أي ممارسة للعنف الرمزي ضد المختلفين لن تمنعهم من حقهم في إبداء الرأي، والاعتقاد بأن الخطر كل الخطر أن يصير الحزب في جيب حكومة لا تمتلك الشجاعة والجرأة للمناورة مع التحكم فضلا عن مواجهته.