سياسة

العلام: دستور 2011 أهم إنجاز في “العهد الجديد” لكنه بفضل الشعب

أبرز المحلل السياسي عبد الرحيم العلام، أن أهم منجز عرفه العهد الجديد منذ وصول الملك إلى العرش بعد وفاة الحسن الثاني سنة 1999، هو دستور 2011، مشددا في السياق ذاته على أن هذا الدستور لا يمكن نسبته للملك ولكنه خرج لحيز الوجود بفضل حراك 20 فبراير، مشيرا أن الدستور الجديد هو استجابة لمطالب الشعب خلال مرحلة بداية الربيع العربي.

وأوضح العلام في تصريح لجريدة “العمق” بمناسبة الذكرى 18 لعيد العرش، أن الملك استجاب لطلب تغيير الدستور لكنه لم يستجب لمطالب الشارع التي كانت تهم أساسا إنتاج دستور ديمقراطي بواسطة جمعية تأسيسية منتخبة، ويفضي إلى ملكية برلمانية، مبرزا أن هذا الأمر لم يحدث، حيث تم الاكتفاء بتعديل دستور أبقى على ملكية تنفيذية ذات صلاحيات واسعة.

ولاحظ العلام أنه يوجد على مستوى الحريات والحقوق مد وجزر خلال العهد الجديد، مشيرا أنه خلال بداية حكم الملك محمد السادس كان هناك انفتاح كبير في مسألة حقوق الإنسان، حيث تم الإفراج عن بعض المعتقلين السياسيين، وتم رفع الإقامة الجبرية عن عبد السلام ياسين والسماح لأبراهام السرفاتي ومومن الديوري المديوري بالعودة إلى المغرب.

وأشار أنه تم خلال هذه المرحلة أيضا الانتفاخ على عدد من النشطاء والمكونات اليسارية بشكل عام، حيث تم إدماجهم في الحياة السياسية، وهو ما جعل من كل ذلك أمرا إيجابيا، غير أنه أوضح أن هذا الانفتاح سيبدأ في التراجع خلال سنة 2002، وكانت البداية بما أسماه بلاغ الاتحاد الاشتراكي حينها بـ “الانقلاب عن المنهجية الديمقراطية”، حيث تم القطع مع تجربة التناوب.

وأكد أنه بعد سنة 2003 شهد الوضع الحقوقي تراجعا كبيرا، حيث اعترف الملك بنسبه أنه في هذه المرحلة عرف المغرب تجاوزات وخروقات قانونية في مجال حقوق الإنسان، مضيفا أن هذا الأمر استمر حتى حدود 2011 مع الربيع العربي، حيث عرفت هذه المرحلة انفتاحا جديدا وتم تعيين رئيس حكومة جديد من الحزب الفائز بالانتخابات.

وأكد أن الأمر لم يستمر طويلا حيث عادت السلطوية لتمارس ما كانت تفعل في الجانبين السياسي والحقوقي، “حيث لاحظنا جميعا ما حدث بين الملكية وحزب العدالة والتنمية في شخص بنكيران، وفي البلوكاج الذي استمر طويلا والذي كان عنوانه أنه هناك خلاف بين الملك وبنكيران، ولاحظنا أيضا كم من خطاب وجهه الملك مباشرة لبنكيران وكم من رد فعل قام به بنكيران اتجاه الملك أو محيطه”.

وأبرز الأستاذ بجماعة القاضي عياض والباحث في العلوم السياسية، أنه إذا كان العهد الجديد قد عرف انفتاحا على الحقوق والحريات، فإن حراك الريف أثّر بشكل سلبي على هذه الصورة، حيث يحل عيد العرش لهذه السنة بغير النفس الذي بدأ به الملك حكمه.