أدب وفنون، سياسة

مسرور: يقظة ريافة وراء الحراك .. ومعارضو موازين لا يقدمون البديل

ولأن لكل امرئ نصيبٌ من اسمه. ما كان من الفنان المراكشي رشيد مسرور إلا العمل على إدخال السرور وزرع الابتسامة في الوافدين على عروضه الفكاهية التي امتدت صدى ضحكاتِها لأزيد من عقدين من الزمن، خاصة بين صفوف التلاميذ وطلبة الكليات بمختلف الجامعات المغربية.

مسرور الذي ترعرع بين أحضان مدينة البهجة واغترف هوى أناسها الميالين للنكتة والتندُّر و”التمَشخير”، طُبع بطبائع أهل مدينة مراكش الحمراء، التي أنجَبت فكاهيا هزليا يعالج ظواهر اجتماعية جِدية لا تخلو من الكوميديا السوداء وبنَفَس يرمي إلى وضع اليد الجرح عبر مِبضع الضحك.

أوجد الفن الملتزم لنفسه مكانة عبر التاريخ، فهل يوجد إبداع يسمى كوميديا “ملتزمة” أم أن الإبداع إبداع وحسب وغير قابل للتصنيف؟

في الحقيقة الإبداع يبقى إبداعا، فالعمل الكوميدي مثلا قد توظف فيه تقنيات عالية من إخراج وبراعة في كتابة السيناريو وحسن أداء الممثل، أمور تُضفي عليه لمسة فنية جميلة من حيث الشكل ما يُعد إبداعا، لكنه من حيث المضمون فارغ ويساهم في “تضْبيع” الجمهور وتخريب الذوق.

أما عن الالتزام في الفن، فهناك فن ملتزم وله رسالة ويساهم في بناء وعي الشعوب التواقة للحرية ولغد أفضل، والفن الرديء يعد كذلك “ملتزما” بتدمير الوعي مع تسطيح الفهم، ونشر ثقافة السخافة وربط الشعب بجزئه السفلي، إذا فالالتزام قد يكون سلبيا وإيجابيا، وتصنيف كلا الاتجاهين منوط بمدى يقظة الجمهور المتلقي ووعيه.

كفنان وممارس، كيف تنظر إلى الإنتاج الكوميدي والساخر في المغرب؟

باختصار، الإنتاج الكوميدي المغربي متخلف على العموم، إلا من رحم ربك من إنتاجات جيدة لكنها نادرة، وهذا أمر طبيعي فنحن دولة متخلفة لهذا فلا يمكن أن تنجو الكوميديا من التخلف الذي ضرب السياسة والاقتصاد والثقافة وغيرها.

الإنتاجات الكوميدية في المغرب، هل هي كافية وذات قيمة؟ أم أنها وجدت لملء الفراغ فقط؟

الإنتاجات الكوميدية في غالبيتها غثة وقليل فيها “السمين”، وهي للإلهاء وتشتيت وعي المواطن عن الأمور المهمة، فغالبية مواضيعها سخيف كـ”إبداع” قضاء الحاجة أو انفجار في الحمام، وهي باختصار تعبر عن مستوى وثقافة الكوميدي.

لماذا تتميز الأعمال الساخرة التي تحيل على “الماضي” بالإقبال الكثيف والإعجاب الكبير، في تقديرك؟

في الحقيقة الإبداعات الساخرة التي تحيل على الماضي تلقى إعجابا كبيرا ومتابعة كثيفة، فالأمر بسيط لأن الواقع اليوم ليس فيه ما يغري بالمشاهدة، فالجمهور المغربي يحتمي بالماضي الفني من سخافة ما يقدم من عروض هزيلة إبداعيا في الحاضر، وعلى رأي احديدان “الولين ماخلاو للخرين مايقولو”..

مسرور، فنان ملتزم بقضايا الناس، من المغرب إلى فلسطين، كيف تنظر لحراك الريف؟

حراك الحسيمة طبيعي، فالجسم الحي هو الذي تكون له ردة فعل، والشعب هناك في الريف يقظ، والمغرب “مازال ما قطع الواد أو نشفو رجليه”، أقصد مطالب 20 فبراير، فالبركان يعطي إشارات قد تأتي على شكل اهتزازات أرضية أو دخان قليل ينبعث من فوهاته قبل الانفجار الكبير، لهذا على خبراء الهزات الاجتماعية التقاط الإشارة والعمل على تدارك الوضع في المغرب كله.

تراجعت معارضة موازين باعتباره “إجبارا” على النشاط، لماذا بنظركم؟ وهل للمهرجان مستقبل؟

مهرجان موازين مستمر وله مستقبل رغم بداية تراجع نسبي في جمهوره، إلا أن الدعم الكبير الذي يتلقاه من جهات “مرفحة” ومتنفذة ورغبة الدولة كذلك في استمراره كعنوان لـ”تسامحها” مع ثقافة الآخر “شواذ، مثليين، هداوة الهبهوب، ومن يريد الرقص شبه عريان ..”، كل هذا يعطيه دعما أدبيا وماديا ليستمر في الزمان والمكان.

أما معارضو المهرجان وخاصة من الإسلاميين فاستمرارهم في الاحتجاج دون تقديم بديل فني راقي، دليل واضح عن عجزهم رغم توفرهم على إمكانيات لوجستية مهمة فعندهم “العموديات والجهات والبلديات والجماعات..”، لكنهم ألفوا البكاء على الأطلال بدل الفعل في الواقع اليوم.

أسماء في كلمات:

بن كيران: رجل يُقدِم ويُحجِم في الوقت المناسب ويعرف قدره فموقفه ثابت من النظام الملكي لم تؤثر فيه شعبيته الكبيرة بقي متواضعا صامدا حتى وقت إعفائه.. خرج من الرئاسة سالما من سرقة المال العام.

الزفزافي: شاب صادق دافع عن ساكنة الحسيمة بكل إخلاص وساندته الجماهير الريفية بكل حب ولا تجتمع الأمة على ضلالة.

الفساد: هذه الكلمة حازت على إجماع الشعب، الكل يكرهها من حكام ومحكومين فلا تسمع إلا “محاربة الفساد يسقط الفساد ضد الفساد يلعن أبو الفساد..” لكنه ساد أو عاد وما زال حيا يرزق وبصحة جيدة “إوا قولوا باز”.