مجتمع

منذ إصابته وحتى وفاته .. “العمق” ترسم القصة الكاملة لملف العتابي

بدأ كل شيء حين شارك اليافع عماد العتابي البالغ من العمر 16 سنة، في مسيرة حاشدة عشية يوم 20 يوليوز بمدينة الحسيمة، وُوجِهَت بتدخلات أمنية عنيفة تخلَّلها استعمال القنابل المسيلة للدموع، وتراشق بالحجارة، ما أسقط عددا من المصابين في صفوف الأمن والمحتجين من بينهم عماد.

الزمان: السابعة من مساء يوم الخميس 20 يوليوز، والمكان: مستشفى محمد الخامس الجهوي بالحسيمة، حيث ولَج عماد العتابي في حالة صحية متدهورة، ليتم إدخاله للعناية المركزة بسبب إصابة خطيرة على مستوى الرأس أدخلته مباشرة في غيبوبة لم تقم له قائمة منها.

لم يمر على تواجد العتابي بمستشفى الحسيمة سوى ساعات معدودة، حتى أُصدِرت الأوامر لنقل العتابي رفقة اثنين من الأمنيين صوب المستشفى العسكري بالرباط على متن مروحية تابعة لوزارة الصحة، فيما تناسلت مجموعة من علامات الاستفهام، متسائلة حول وضعية العتابي الذي دخل في “موت سريري” والأسباب الواقفة وراء إصابته القاتلة.

صباح الجمعة 21 يوليوز، ضُرب تطويق أمني وإجراءات مشددة حول المستشفى العسكري بالرباط، وفق ما عاينته جريدة “العمق”، إذ أن التحقيق كان يشمل جميع الراغبين في الوُلوج للمستشفى مع تحديد هويات الزائرين، فيما يتم رفض أي زيارة محتملة للناشط العتابي الذي كان “ميتا سريريا”، ناهيك عن التَّعتيم الذي صاحب ملفه للحيلولة دون تسريب أي معلومات تهم الوضعية الصحية لعماد للإعلام، وهو التعتيم الذي طالت حتى عائلة المريض.

جريدة “العمق”، وعبر مصادرها الموثوقة المطلعة على التقرير الطبي للشاب المصاب، تأكدت من إصابته البليغة على مستوى الرأس، فيما أكدت ذات المصادر الطبية أن الفحص عبر الرنين المغناطيسي “السكانير” أظهر اختراق جسم غريب لجمجمة العتابي ليستقر على مستوى دماغه، ما تسبب له في “موت سريري” توقفت معه دورته الدموية وتنفسه وهي مرحلة تسبق الموت الدماغي.

مصادر طبية قالت للجريدة، إنه من الصعب طبيا إعادة شخص توفي إكلينيكيا، حيث يلجأ الأطباء لإبقائه تحت أجهزة التنفس الاصطناعي ضمانا للسير العادي للدورة الدموية وتنظيم نبضات القلب، ويبقى المريض في غيبوبة لمدة قد تطول أو تقصر، ذلك أن إزالة التنفس الاصطناعي كفيل بموت المريض فعليا، وهو ما حدث فعلا.

هدأت الأوضاع بعد مسيرة 20 يوليوز، وبقيت الأسئلة مُشرعة على مصراعيها علاقة بالوضعية الصحية لعماد، فيما لا زالت نتائج البحث الذي عُهد به للضابطة القضائية من أجل الكشف عن حقيقة الحدث وأسبابه وتحديد المسؤول عنه لترتيب الأثر القانوني على ذلك مجهولة، لتنضاف إليه أبحاث جديدة متعلقة بنتائج تشريح جثة العتابي.

بعد 19 يوما من إصابته، أجرى خلالها عملية جراحية على مستوى الرأس وبقي مُسجَّى على أحد أسرة المستشفى العسكري موصولا بأجهزة مختلفة، أُعلن رسميا زوال 08 غشت 2017 عن وفاة عماد العتابي وسط غموض يكتنف المتسبب في إصابته البليغة على مستوى الرأس، وبأية طريقة، والكيفية التي نُقل عبرها صوب مستشفى الحسيمة، ويبقى السؤال الأبرز: “هل توفي عماد العتابي يوم 20 يوليوز، أم 8 غشت؟”، سؤال موضوع هاشتاغ على فيسبوك.​