مجتمع

الخليفة ينعي غلاب .. مثقف جامع سكن السجن نصرة للعدالة

نَعى القيادي بحزب الاستقلال امحمد الخليفة، الفقيد عبد الكريم غلاب، معتبرا أن ” بانتقال المرحوم غلاب إلى رحمة الله الواسعة يفقد المغرب شخصية لامعة من أفداد هذا الوطن”، لافتة إلى كونه “معلمة ستبقى شامخة وخالدة خلود الحياة”.

وقال الخليفة ضمن تصريح لجريدة ” العمق”، إن كريم غلاب يُعد من أكبر المجاهدين الذين أنجبَتهم تربة هذا الوطن الخيِّرة، متابعا “يكفي أن يذكر اسمه مقرونا بإنزال المجاهد عبد الكريم الخطابي في أرض الكنانة”، متابعا أن غلاب مثقف كبير ثقافة إنسانية سخَّر كل عطائه الفكري لقضية تحرير وطنه، وبناء المغرب بناء قويا على أُسس متينة من أجل الإنسان الحر المتمتع بكل حقوقه، ومن أجل كرامة يستحقها أبناء الوطن”.

ولفت المتحدث، أن غلاب أديب شامخ ومعلمة سيَبقى شعاعُها مضيئ في الأجيال القادمة، واصفا إياه بكونه ” المثقف الجامع المانع الذي خلف تراثا مهما، فكتبه تتجاوز 70 كتابا، أنتجها كلها في الدراسات الأدبية والفكرية وكان للرواية نصيب كبير” وفق تعبيره معتبرا أن عددا من المثقفين والنقاد يعتبرونه ” أبو الرواية المغربية الحديثة من خلال روايته “دفنا الماضي” “.

وأشار المتحدث إلى أن غلاب وإلى غاية هذه السنة التي فقد أثناءها استطاع إخراج مجموعتين قصصيتين، مضيفا أنه خلف كذلك كتبا في الدراسات السياسية والتاريخية تلقي الضوء على تاريخ المغرب السياسي وبناء مستقبل الأجيال على أسس قويمة فكرية وأخلاقية وعقائدية، زيادة على أزيد من 5 كتب في  الدراسات الإسلامية.

ووصف الخليفة الراحل بكونه موسوعة في حد ذاته، لافتا إلى أنه امتهن الصحافة وكانت مهنته منذ عاد إلى المغرب في نهاية الأربيعينات وهو الذي كان يعتبر أن الصحافة نضال وليست مهنة ويعتبر أن الجريدة جريدة للرأي وليست للخبر، وأنها مدرسة الأمة في التوجيه، حيث جعل من الصحافة رسالة سامية طيلة 50 سنة من الممارسة.

” غلاب استطاع أن يثبت بقوة الفعل وقوة الكلمة أن المثقف الملتزم نحو قضايا شعبه وأمته هو المثقف الحقيقي وأن المثقف الذي لا يُغامر في الدفاع عن حقوق شعبه لا يستحق هذا الوصف، كما أنه أثبت رسالة خالدة أن السياسة بدون ثقافة لا يمكن أن تنتج ما يستفيد منه الوطن وأبناؤه” يقول امحمد الخليفة لـ”العمق”.

وتقدم القيادي الاستقلالي بتعازيه لجميع صحفيي المغرب والعالم، ذلك أن غلاب أدَّى الثمن غاليا من أجل حرية الصحافة وعدم اعتقال الصحفيين، لافتا إلى أنه لا توجد مرحلة في تاريخ المغرب الحديث لم يعتقل فيها غلاب من أجل حرية الصحافة والصحفيين بالمغرب.

واعتبر الخليفة أن عبد الكريم غلاب يعود إليه الفضل، في إلغاء ظهير ” ما من شأنه”، إذ كان من قدَّم مقترح القانون بإلغائه، خاتما كلامه بالقول “غلاب الذي فقده المغرب سيعيش بفكره تحت الظلال الوارفة لعلمه ونضال”.