أخبار الساعة

“اليمين البديل” الحركة التي تروج للعنصرية “اللطيفة” في الولايات المتحدة

تفوق العرق الأبيض على غيره، دعوات مناهضة للمهاجرين، إقامة دولة عرقية وأفكار متطرفة أخرى تدعو إليها حركة “اليمين البديل” في الولايات المتحدة التي ازدادت شعبيتها منذ وصول دونالد ترامب للرئاسة. من هي الحركة التي تحاول إعطاء صورة “لطيفة” للعنصرية؟

الشابة آشلي واحدة من أعضاء حركة “آلت رايت” الأمريكية التي تؤمن بتفوق العرق الأبيض وتدافع عنه. كتبت في تغريدة لها: “اليوم، يطلق على الجمهوريين صفة النازيين الجدد أو العنصريين البيض”. تدافع الأمريكية المحافظة آشلي عن أفكار عنصرية على حسابها على تويتر حيث يتابعها عشرات الآلاف من المستخدمين.

“آلت رايت” وتعني اليمين البديل، عرفت بدعمها للرئيس دونالد ترامب أثناء حملته الانتخابية. تأسست منذ 10 سنوات في الولايات المتحدة الأمريكية لكنها لم تكن تحظى بشعبية واسعة حتى العام الماضي، إذ شهدت رواجا مع تولي الجمهوري ترامب منصب الرئاسة.

في 12 غشت، شارك مناصرو الحركة إلى جانب النازيين الجدد وحركة “كو كلاكس كلان” العنصرية في مظاهرة “توحيد اليمين” في شارلوتسفيل. وقتلت امرأة خلال أعمال عنف اندلعت بين دعاة تفوق العرق الأبيض من جهة والحركات المناهضة للعنصرية من جهة أخرى على أثر المظاهرة.

وأكد ترامب في تصريحاته على مسؤولية الطرفين في أعمال العنف التي وقعت في المدينة الواقعة في ولاية فيرجينيا. ما أثار موجة غضب واسعة بين صفوف الأمريكيين.

“العرق هو أساس هويتنا”

أطلق ريتشارد سبنسر، مدير معهد السياسات الوطنية في واشنطن وناشط يتبع لليمين المتطرف، الحركة أواخر العام 2000. كتب مؤخرا “بيانا سياسيا” يضم أفكاره التي تدعو إلى كراهية الأجانب ومثليي الجنس.

“العرق هو أساس هويتنا”، هذا ما يؤكد عليه بيان سبنسر المناهض للاجئين ويروج فيه إلى تفوق العرق الأبيض ويؤيد حمل السلاح، في حين يعارض وجود المثليين والحركات النسوية. يدعو سبنسر إلى بناء مجتمع جديد و”دولة عرقية” للبيض تجمع الأوروبيين وذلك من خلال حملة تطهير عرقي لكن بطريقة “سلمية”.

أتباع حركة اليمين البديل هم من “العنصريين والمعادين للسامية”، بحسب المنظمة المناهضة للعنصرية “رابطة مكافحة التشهير”.

“حركة تفتقر إلى الإيديولوجية”

انتقد الصحفي أندرو مارانتز في صحيفة نيويوركر في تشرين الأول/أكتوبر 2016، هذه الحركة ووصفها بأنها تفتقر إلى الإيديولوجية: “إنه تجمع من القوميين البيض، وأنصار الملكية الجدد، والذكوريين، وأنصار نظرية المؤامرة، والعدميين العدوانيين، المتصيدون على شبكات التواصل الاجتماعي. “ألت-رايت” عبارة عن تصنيف/تسمية فقط. (…) في الأساس، هؤلاء هم المحافظون والرجعيون الذين ينشطون على مواقع الإنترنت والمناهضون لوجود نظام وهذا ما منعهم من الانتماء إلى الحزب الجمهوري”.

“أكثر عصرية وأقل رتابة من كو كلوكس كلان”

ومن أتباع هذه الحركة، القوميون والعنصريون البيض الذين يؤمنون بتفوق البيض على السود، اللاتينيين، الآسيويين، العرب واليهود كذلك. لعل حركة اليمين البديل هي مجرد تسمية جديدة أطلقت على مبدأ قديم.

ليست هذه الخطابات جديدة من نوعها، لكن حركة اليمين البديل أكثر تشددا من الجماعات اليمينية المتطرفة التقليدية، مثل النازية الجديدة أو كو كلوكس كلان التي تشترك بالكثير من أفكارها مع اليمين البديل.

وعرف ريتشارد سبنسر أنه وجه “تحية نازية لترامب” في 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2016 في واشنطن، أمام حشد من النازيين. وتستلهم حركة اليمين البديل من أفكار كو كلاكس كلان وتستخدم مشاعل نار أثناء التجمعات.

فيديو: ريتشارد سبنسر يوجه “تحية النازية” لترامب

تعد حركة كلان من أقدم “جماعات الكراهية” في الولايات المتحدة. وتضم حوالي 8000 عضو موزعين على 130 مجموعة مقارنة مع 4 ملايين في منتصف العشرينات، بحسب مركز أبحاث معاد للتطرف SPLC.

وكانت هذه الحركة تجمع في الأساس الحركات المناهضة للسود الأمريكيين، لكنها قامت بعد ذلك بتوسيع قاعدة كراهيتها لتشمل الدعوات المناهضة لليهود والمهاجرين والمثليين والكاثوليك.

حركة اليمين البديل تحاول جعل العنصرية شيئا رائجا ومقبولا بحسب مجلة “موذر جونز” بالاعتماد على منتديات رديت و4 تشان، وكذلك المدونات. كما ترك بعض الأعضاء السابقين في حركة كلان، مثل المؤيد لدونالد ترامب ديفيد ديوك، وانضموا إلى الحركة الجديدة.

ملامح غامضة

يبدو أن روابط اليمين البديل مع حركات أخرى لها وزن خاص في تطوير الحركة التي لا تزال طموحاتها غير واضحة. على تويتر، تؤكد أشلي أنه “من نافل القول أن أي شخص يدين النازية”. ورفضت آشلي الرد على فرانس 24، حول مزاعم وجود روابط بين اليمين البديل والحركات الأخرى.

ويحافظ بعض الأشخاص المرتبطين بمجموعات قومية أخرى على ارتباطهم مع اليمين البديل.

ويقول محللون إن هذه المجموعات ربما تحظى بتأييد عشرات الآلاف وربما يدعمها مئات الآلاف من الأنصار غير المعلنين.

ويعد موقع “برايتبارت نيوز”، الذي تأسس عام 2007 منبرا إعلاميا لهذا الحركات وعرف بدعمه لترامب معتبرا إياه الرمز لهذا الاتجاه. وهذا ما أكده ستيف بانون، المستشار الإستراتيجي السابق لدونالد ترامب الذي ترك منصبه يوم الجمعة 18 غشت عندما كان رئيس الحركة في يوليو 2016.

وتجتذب تجمعات “آلت رايت” بشكل متزايد الحركات الساعية للعنف، مثل “براود بويز” و”دي إي واي” ومجموعات تطلق على نفسها تسمية “ميليشيا المواطنين”. لكنها تركز أكثر على نزاعها مع الحكومة والقوانين والضرائب، وأقل اهتماما بالقضايا المتعلقة بتفوق العرق الأبيض.

وسط هذه الأفكار المثيرة للجدل، هل تروج “آلت رايت” لنفسها بشكل سيئ؟ لربما هذا ما أدى إلى إنشاء تيار أقل راديكالية: “ألت لايت” بداية عام 2017.

وفقا لمركز الأبحاث الأمريكي، يوجد حاليا 917 مجموعة كراهية ناشطة في الولايات المتحدة، مقارنة بـ 457 في عام 1999.