مجتمع

ساكنة جماعة بإقليم الفقيه بنصالح تحتفي بالعيد وسط المعتصم

محمد كسوة

احتفلت ساكنة من أولاد سي بلغيث جماعة أولاد بورحمون باقليم الفقيه بن صالح بعيد الأضحى الذي صادف هذه السنة فاتح شتنبر 2017 في معتصمها أمام مشروع تربية الديك الرومي “بيبي” للمطالبة برفع الضرر عنها والمتمثل في الروائح الكريهة المنبعثة من المشروع وما يسببه من أمراض جلدية والربو وأمراض الحساسية.

واستنكرت ساكنة أولاد سي بلغيث الصمت الرهيب للمسؤولين تجاه قضيتهم التي أصبحت حديث العامة والخاصة بعد استنفادهم كل وسائل الاحتجاج الحضارية لإيصال شكاويهم لمن يهمهم الأمر لكن بدون جدوى، فبعد تقديم تعرضهم على المشروع في الآجال القانونية وتوجيه 18 مراسلة لمختلف الجهات محليا وإقليميا وجهويا ووطنيا وتنفيذ 18 وقفة احتجاجية، اضطر سكان أولاد سي بلغيث إلى خوض اعتصام مفتوح أمام المشروع سالف الذكر منذ 20 مارس الماضي، حيث تجاوز اليوم 5 أشهر ونصف.

ساكنة أولاد سي بلغيث لم تكتمل فرحتها بالعيد، فبعد احتفالها بعيد الفطر الماضي بالمعتصم تحت “عشات” مسقفة بالبلاستيك، تضطر للمرة الثانية على التوالي إلى الاحتفال بعيد الأضحى بالمعتصم بعيدا عن أفراد عائلاتهم وأسرهم، وهو ما اعتبره هؤلاء “وصمة عار على جبين مختلف المسؤولين المحليين والاقليمين والجهويين والوطنيين، لعجزهم أو ربما تواطئهم ضد مصلحة الساكنة المطالبة بحقها في العيش في بيئة نقية وسليمة”.

وبهذه المناسبة وعلى إثر زيارة نظمتها الجريدة للمعتصمين من ساكنة أولاد سي بلغيث، استعرض المستشار الجماعي الحبيب خليفة مختلف المراحل التي قطعتها ساكنة أولاد سي بلغيث من أجل المطالبة برفع الضرر عنهم، وناشد ذات المستشار الملك محمد بالتدخل لإنصاف الساكنة التي تتعدى 4500 نسمة، والتي حول مشروع تربية الديك الرومي حياتهم إلى جحيم.

ومن جهته نوه شريف محمد، بـ “صمود” ساكنة أولاد سي بلغيث رغم قساوة المناخ من أجل قضيتهم العادلة، متمنيا أن تلقى الشكاية التي سلمها المصطفى الشاكي لرئيس الحكومة خلال زيارته الأخيرة لجهة بني ملال خنيفرة رفقة وفد وزاري مهم آذانا صاغية وتعجل بإيقاف معاناة الساكنة، كما التمس من عامل إقليم الفقيه بن صالح الذي زارهم في المعتصم خلال الشهر الماضي أن يقف إلى جانب الساكنة المتضررة.

وشكر شريف محمد وسائل الإعلام التي ساندتهم في محنهم، مستنكرا ما جاء على لسان مدير الوحدة الإنتاجية للديك الرومي الذي قال بأن المشروع لا يشكل أدنى ضرر للساكنة، متسائلا إذا كان الأمر كذلك فما سبب تحمل الساكنة لمعاناة الاعتصام كل هذه المدة في ظروف جد صعبة.

وبدوره أكد نور الدين لشكر، أن الساكنة فقدت الأمل في مختلف المسؤولين ولم يبق لها سوى رفع ملتمسها للملك محمد من أجل التدخل لوقف معاناة ساكنة أولاد سي بلغيث التي عمرت طويلا مع هذا المشروع الذي بدأ نشاطه منذ 2015.

وفي ذات السياق، شدد الكبير لشكر وهو مهاجر مغربي بالديار الإسبانية على صمود الساكنة حتى تحقيق مطالبهم المشروعة والعادلة، موضحا أنه واهم من يعقد بأن ساكنة شرفاء أولاد سي بلغيث سيصابون بالعياء والإحباط جراء تماطل وصمت المسؤولين تجاه ملفهم، مؤكدا أن ذلك لا يزيدهم إلا إصرارا وصمودا إلى حين رحيل مشروع “بيبي” مهما كلفهم ذلك من ثمن.

وأضاف لشكر أنه كان من المفروض على المسؤولين التفاعل الإيجابي مع خطاب العرش للملك محمد السادس، الذي كان واضحا في ضرورة الاصطفاف إلى جانب المستضعفين، غير أن الواقع غير ذلك فـ “الرياح تجري بما لا تشتهي السفن”.

واوضح الكبير لشكر أن الجالية البلغيثية المقيمة بالخارج تتجاوز 260 شخصا وبدل أن تقضي عطلتها الصيفية رفقة أفراد عائلتها، وجدت نفسها تقضيها وسط ساكنة الدوار بالمعتصم لمؤازرتهم ومساندتهم في محنتهم.

والتمس لشكر من مختلف المسؤولين التدخل العاجل لحل هذا المشكل الذي عمر طويلا، مستنكرا عدم الأخذ بتعرض الساكنة الذي قدمته في الآجال القانونية، وكيف تم الترخيص لهذا المشروع على أرض فلاحية مساحتها 12 هكتارا وكانت تشغل أكثر من 80 عاملا مياوما، بينما المشروع المعلوم لا يشغل سوى 4 عمال مياومين.

وفي نفس الإطار لخص عبد الله بدوي، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة وبروحه المرحة معاناة ساكنة أولاد سي بلغيث مع مشروع الديك الرومي، موضحا أن الأمل معقود في الملك لرفع الضرر عنهم واستعادتهم لحياتهم الطبيعية الآمنة.