سياسة

العماري يهاجم منجب بسبب الاستقالة و”نهاية حزب القصر”

لم يدم صمت إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، طويلا للرد على ما جاء في مقال للمحلل السياسي المعطي منجب بعنوان “حراك الريف بعد حراك 20 فبراير: هل هي نهاية حزب القصر؟”، وهو المقال الذي تطرق فيه منجب لاستقالة العماري من حزب البام وربطها بـ “فشل الأصالة والمعاصرة التام في لعب أي دور إيجابي لصالح النظام منذ انطلاق حراك الريف في نهاية أكتوبر”.

رد العماري حول ما جاء في مقال منجب كان عن طريق “رسالة إلى عزيزي المؤرخ” نشرها الموقع الرسمي لحزب الأصالة والمعاصرة، يخاطب فيها المؤرخ والمحلل السياسي المذكور قائلا: “مناسبة مقالك هي تقديمي لاستقالتي من الأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، أرى أنه من حقي أن أتفاعل معك، وبحكم أنني لا أنتمي مثلك إلى إطار الباحثين والمؤرخين، سأكتفي بتوجيه رسالة بسيطة تتناسب ومستواي الثقافي والسياسي، ورسالتي هذه عبارة عن جملة من التساؤلات”.

وهاجم العماري في رسالته المعطي منجب، مشيرا إلى أنه “ربما خذَلَكَ قِصَرُ المسافة الزمنية الكافية بينك كمؤرخ وبين حدث استقالتي التي كانت مطلع شهر غشت المنصرم”، مضيفا أنه “ربما أيضا عجزتَ عن أن تتخلص من سلطة المواقف والميولات السياسية التي لازمتْكَ منذ مدة أمام المشهد السياسي الوطني؛ وهو ما حجب عنك ضوء الموضوعية والحياد اللازمين إزاء المشهد السياسي في بلادنا”.

واستطرد زعيم البام، قائلا: “عزيزي “المؤرخ”، اسمح لي بأن أتوجه إليك بسؤال أتمنى أن لا تحسبه استنكاريا. إذا كان “البام” من صنع النظام أو السلطة أو القصر، فمن يا تُرى صنع التيارات الإسلامية التي تمتلك، في نظرك، مشروعية الوجود والتمثيل؟”، في إشارة منه إلى حزب العدالة والتنمية، الذي “يتحمس” له سياسيا رغم محاولاته إخفاء ذلك، على حد تعبير العماري.

وتساءل العماري في رسالته للمؤرخ المعطي منجب عن “مَنْ دَفع ومَوّل وشجّع ظهور التيارات الإسلامية، ولأجل ماذا خلقت ووظفت؟”، وعن “من وَظّف الحركات الإسلامية طوال السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات في بلادنا؟ ومن كان يدعمها ويقويها؟ وضد من؟”.

وتابع المتحدث ذاته، قائلا: “عزيزي “المؤرخ”، قلت إن القصر أسس “البام” لـ”محاربة التوجه الإسلامي المعتدل..”، ولا أدري لم تحفظتَ على تسمية هذا التوجه الإسلامي “المعتدل”، علما أن القارئ يعرفه جيدا. وأدرك أنك تعرف -أكثر مني بكثير لأنك “مؤرخ” ومحلل مشهود لك أكاديميا- بأن هذا التوجه الإسلامي “المعتدل” قد أُنشِئ في سياقات وظروف سياسية يعرفها الجميع”.

“..كما أنك تعرف أيضا الموقف الذي كان لأصحاب هذا التوجه من حكومة التناوب، في زمن المرحوم الحسن الثاني، حيث لعبوا دور المساندة النقدية، بعد أن مكنتهم الجهة التي تعرفها من فريق برلماني، بالرغم من عدم حصولهم على العدد الكافي من المقاعد”، يضيف العماري، الذي أشار كذلك أنه “سُجِل آنذاك أول ترحال سياسي عالي المستوى، كما تتذكر بأنهم سحبوا المساندة النقدية ورحلوا بها إلى المعارضة، بعدما رحل من أوحى لهم بذلك في النسخة الثانية من حكومة التناوب التوافقي سنة 2000”.

ولم تقف تساؤلات العماري الموجهة لمنجب عند هذا الحد بل أضاف متسائلا: “كيف يمكن، كما تفضلت في مقالك، أن يخلق القصر أداة حزبية لمواجهة الأداة التي عمل على خلقها لما يقارب من نصف قرن؟ وكيف للقصر أن يخلق أداة كـ”البام” لمحاربة الذين ولدوا في القصر ورضعوا من حليب القصر، وعلى رأسهم المرحوم عبد الكريم الخطيب وأتباعه، وأتباع التابعين؟”.

وعن ربط المؤرخ والمحلل السياسي المعطي منجب لاستقال العماري من البام بما وصفه بـ”فشل الأصالة والمعاصرة التام في لعب أي دور إيجابي لصالح النظام، منذ انطلاق حراك الريف…”؛ فقد أوضح العماري أنه “استنتاج قد يكون مبررا من الناحية السياسية انسجاما مع قناعتك الشخصية في الانتصار لمواقفك في دعم تيارات الإسلام السياسي في المغرب”.

واعتبر العماري استنتاج منجب بأنه “مجانب للصواب إذا خلصت إليه بصفتك مؤرخا، لكونه لا يحتكم إلى وقائع ثابتة ومعلومات دقيقة صادرة عن صاحب قرار الاستقالة، أو صادرة من دوائر أخرى تملك ما يشفع لموقفك من وثائق وتصريحات مدونة”، مؤكدا أنه عبر عن أسباب ومبررات استقالته في ندوة صحافية رسمية، “ولم أقل، أبدا، أن سببها هو ما يحدث في مدينة الحسيمة”، يؤكد العماري.