مجتمع

بعد تبرئته.. صاحب الروض يكشف روايته حول “اغتصاب” الطفل يحيى بطنجة

في تطورات جديدة ضمن ملف ما بات يعرف إعلاميا بـ”اغتصاب الطفل بحيى” بمدينة طنجة، قدم صاحب الروض الذي برأته المحكمة من تهمة الاغتصاب، روايته حول القضية التي أثارت ضجة على المستوى المحلي والوطني، وذلك في وقت تصر فيه والدة الطفل على اتهاماتها لصاحب الحضانة.

الملف الذي تعود أطواره إلى يوم 16 دجنبر 2016، حيث اتهمت والدة الطفل صاحب الروض بالاعتداء جنسيا على ابنها، بعد عثورها على سائل في مؤخرته إثر عودته من الروض مساء يوم جمعة، ليأمر الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بطنجة بإجراء خبرة طبية في الموضوع.

السلطات القضائية قامت بأخذ عينات من لعب المشبته فيه لتحليل الـ ADN ومراقبة مدى مطابقته للسائل الذي وُجد في مؤخرة الطفل، حيث كشف التقرير الطبي الذي اطلعت جريدة” العمق” على نسخة منه، أن السائل المذكور يعود للطفل نفسه، ما يشير إلى احتمال إصابته بالتهاب في مخرجه، وهو ما جعل الوكيل العام يأمر بوقف متابعة المشبه فيه.

والدة الطفل أصرت على اتهاماتها، حيث نُظمت احتجاجات بعد دخول جمعية للدفاع عن الأطفال على الخط، لتقوم النيابة العامة باستئناف الحكم، غير أن قاضي الحكم أصدر حكمه ببطلان المتابعة مجددا نظرا لعدم وجود دليل على اتهامات الأم.

رواية صاحب الروض

ابن صاحب الروض تمسك ببراءة والده من تهمة تتعلق باغتصاب طفل قاصر، موضحا في اتصال لجريدة “العمق”، أن جميع الأبحاث والتحريات التي قامت بها السلطات الأمنية والقضائية، كشفت أن الطفل لم يتعرض لأي اغتصاب، مشيرا إلى أن الخبرة الطبية التي أنجزتها الشرطة القضائية بأمر من الوكيل العام أكدت أن الالتهابات التي ظهرت على مؤخرة الطفل “ذو فطرة طبيعية ولا علاقة لها بأي اغتصاب”.

وقال (م.ب) إن القصة تعود إلى دجنبر من العام الماضي، حيث استدعت الشرطة والده بعد شكاية تقدمت بها والدة الطفل يحيى الذي كان يدرس في الروض بحي البساتين بطنجة، متهمة صاحب الحضانة باغتصاب طفلها، إثر عودته من الروض، مرفقة الملف بشهادة طبية تثبت وجود سائل أبيض في مؤخرة “يحيى”.

وأشار ابن صاحب الروض لـ”العمق”، إلى أن تقرير الخبرة الطبية الذي أنجزته السلطات القضائية، خلص إلى أن الاحمرار الظاهر على مخرج الطفل يحيى، طبيعته التهابية ولم تتم معاينة أي احتكاك بالأجزاء الملتهبة، لافتا إلى أن مخرج الطفل طبيعي ولا آثار لأي إيلاج.

وأكد على براءة والده صاحب الروض، مشيرا إلى أن الحضانة لها سمعة طيبة ولم تتأثر بهذه الحادثة نظرا لثقة الآباء في إدارة الروض، وفق تعبيره، فيما اتهم المتحدث جهات خارجية وصفها بـ”الانفصالية” بالركوب على القضية، مبديا تأسفه للحملة التي شُنت على والده رغم براءته من التهمة وسمعته الطيبة، على حد قوله.

اتهامات الأم

فاطمة الزهراء الحداد والدة الضحية، كانت قد أصرت على اتهامها للرجل الستيني باغتصاب ابنها داخل الروض رغم الحكم القضائي المذكور، حيث نشرت على حسابها بفيسبوك صورا لطفلها تظهر تعرضه لالتهابات حادة في مناطق حساسة من جدسه، مشيرة إلى أنه حصل على شهادة طبية تثبت عجزه عن الحركة مدة شهر.

كما اتهمت الأم جهات “بالتلاعب في هذا الملف بعد اعتقال المتهم الرئيسي من قبل السلطات الأمنية وتقديمه للعدالة، حيث تم سحب مقطع فيديو لمسرح الجريمة وتقارير الشرطة العلمية من أجل تبرئة المتهم من الأفعال المنسوبة إليه”، حسب قولها، مشيرة إلى أن طفلها يعاني اضطرابا نفسيا صعبا ويرفض الذهاب لأي مدرسة.

وعبرت الأم عن صدمتها من الحكم، مشيرة إلى أنها اكتشفت وجود جروح في مؤخرة ابنها البالغ من العمر سنتين، ليعترف لها طفلها بالقول: “عمو فالحضانة دار لي ديدي”، لافتة إلى أن الخبرة الطبية التي أجرتها المحكمة غير كافية نظرا لأن المغتصِب كان يذهن دبر الطفل بمرهم بعد انتهائه من ممارسة الجنس عليه، وفق تعبيرها.

احتمال المرض

تقرير الخبرة الطبية الذي اطلعت جريدة “العمق” على نسخة منه، درس ثلاث احتمالات في القضية، الأول إمكانية حصول كدمة ميكانيكية بعضو ذكر أو آداة خارجية، والثاني وجود التهاب جلدي على مخرج الطفل أساسه تعفن بكتيري أو فطري، فيما الاحتمال الثالث التهاب في المخرج بسبب مرض التهابي شامل أو عضوي.

التقرير المذكور أشار إلى أن ظهور الالتهابات يعطي المشروعية للأم للشك في وجود اعتداء جنسي، غير أنه وبعد إجراء التحاليل والأبحاث الطبية في الموضوع، خلص إلى أنه لا وجود لأي عنف جنسي أو بأداة خارجية، مرجحا وجوج التهاب تلقائي ذو طبيعة فطرية نظرا لكثير من المؤشرات الطبية.

وفي هذا الصدد، أكد رئيس فرقة الأخلاق العامة بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بطنجة، في مراسلة له إلى الوكيل العام للملك، على أن الحمض النووي الذي تم فرزه في دبر الطفل القاصر، يعود إلى الطفل نفسه وليس إلى المشتكى به.