أدب وفنون

“ساعة الصفر”.. رواية مغربية تكشف ما لم يروى عن مجازر البوسنة والهرسك

يستعد الكاتب والروائي المغربي، عبد المجيد سباطة، لتوقيع روايته الجديدة “رواية الصفر 00:00″، وذلك يوم الخميس 12 أكتوبر بمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين بالرباط، وتدور حول قصة خيالية في قالب أحداث تاريخية واقعية.

الرواية الجديدة تحكي قصة “غريبة” عن حرب البوسنة والهرسك التي مرت عليها 22 عاما، وتدور فصولها حول عثور السلطات على حقيبة شبه ممزّقة احتوت على بعض البقايا المهترئة في مقبرة جماعية تم اكتشافها أواخر شتنبر 2015 بالبوسنة، ضمَّت رفات سبعة أشخاص، وذلك خلال إحياء الذكرى العشرين لنهاية حرب مدمِّرة اكتوت بنارها البلاد في تسعينيات القرن الماضي.

الحقيبة عثر في جيبها السري مفاجأة غير متوقعة، وهي ساعة يدوية معطلة، تشير عقاربها إلى ساعة الصفر 00:00، وأوراق ومذكرات غامضة مكتوبة باللغة العربية، نجت بأعجوبة من التلف، حيث تولى “وحيد سيباهيتش”، أستاذ التاريخ ورئيس قسم المخطوطات في جامعة سراييفو، مهمة صيانتها ثم قراءتها بتمعن في محاولة لفكّ شفراتها وتحليل رموزها.

يقول الكاتب في تقديم الرواية: “أيّ دمار ذاك الذي خلّفته اعترافات الراحلة بريجيت نوسي المكتوبة في حياة راوي المذكرات المجهول؟ وما السبب الذي دفعه إلى التخلي عن كلّ شيء في مارسيليا، ثم السفر على وجه السرعة إلى العاصمة المغربية الرباط ومنها إلى قرية عين اللوح في قلب جبال الأطلس المتوسط؟، أيّ قدر ذاك الذي قذف به إلى البوسنة في عزّ الحرب التي مزّقت هذا البلد في تسعينيات القرن الماضي؟ وكيف كانت الأهوال التي واجهها هناك، ثم محاولته إنقاذ الطفلة نور كوستوفيتش من براثن الضياع، سبباّ في خروجه من حالة التيه المعقدة التي عاشها بسبب ماضي والدته؟”

وأوضح سباطة أن الرواية تروي “رحلة بحث معقدة عن الذات التائهة والزمن المفقود الذي جسدته الساعة اليدوية المعطلة في ساعة الصفر، وأسئلة وجودية متعاقبة عن حقيقة الإنسان ومعنى الحب والحياة في مواجهة الكراهية والموت والصراع المحتدم بين القوميات والأديان مع إسقاطات تاريخية وفلسفية تركت آثارها العميقة في أرواح أبطال العمل بمختلف جنسياتهم وقومياتهم وأديانهم”.

الدكتور “وحيد سيباهيتش” يبذل قصارى جهده لفكّ لغز هوية الراوي المجهول صاحب المذكرات وهويات الآخرين ممّن دُفنوا معه في المقبرة، وفهم مغزى تعطّل الساعة اليدوية في ساعة الصفر 00:00، ثم كشف حقيقة ما حصل في قرية لوتا البوسنية الوديعة قبل أزيد من عشرين عاماً في النهاية، وذلك في أكثر من 400 صفحة تتضمنها الرواية.

عبد المجيد سباطة، قال لجريدة “العمق”، إن رسالته من هذه الرواية هي “البحث عن معنى وحقيقة الإنسان وأثر الصراعات الدينية الطائفية في تدمير النسيج البشري للدول”، مشيرا إلى أن هدفه هو توعية القارئ المغربي والعربي بخطورة الصراعات العرقية والدينية، طبعا مع حضور جانب رومانسي وضبابية العلاقات الإنسانية، وفق تعبيره.

يُشار إلى أن سباطة هو كاتب وروائي مغربي من مواليد العاصمة الرباط سنة 1989، حاصل على شهادة الماستر في الهندسة المدنية، صدرت له روايتان، الأولى عام 2015 بعنوان “خلف جدار العشق” عن دار “نوفا بلس” الكويتية، والثانية عام 2017 بعنوان “ساعة الصفر” عن المركز الثقافي العربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *