سياسة

مواجهات وأخطاء سياسية.. هذه أسباب غضبة الملك على حميد شباط

لطالما دأَبَ الملك محمد السادس على تهنئة الأمناء العامين الجدد ممن يتم اختيارهم على رأس الأحزاب السياسية المغربية، دون أن يغفل الإشادة بمجهودات “السلف من الزعماء” والثناء عليهم والتنويه بكفاءتهم وبما بذلوه أثناء مدة ولايتهم.

ولعل برقية التهنئة التي بعث بها العاهل المغربي للأمين العام الجديد لحزب الاستقلال نزار بركة، شكلت استثناء حيث عبر محمد السادس عن تهانيه للثقة الموضوعة في الأمين العام الجديد ومتمنياته له بالتوفيق، دون أدنى ذكر لسلفه حميد شباط.

تجديد

الدكتور محمد زين الدين، اعتبر أن خطوة الملك مرتبطة ارتباطا وثيقا بخطاب العرش الذي وجه فيه الملك انتقاداته اللاذعة صوب الطبقة السياسية وعلى رأسها زعماء الأحزاب المغربية أغلبية ومعارضة.

ولفت أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق بالمحمدية لجريدة “العمق”، أن الوقت قد حان لتجديد المشهد الحزبي وإعادة هيكلته نخبه والقطع مع الممارسات السياسوية التي كانت تتسم بالشعبوية، متسائلا عن المعايير التي سيتم اعتمادها لتجديد هذه النخب اعتمادا على الكفاءة والفعالية والنجاعة بما يضمن تجديدا نوعيا لهذه النخب بعيدا عن الامتيازات الكبيرة والريع الذي يستفيد منه زعماء الأحزاب دون أن يقدموا شيئا للبلاد.

وأشار الأستاذ الجامعي إلى أن حميد شباط راكم مجموعة من الأخطاء في مساره السياسي من بينها تصريحاته عن موريتانيا التي كادت أن تكلف المغرب غاليا، ما خلق مشاكل ديبلوماسية مع الجارة الجنوبية زيادة على طلبه التحكيم الملكي حين وجه رسالة للقصر إبان الشنآن الذي كان بينه وبين عبد الإله بنكيران وغيرها.

ويرى المتحدث أن عددا من المؤشرات تشير إلى أن تغييرات جذرية لا محالة واقعة على زعماء الأحزاب السياسية المغربية أغلبية ومعارضة، لافتا إلى أن وصول نزار بركة بداية لإعادة هيكلة المشهد السياسي بما يضمن وصول رجال دولة جدد تعويضا للقادة القدماء.

مغضوب عليه

من جانبه، اعتبر عبد الرحيم العلام، أن هناك إشارات واضحة ترمي إلى “إبعاد حميد شباط عن الحياة السياسية والشأن العام بصفة عامة”، متابعا أن الأمر بدأ مع إبعاده عن النقابة والتصرف معه بشكل غريب وبعيد عن الأعراف السياسية، والعمد إلى إخراجه بالقوة أمام عدسات الكاميرات.

وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، إن أنصار شباط لم يحظوا بمكان داخل اللجنة التنفيذية، موضحا أن 27 من أصل 28 عضوا باللجنة محسوبين على حمدي ولد الرشيد، وأضاف العلام خلال حديثه مع جريدة”العمق”، أن شباط الذي دخل في مواجهات مباشرة مع محيط الملك وحزب الأصالة والمعاصرة، كما وجه اتهاماته للدولة ووزارة الداخلية بتلاعبها بمؤتمر الحزب لن ينتظر أن يشيد به الملك.

وخلُص المتحدث إلى أن كل من لا تجمعه علاقة ود بالسلطة ولا يُغني وفق لحنها، عليه أن لا ينتظر أي إشادة أو ثناء، خاتما كلامه بالقول “حتى وإن تضمنت البرقية الملكية إشادة بشباط، سيعرف المتلقي أن الأمر محض مجاملة بعيد عن حقيقة الأمور” وفق تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *