مجتمع

باحثون بالمغرب يدعون لخطاب إسلامي “مستنير” لفهم سليم للإسلام

دعا باحثون مغاربة في العلوم الشرعية، أمس الجمعة، إلى إنتاج خطاب إسلامي “مستنير”، يهدف إلى تعميم الفهم السليم للإسلام وقيمه وتشريعاته، وذلك خلال ندوة عقدت، ضمن أعمال المؤتمر الدولي حول “السيرة النبوية وتعزيز الوسطية والاعتدال”، بمدينة الدار البيضاء.

وحذر المشاركون في الندوة المنعقدة بعنوان “السيرة النبوية بين المبادئ الثابتة والوسائل المتغيرة”، من “عدم قبول الاختلاف مع الآخر، خصوصا أن الإسلام ذاته يقتضي تأسيس عقل متحرك”.

وشددوا على أن “النظر الكلي ومراعاة المآل في التعامل مع السنة النبوية، من شأنه أن يفتح الآفاق أمام انعتاق الأمة من الضعف والتخلف والهوان الثقافي والعلمي”.

واعتبر الباحث المتخصص في مقاصد الشريعة الإسلامية، محمد شهيد، في مداخلته، أنه “إذا غابت قدسية الدين الإسلامي وهيبته عن الناظر في السُنّة، استوى لديه النص الرباني مع النص البشري، فيغيب عنه مؤشر البوصلة الشرعية”.

وأضاف أن “المتعمّق في السُنّة سيضيع في الجزئيات، وتغيب عنه المقاصد الكبرى للشريعة، وتختلط عليه الأولويات إذا غاب عنه النظر الكلي، مما يؤثر سلبا على النتائج والمحصلات”.

من جانبه، دعا أستاذ الحديث والفقه بكلية الآداب بتطوان (حكومية)، عبد المنعم التمسماني، المسلمين إلى “إدراك حقيقة الوسطية، والتعامل مع خلق الله وفق مبادئها وقواعدها في هذه الظرفية التي ذاعت فيها الأفكار المتطرفة”.

ولفت أن “كثيرا من مسلمي اليوم، ممن مالوا إلى التشدد والغلو والإفراط، أو ممن جنحوا إلى التساهل والتقصير والتفريط، لم يهتدوا إلى السبيل الأقوم والمنهج الأعدل في نظرتهم ومعاملتهم لغير المسلمين، فهم بين إفراط وتفريط”.

وشدد على أن “الإسلام وقف موقفا وسطا بين الفريقين، وميّز وفرق في التعامل مع غير المسلمين بين المسالمين منهم والمحاربين، فنهى عن موالاة المحاربين، وسلك مع المسالمين مسلك التسامح”.

من جهته، اعتبر الشميراني شيروان، مدير المنتدى العالمي للوسطية بإقليم شمال العراق، أن الاجتهادات الجديدة للعلماء التي تنقد القديم “ينقصها أمران: أولا عدم تحوّلها إلى مناهج للدروس الخاصة لدى المجتمعات والهيئات وبقيت في إطار الثقافة العامة”. و”ثانيا، افتقاد العلماء للجرأة العلمية من أجل الخروج للفضاء العام مما يجعل اجتهاداتهم حبيسة الرفوف دون أن تستفيد منها الأمة”.

ويهدف المؤتمر، وفق القائمين عليه، إلى “البحث عن سبل إحكام توثيق السنة النبوية، وتحديد الوسائل العملية التي يمكن للإنسان العادي من خلالها التمييز بين الثوابت والمتغيرات ضمن الأحاديث الصحيحة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *