مجتمع

هذه هي الجمعيات والشخصيات الفائزة بأول جائزة للمجتمع المدني بالمغرب (فيديو)

تُوجت 4 جمعيات وشخصية مدنية، أمس الأربعاء بالرباط، بجوائز المجتمع المدني بالمغرب في أول دورة لها، وذلك في حفل أحياه الفنان نعمان لحلو، بحضور رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، والوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني مصطفى الخلفي، والأمين العام للحكومة محمد الحجوي، ووزير الوظيفة العمومية محمد بنعبد القادر، وشخصيات سياسية ومدنية وممثلين عن هيئات المجتمع المدني.

لجنة تحكيم الجائزة التي تشرف عليها الوزارة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، أعلنت عن فوز جمعية “تمسال للتنمية المستدامة” بدوار  تمسال بوارزازات، بالجائزة الأولى عن مبادرة “المدرسة النموذجية” في صنف الجمعيات والمنظمات المحلية، بينما عادت الجائزة الثانية لجمعية “واد زم للتنمية والتواصل”، عن مبادرة تثمين النفايات المنزلية القابلة للتدوير، وذلك بعدما بلغت الكميات المعالجة من طرف الجمعية 12 طنا شهريا.

وأوضحت لجنة التحكيم، أن فوز جمعية “تمسال للتنمية المستدامة” جاء بعد تشييد “مدرسة نموذجية” وسط الدوار بمواصفات الجودة والقرب من التلاميذ الذين كانوا يحرمون من الدراسة عند كل موسم أمطار، حيث تتضمن المدرسة مجموعة من المرافق التي تستفيد منها ساكنة الدوار، وتتكون من ثلاث أقسام للتعليم الابتدائي وقسم للتعليم الأولي وقسم لمحاربة الأمية، بالإضافة إلى المرافق الصحية التي تراعي البعد البيئي.

وفي صنف الجمعيات والمنظمات الوطنية، تم تتويج جمعية تنمية عالم الريف بالرتبة الأولى عن مبادرتها “برنامج قناطر للتنمية والتضامن” لفك العزلة عن الساكنة القروية، بعدما تم تشييد 35 قنطرة خلال هذا البرنامج، في حين توجد حاليا 15 قنطرة في طور الإنجاز، وذلك بشراكة مع عدد من المساهمين، حسب لجنة التحكيم.

واحتلت جمعية “حماية الأسرة المغربية” المرتبة الثانية في نفس الصنف، وذلك عن مبادرتها “الأسر المستقبلة” لترسيخ التربية الوالدية كرافعة لكل مشروع مجتمعي، حيث تهدف المبادرة إلى حماية وتعويض الأطفال في وضعية هشاشة باستقبالهم داخل أسر توفر  لهم البيئة الملائمة التي من شأنها أن تعزز اندماجهم الاجتماعي والمهني في المستقبل.

وبخصوص الشخصيات المدنية، توجت الفاعلة الجمعوية بهيجة كومي بالجائزة الأولى كناشطة في المجال الصحي عن مجهوداتها حول مرضى سرطان الدم، حيث تعتبر من أبرز الشخصيات النشيطة في هذا المجال، وساهمت في مؤسسات خيرية لدعم مرضى سرطان دم، وألفت كتابين وديوان شعري في هذا الموضوع، كما حازت على جوائز عديدة.

وحصلت الجمعيات والشخصيات المتوجة على مكافأة مالية لم يتم الإفصاح عن قيمتها، مع ذرع تذكاري وشهادة تقديرية، فيها أعلنت لجنة التحكيم عن حجب صنف جمعيات ومنظمات مغاربة الخارج خلال هذه الدورة دون كشف الأسباب، وذلك وحفل قدم فيه الفنان نعمان لحلو أبرز مقاطعه الغنائية، في انتظار الدورة الثانية للجائزة التي ستتزامن مع تخليد الذكرى الـ60 لصدور ظهائر الحريات العامة وضمنها ظهير الجمعيات.

رئيس لجنة التحكيم قال في كلمة له في الحفل، إن اللجنة تلقت ما مجموعه 232 ترشيحا، 159 منها تم توزيعها على أصناف الجائزة، و73 ترشيحا منها يهم شخصيات مدنية، مشيرا إلى أنه تم الاحتفاظ في الطور النهائي بأربع مبادرات عن كل صنف، وتتويج جمعتين عن كل صنف.

وأضاف المتحدث أن جائزة المجتمع المدني “تشكل لحظة بارزة في تاريخ الحركة الجمعوية، وفرصة للتعريف بجهود الجمعيات وتشجيعها على فتح آفاق جديدة”، لافتا إلى الرمزية التي يكتسيها موعد تسليم هذه الجائزة والذي يصادف ذكرى صدور ظهير الجمعيات في 15 نونبر 1958.

رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، أوضح أن هذه الجائزة هي اعتراف بمجهودات المجتمع المدني، مشيرا إلى أن الجمعيات قامت وتقوم بأدوار مهمة في مختلف المجالات طيلة تاريخ المغرب، منها عدد كبير يشتغل بعيدا عن الأضواء في الجبال والصحارى، مشيرا إلى أن أدواره تزداد بحكم المساحة الممنوحة له اجتماعيا وقانونيا ودستوريا، وفق تعبيره.

وتابع قوله في تصريح لجريدة “العمق”، إن هذه الجائزة ستلعب دورا كبيرا في إعطاء دفعة للمجتمع المدني ومكافأة الذين يشتغلون بكفائة ونزاهة وشفافية ونضالية ووطنية، مشددا على أن أهم دور ملقى على عاتق الجمعيات هو بث قيم الوطنية والنزاهة والاستقامة ضد الفساد واحترام النظام والقيام بالواجب، لافتا إلى أن السلطات لا يمكنها القيام بذلك لوحدها، على حد قوله.

بدوره، اعتبر الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، أن هذه الجائزة “ستثمن المساهمات والمبادرات المبتكرة لجمعيات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والخدمات الفريدة التي تقدمها شخصيات للمجتمع، وستحفز أكثر على العمل الجمعوي والعمل التطوعي”.

وأشار في تصريح لجريدة” العمق”، إلى أن هذه الجائزة انبثقت من المجتمع المدني، سواء عبر الحوار الوطني حول المجتمع المدني الذي ظل 10 آلاف جميعة، أو في إطار حوار دينامية الرباط الذي شاركت فيه أزيد من 5000 جمعية، لافتا إلى أن الجائزة “ستشكل فرصة للاعتراف بالأدوار الطلائعية للمجتمع المدني وما يقدمه للبلد من أجل رفعته وتقدمه”.

وتضم اللجنة، التي يترأسها عبد المقصود الراشدي (الرئيس المؤسس لجمعية الشعلة، ورئيس اتحاد المنظمات التربوية المغربية، وعضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي)، كلا من محمد بن الشيخ (خبير في مجال التقييم وعضو مؤسس للجمعية المغربية للتقييم)، وفاطمة الليلي (برلمانية سابقة)، وعبد الرحمان المودني (فاعل جمعوي في مجال الإعاقة ورسام)، وحنان بلقاسم (أستاذة جامعية منسقة ماستر المجتمع المدني)، ومحمد عصفور (رئيس المركز المغربي للتطوع والمواطنة، وعضو مؤسس للاتحاد العربي للتطوع )، وعبد العزيز قراقي (أستاذ جامعي وفاعل جمعوي عضو الشبكة العربية للدراسة الديمقراطية)، وعبد العالي مستور (فاعل جمعوي وعضو مؤسس لمنتدى المواطنة).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *