سياسة

جو الثقة يهتز بين بنشماش ومكتب المستشارين بسبب “حرب البلاغات”

تسبب البلاغ الصادر باسم مكتب مجلس المستشارين، أول أمس الثلاثاء، والذي صاغه رئيس مجلس حكيم بنشماش دون أن يصادق عليه باقي أعضاء المكتب، موجة من الجدل بين أعضاء مكتب المجلس والرئيس بنشماش، وذلك بعد أن خرج أعضاء المكتب، أمس الأربعاء، ببيان تبرؤا من خلاله بالبلاغ الصادر باسمهم، والذي وزعه فريق التواصل التابع لمكتب بنشماش على الصحافيين.

وفي هذا السياق اعتبر مصدر مقرب من رئيس المجلس حكيم بنشماش أن بلاغ أعضاء مكتب المجلس الثمانية “يضرب في مصداقية الرئيس والمكتب برمته، ويضرب جو الثقة والتوافق الذي يشتغل وفقه المكتب، ويبدو خارج السياق ومحكوما بحسابات سياسوية ضيقة لا تراعي مصلحة المؤسسة ولا صورتها امام الرأي العام”.

وأبرز المصدر ذاته في تواصل مع جريدة “العمق، أن “المقالات التي نشرت مضمون البلاغ المنسوب لأعضاء المكتب صوحبت بتصريحات نسبت لأعضاء المكتب، دون ذكر أسماء، تقول بأن البلاغ الصادر باسم المكتب استباق لما ستسفر عنه أشغال لجنة 13، وهذا تشكيك غير مقبول بالمطلق في نوايا الرئيس، الذي يمثل المؤسسة بكل مكوناتها قبل أن يمثل مكونا سياسيا”.

إقرأ أيضا: مكتب المستشارين يُبرأ بنشماش من تهمة عرقلة تشكيل “لجنة 13”

وسجّل المصدر المقرب من بنشماش أن “البلاغ المنسوب لأعضاء المكتب لم ينف أي نقطة تذكر مما ورد في بلاغ المكتب، وبدا متهافتا فاقدا لأية بوصلة، ومحكوما بخلفيات سياسوية مفضوحة، وحتى إذا كان أعضاء المكتب حسب ما نسب إليهم في المقالات المنشورة كرد على بلاغ المكتب يتبنون الرواية التي روجتها بعض وسائل الإعلام، فإن طبيعة اتخاذ القرار داخل المكتب، وهياكل المجلس تعطيهم كامل الصلاحية في طرحها وتوجيهها مباشرة إلى السيد الرئيس بدل هذه الخرجات الإعلامية غير المفهومة والمثيرة للشك في نوايا من يقفون وراءها”.

وأبرز المصدر ذاته أن “البلاغ الذي نسب لأعضاء المكتب حمل توقيع نائلة التازي الخليفة الخامس للرئيس، بينما السيدة نائلة لم تحضر اجتماع المكتب المنعقد بتاريخ 12 دجنبر 2017 والذي تقرر فيه بإجماع أعضاء المكتب إصدار البلاغ المشار إليه سالفا، فكيف للسيدة المستشارة أن توقع بيانا ينفي أمورا لم تكن شاهدة عليها دون الرجوع إلى محضر الاجتماع؟ ولماذا لم تحضر السيدة نائلة الاجتماع الذي كانت تعرف مسبقا أنه سيناقش ما تداولته الصحافة وخاصة أن اسمها اثير في بعض المقالات من كونها احتجت على تأخر الرئيس في تشكيل لجنة 13؟ وهي تعرف جيدا تفاصيل تأجيل تشكيل اللجنة”، يضيف البلاغ.

إقرأ أيضا: مكتب المستشارين يضع بنشماش في موقف حرج بسبب بلاغ “لجنة 13”

وأضاف المصدر أن “لجنة فحص صرف الميزانية، كما يعرف جميع أعضاء المكتب وكل الفرق والمجموعات، كان قد تقرر تاريخ اجتماعها الذي أجل للأسباب المذكورة أعلاه، كان قد تقرر مسبقا بتاريخ 14 دجنبر قصد انتخاب رئيس ومقرر اللجنة، وهو الاجتماع الذي تم برئاسة رئيس المجلس، وشرعت عمليا اللجنة في اشغالها، وبدل أن يتحمل أعضاء المكتب مسؤوليتهم المؤسساتية والأخلاقية لجؤوا إلى تسريبات وتدبيج بلاغ غير مفهوم ومتناقض”.

وشدد المصدر على أن ما دار من نقاش في اجتماع مكتب المجلس يوم الثلاثاء 12 دجنبر 2017، هو موثق بمحاضر عبارة عن تسجيلات صوتية ومحاضر مكتوبة، مبرزا أن “مواقع أعضاء المكتب كمسؤولين أمام المواطنين وأمام ضمائرهم ووطنهم تقتضي التحلي بروح المسؤولية والصدق”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *