رجال المقاومة .. ورضا الوزير التوفيق

لا أحد ينكر أن تاريخ الشعوب ومراحل تطورها ، وأخبار الثورات التحررية وتفاصيل حركاتها، وحياة الرجال المكافحين وآثار القادة المصلحين ،أنه كان و لايزال على الدوام درسا مفيدا لتربية الأجيال الصاعدة بما يقدم لهم من أمثلة عن التضحية والتفاني في خدمة الوطن والمجتمع ، وما يصوره لهم من مواقف رائعة في الأخلاق المثالية للإنسان. وبجانب ذلك فإنه مصدر من مصادر العبرة والإلهام للباحث والمفكر.وصدق الله العظيم إذ يقول: ( لقدكان في قصصهم عبرةلأولي الألباب ).

في الايام الماضية خرج وزير الاوقاف بتصريح مثير للجدل ، في قمة من القمم العربية وضرب في رجال المقاومة المغربية ، واعتبرهم السبب في الازمة التي يعيشها المغرب وهو الدارس للتاريخ و الكاتب فيه . للاسف الشديد عوض ان نعمل عل احياء ذكرهم و لما قدموا لتاريخ المغرب من بطولات و تضحيات جسيمة بدفاعهم عن الوطن يخرج هذا الوزير ويصرح بهذا التصريح .

في مصر على سبيل الذكر لا الحصر يحتفلون ببعض الذكريات رغم صغرها ويقدمون مسلسلات تتحدث عن هذه الذكريات وما قدمه المصريون من تضحيات جسيمة لتحرير مصر او لخدمة القضية الفلسطنية الى آخره من الذي يقدمه المصريون بشكل درامي ، اما في بلادنا نحتفل بالمقاومين بالطعن فيهم وفيما قدموه للاسف الشديد ، وحتى في مقرراتنا لا نتحدث عنهم الا في سطر او بعض السطور ، ونعطي الغلبة لما فعله المستعمر لنهب البلاد وخيراتها ، و كأنه لم يكن هناك رجال دافعوا عن البلاد ووحدته و مقدساته . سيدي الوزير استسمح منك عذرا ما قدمه هؤلاء لم تقدم منه انت في منصبك حتى صفر في المئة .

سيدي اذا كان اخواننا في الجزائر يحتفلون بالمليون شهيد فنحن في المغرب نحتفل بالمليون مقاوم الذين دعا صيتهم في العالم ، و خطتهم اصبحت تدرس في الجامعات العسكرية العالمية ، ويزيدنا فخرا اننا احفاد الخطابي و امزيان وعسو ابسلام ومربيه ربو .. واذا اردنا ان نحتفل بهؤلاء فكل واحد منهم اسطورة لوحده كل واحد منهم كتب تاريخ بلاده التي تنعم بخيراتها وتمثلها في المحافل الدولية و القمم العربية بدمه الزكية المباركة.