مجتمع

تصفية الاستعمار يجمع حقوقيين مغاربة أمام سفارة إسبانيا بالرباط

أثار احتفال الجيش الاسباني، يوم الجمعة الماضي، بمدينة مليلة المحتلة، بالذكرى 92 على حصول وحدة الإمداد في البحرية على ميدالية نتيجة أداءها في “إنزال الحسيمة” سنة 1925، والذي أدى إلى هزيمة المقاومة الريفية بقيادة المقاوم محمد بن عبد الكريم الخطابي، استياء كبيرا في صفوف عدد من الحقوقيين المغاربة والذين يستعدون لرد على هذه الخطوة بوقفة احتجاجية أمام سفارة إسبانيا بالرباط يوم الأحد 29 أبريل الجاري.

وفي هذا الإطار، قال إدريس السدراوي رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، إن “هذه الوقفة الاحتجاجية تأتي في إطار اليوم الوطني الذي أعلنت عنه الرابطة في 13 مارس الماضي بشأن إعلانه يما وطنيا للمطالبة باسترجاع سبتة ومليلة وباقي الثغور المحتلة، وردا على الاستفزازات التي قامت بها الدولة الاستعمارية الاسبانية في يوم الهوية والتاريخ وأرواح الشهداء المغاربة”.

وأضاف السدراوي في تصريح لجريدة “العمق”، إن “إسبانيا قامت بإحياء ما أسمته “إنزال الحسيمة” الذي شنت فيه هجمات إجرامية وبالأسلحة الكيماوية السامة على ساكنة الريف، وهي جريمة يجب أن تستحي متها بدل أن تقوم بتنظيم استعراضات وحفلات استفزازية للتاريخ المغربي ولأرواح الشهداء الذين ناضلوا لاسترجاع الأراضي المحتلة ومن أجل تصفية الاستعمار الذي لا يزال قائما”.

واعتبر المتحدث ذاته، أن “هذه الوقفة ستكون للتأكيد على أن اسبانيا دولة استعمارية حيث لازالت تستعمر جزء مهما من التراب المغربي ولتذكير الدولة المغربية بأن جزء من التراب الوطني لازال محتلا أمام سكوت الحكومة المغربية على مجموعة من الوقائع والإجراءات التي تحاول بها اسبانيا فرض أمر الواقع واستفزاز وتزوير التاريخ”.

وأشار الحقوقي المذكور، أن “الوقفة ستشارك فيها عدد من الهيئات الحقوقية والمدنية، وسيسلم خلالها رسالة احتجاجية للسفير الإسباني تعبر عن تنديدنا بالممارسات التعسفية بما فيها الجدار العازل الذي يكرس الاحتلال وفيه ممارسات حاطة من كرامة المواطنين المغاربة”.

من جهته عبر المكتب التنفيذي للرابطة المغربية لحقوق الانسان في بلاغ له تتوفر جريدة “العمق” على نسخة منه، عن “إدانته الشديدة لقوات جيش الاحتلال الإسباني لهذه الخطوة المستفزة لعموم الشعب المغربي ولأرواح ألاف شهداء الريف في مقاومتهم للاستعمار الإسباني”.

طالب البلاغ ذاته “المجتمع الدولي بفتح تحقيق حول الهجمات على منطقة الريف بالمواد السامة والخطيرة والمحظورة دوليا التي نتج عنه استشهاد الآلاف من المواطنات والمواطنين المغاربة واستمرار تداعيات ذلك صحيا وبيئيا إلى الآن، والتي مهدت لما سمي بـ “إنزال الحسيمة”.

واستنكر “الصمت الرسمي الحكومي ومطالبته الحكومة المغربية باتخاذ موقف رسمي قوي يرفض فرض الأمر الواقع بالمنطقة, واستفزاز المغاربة بالاحتفال بما سمي انتصارا على المقاومة في حرب قذرة تكالبت فيها قوى الاستعمار على شرفاء المقاومة الريفية البطلة”.

وأكد التنفيذي للرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان أن” مليلية جزءًا لا يتجزَّأ من التراب المغرب حيث تؤكد كل الوقائع التاريخية والجغرافية عدم شرعيَّة الحُكم الإسباني على مدينتي سبتة ومليلية والجزر الجعفرية، حيث تعتبر تلك المناطق إحدى أواخر معاقل الاستعمار في إفريقيا”.

وشدد على أنه يعتزم مراسلة الأمين العام للأمم المتحدة السيد غوتيريس لإدانة هذه الخطوة التي تزيد المنطقة اشتعالا وتوجها نحو سباق التسلح تزامنا مع ما يجري في جنوب المغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *