سياسة

يتيم: الإدارة المغربية تشتغل بربع كفاءاتها و”شي معول على شي” (فيديو)

قال وزير الشغل والإدماج المهني محمد يتيم إن الإدارة المغربية تشتغل فقط بـ 25 في المائة من كفاءاتها وطاقاتها الحقيقية، والبقية يقول “الدولة تدير بحا إلى تتخلصنا وحنا تنديرو بحال إلى تنخدمو”، مشددا على أن القطاع العام يعيش ضعفا كبيرا في ثقافة المسؤولية والإبداع والمسؤولية، وسط تنامي ظاهرة “شي معول على شي”، على حد تعبيره.
https://al3omk.com/wp-content/uploads/2018/05/uNZVl2Kyo4UHjw60143ef9b10660148fc3ee186014aa7c51b16014ca8c80dad.jpg
وأضاف يتيم أن المغرب يعيش مشاكل في الشغل والتشغيل وفي الصناعة وخلق مناصب الشغل، معتبرا أن السبب الرئيسي في هذه المشاكل لا يرتبط بالموارد البشرية بل يرتبط بالعامل البشري وبأزمة تكوين الشباب، وهو ما يطرح على جميع الفاعلين، حسب الوزير، إعادة النظر في رؤيتهم للإنسان وإعطائه الثقة في أنه يمكن أن يكون فاعلا في التنمية والإنتاج.

وأكد يتيم في كلمته في افتتاح المؤتمر الدولي 22 للجمعية الوطنية للموارد البشرية، المنظم تحت شعار “أية ديناميات للموارد البشرية من أجل التحولات الإفريقية”، اليوم الجمعة بمراكش، أن المنطقة تعيش مشكلا في الثقافة الاجتماعية، وهو ما يظهر في غياب إعطاء القيمة للفضاء المشترك، كما أبرز أن القارة السمراء مازلت تعيش نوعا من الصراع الطبقي الذي أدى وظائفه في مرحلة تاريخية سابقة، ولم يكن مسموحا له بالاستمرار، وهو ما يوجب إعادة النظر في ثقافة التعامل بين الفاعلين الاجتماعيين.

وشدد الوزير على أن الرأسمال البشري هو أكبر رأسمال ينبغي الاشتغال عليه والاستثمار فيه، خاصة مع الثورة التكنولوجية الجديدة حيث أصبح أعلى ما في الإنسان هو مادته الرمادية أي قدرته على التحرر من أنماط العمل التقليدية والإبداع، مضيفا أن الإنسان لم يخلق من أجل العمل اليدوي الذي كان لازما في مرحلة سابقا، بل من أجل الانتقال إلى عالم الأفكار والروح والمعنى والفن.
https://al3omk.com/wp-content/uploads/2018/05/8TltWK91au7NLz601490120cd16014d179c039a.jpg
وتابع “التكنولوجيا أدخلت عالم الرقمية لحياة الإنسان وأصبحت الآلة يمكنها أن تحل مكان الإنسان في كثير من الوظائف وهو ما يجعل الإنسان قادرا على التفرغ لمهمته الحقيقية المتمثلة في الفكر والإبداع والعلم والفن”.

ودعا يتيم أرباب ومسيري المقاولات إلى إيلاء العناية اللازمة للموارد البشرية التي تشتغل تحت إشرافه، مشددا على أنها هي أساس النجاح وأنها حاجز ضامن استقرار المقاولة في الوقت ذاته.

في السياق ذاته، شدد المتحدث على أن القارة السمراء غنية بمواردها البشرية وأنه حان الوقت للتعامل معها من طرف من باقي دول العالم وخاصة من أسماهم بـ”الدول التي تفكر فقط في مصالحا وترى القارة السمراء مجرد منبع للثروات الطبيعية وأكلتها واستغلتها ما يكفي من الوقت”، أن تتعامل معها بالند للند.
https://al3omk.com/wp-content/uploads/2018/05/60187ae8456f8.jpg
وأضاف “إفريقيا شريك ولها كلمتها، والعالم كله يجب أن يستمع للقارة الإفريقية”، وقال “كما أن القارة الإفريقية تتميز بالقوة الجسمانية لمواطنيها فإنها تتميز بكفاءة وطاقة مواردها البشرية وقدرتهم على الإنتاج بقدر غناها بالموارد الطبيعية”.

من جهته، أكد رئيس الجمعية الوطنية للموارد البشرية زكرياء ربيع على أن جمعيته عملت دائما على تطوير آلياتها وجلب أكبر قدر من الطاقات سواء المعروفة وحتى غير المعروفة والتي لها كفاءة في تسيير الموراد البشرية، وتعمل على تأهيل طاقات أخرى سواء على المستوى الوطني أو القاري.
https://al3omk.com/wp-content/uploads/2018/05/60187ae3a19e0.jpg
وأضاف في كلمته الافتتاحية أن اهتمام الدورة 22 بالتحولات التي تعيشها القارة الإفريقية مستمد بالأساس من العناية التي يوليها الملك محمد السادس بهذه القارة، والدينامية السياسية التي أطلقها الملك على المستوى الديبلوماسي التي تولي الأهمية لعلاقة “جنوب – جنوب”.

وشدد ربيع على أن القارة السمراء غنية بثرواتها الطبيعية وموقعها الاستراتيجي، وأنها غنية بشكل خاص بمواردها البشرية، غير أن السؤال المطروح هو كيف يمكن استثمار هذه الموارد البشرية من أجل النهوض بالقارة الإفريقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *