وجهة نظر

بين الزيف والشرود ..

المقاطعة ليست خبرا زائفا بل هي إجابة المجتمع بفئاته المتنوعة على اختلالات “سياسة المال”، وهذا ما يفسر التفاعل الواسع معها، فكم من “أخبار زائفة” تروج دونما انقطاع لكنها ككلام ليل يمحوه النهار، ومن لم يقارب المقاطعة كتعبير “سياسي” من عموم المجتمع تجاه وضع عام مريض ومضطرب ويعمه الضباب فهو شارد.

وإن مسؤولية الحكومة كانت تقتضي التواصل وشرح الوضعية الاجتماعية لصغار الفلاحين المتضررين من المقاطعة، وإعمال سياسات عمومية وإجراءات بعضها آني عاجل وبعضها هيكلي متوسط الأمد يقلل من ارتهان الفلاح الصغير “للشركة” وللإرادة الحرة للمستهلك.

إن الشرود الكبير للحكومة بالتوسع في تحليل بنية تكلفة إنتاج الحليب، وهامش الربح وسياسة تحديد سعر المنتوج والحديث بمنطق “قسم التواصل والتسويق”، في سياق المقاطعة بخلفيتها الاحتجاجية على “سياسة المال” هو خطأ كبير.

كما أن إدماج البلاغ الحكومي للتهديد بإعمال القانون مراجعة للنصوص ومتابعة للمخالفين في هذا السياق الاحتجاجي الجارف والواسع
والمتنوع والجامع لمختلف فئات المجتمع هو خطأ أكبر.

خلاصة القول، إن ما يجري اليوم هو نتيجة لتفاعلات معقدة ومركبة، فمن جهة هناك تفاعل للمجتمع بطريقته الخاصة مع “العبث الكبير”، ومن جهة أخرى هناك تجليات “لصراع الجبابرة” داخل دوائر نفوذ المال والسلطة.

صدقا ومع كامل الاحترام والتقدير: “الشهر اللي ما كنتخلصوشي فيه علاش غاد نحسبوه؟!!” وما دخلنا نحن بتداعيات “العبث الكبير؟ وما علاقتنا بالجبابرة ومعاركهم.؟!!

دمتم سالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *