محمد عادل التاطو 19 مايو 2018 - 14:29

احتجاجات بـ20 مدينة تضامنا مع غزة .. و”الجماعة” تدعو الدولة للتحرك (صور)

محمد عادل التاطو 19 مايو 2018 - 14:29

احتشد الآلاف من المتظاهرين في حوالي 20 مدينة مغربية، أمس الجمعة، في وقفات تضامنية مع الفلسطينيين وتنديدا بمجزرة غزة التي راح ضيحتها أزيد من 60 شهيدا و2000 مصاب، فيما تستعد عدد من الهيئات السياسية والحقوقية والمدنية، للخروج في مسيرة حاشدة غدا الأحد بالدار البيضاء، إضافة إلى وقفات ببعض المدن مساء اليوم السبت.

وخرج المتظاهرون أمس في أزيد من 30 وقفة احتجاجية متزامنة بعد صلاة الجمعة وصلاة التراويح، وذلك في كل من من الدار البيضاء وأكادير ووجدة وبني ملال ومكناس والفنيدق وطنجة والقصر الكبير وبركان والمحمدية والقنيطرة وبن سليمان وتيفلت، وتمارة وسوق الأربعاء الغرب وويسلان والمضيق ومدن أخرى.

ورفع المحتجون أعلام فلسطين وصور الشهداء ولافتات تدين التواطؤ العربي والغربي مع جرائم الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، مطالبين المجتمع الدولي بتوفير حماية دولية لأبناء الشعب الفلسطيني ضد آلة القتل الإسرائيلية، مرددين هتافات من قبيل: “عالقدس رايحين.. شهداء بالملايين”، “هذا عيب هذا عار.. غزة تحاصر”، “المقاومة أمانة.. والتطبيع خيانة”، “الشعوب تقاوم.. والأنظمة تساوم”، “زيرو الأنظمة العربية.. زيرو باعوا وشراو فالقضية”.

وارتكبت قوات الاحتلال الصهيوني، الإثنين المنصرم، مجزرة مروعة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة باستعمال الرصاص الحي وقنابل الغاز، ما أسفر عن استشهاد 63 فلسطينيا وإصابة 2000 آخرين، وذلك أثناء مشاركتهم في مسيرة العودة تزامنا مع الذكرى السبعين للنكبة، ورفضا لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

غالبية الوقفات التي خرجت أمس الجمعة بالمدن المغربية، كانت قد دعت إليها جماعة العدل والإحسان عبر الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، فيما خرجت وقفات أخرى أمس وخلال الأيام الماضية بعدد من المدن، بدعوة من بعض الهيئات، على رأسها الائتلاف المغربي من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع، حركة التوحيد والإصلاح، حزب العدالة والتنمية، منظمة التجديد الطلابي، إضافة إلى جماعة العدل والإحسان.

محمد الرياحي الإدريسي، عضو المكتب المركزي للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، أوضح أن المغرب عرفت أمس تنظيم أكثر من 30 وقفة تحول بعضها إلى مسيرات عفوية بمشاركة واسعة للمغاربة من مختلف الشرائح رجال ونساء وأطفال، أغلبها عقب صلاة التراويح، داعيا الدولة إلى التحرك واتخاذ إجراءات “جريئة” لدعم أهل غزة.

وقال الإدريسي في تصريح لجريدة “العمق”، إن المطلوب شعبيا هو الاستمرار في التضامن والنصرة من خلال الوقفات والمسيرات الحاشدة والندوات والدورات التوعوية، مردفا بالقول: “المغاربة معروفين بحبهم للقضية الفلسطينية عبر التاريخ ولا أدل على ذلك من مشاركتهم إلى جانب صلاح الدين الأيوبي في تحرير بيت المقدس وتقدمهم صفوف المجاهدين”.

أما على المستوى الرسمي المغربي، يضيف المتحدث، فالمطلوب من كل مؤسسات الدولة من أولها إلى آخرها، أن تتخد خطوات جريئة في دعم قضية فلسطين خاصة في هذه المرحلة الحرجة، ودعم صمود سكان قطاع غزة الذي يكتوي بتداعيات الحصار الظالم، لأنه لم يبق مقبولا الاكتفاء عند كل حادث بالتنديد والشجب، حسب قوله.

وتابع قوله: “رسالة الشعب المغربي إلى ترامب الأرعن تقول: شكرا لك يا عميل بني صهيون لأنك فضحت الأنظمة العربية، وشكرا لك لأنك كشفت حقيقة الولايات المتحدة الأمريكية، وشكرا لك ﻷنك أيقظت الشعوب العربية والإسلامية. ومهما حاولت فستبقى القدس العربية الإسلامية عاصمة فلسطين الأبدية، والكيان الغاصب والمحتل إلى زوال مهما طغى وتجبر واستأسد على الفلسطينيين”.

واعتبر المسؤول في الجماعة، أن حكام العرب يتحملون مسؤولية قتل الفلسطينيين “لأنهم لم يحركوا ساكنا أمام خطوة نقل السفارة ومجزرة غزة”، مشددا على أن أمريكا شريكة في مجزة غزة باعتباره الراعية والمساندة لدولة الإحتلال، كما أن مؤسسات المجتمع الدولي تتعامل مع القضايا الإنسانية التي تهم العرب والمسلمين بنوع من التجزيء وفق قاعدة الكيل بمكيالين، على حد قوله.

وأعلن الائتلاف المغربي للتضامن المكون من أحزاب سياسية وجميعات مدنية، النزول إلى الشارع في مسيرة شعبية يوم غد الأحد بالدار البيضاء لإحياء ذكرى النكبة الـ70 لفلسطين، ودعما لمسيرات العودة وتنديدا بمجزرة غزة ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، فيما أعلنت هيئات سياسية ومدنية مشاركتها في المسيرة.

ويشارك في مسيرة الغد كل من جماعة العدل الإحسان، حركة التوحيد والإصلاح، أحزب العدالة والتنمية والحركة الشعبية والاتحاد الشتراكي، الائتلاف المغربي من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع، الائتلاف المغربي لهيآت حقوق الإنسان، المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، الهيأة المغربية لنصرة قضايا الأمة، المبادرة المغربية للدعم والنصرة، الفدرالية المغربية لحقوق الإنسان، لجنة التضامن مع فلسطين، الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، العصبة المغربية لحقوق الإنسان، حركة مقاطعة إسرائيل (ب د س)، الشبكة الديمقراطية لدعم الشعوب، المبادرة الطلابية ضد التطبيع والعدوان.

يأتي ذلك بعدما نظمت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، مسيرة تضامنية مع أهل غزة، انخرطت فيها هيئات سياسية وحقوقية ومدنية، الأحد المنصرم بالرباط، وذلك إحياء لذكرى النكبة ودعما للقضية الفلسطينية، ورفضا لصفقة القرن ولنقل السفارة الأميركية إلى القدس.

وكانت تركيا وجنوب إفريقيا قد أعنلتا سحب سفرائهما من تل أبيب، كما استدعت إيرلندا السفير الإسرائيلي لديها، ودعت الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق مستقل في مجزرة غزة، فيما خرجت مظاهرات واحتجاجات شعبية عارمة في عدة دول عربية وإسلامية، منددة بنقل السفارة الأميركية للقدس المحتلة، وبالمجزرة التي ارتكبها الاحتلال في غزة.

ووجه وزير الصحة الفلسطيني جواد عواد نداء عاجلا إلى دول العالم ومنظماته للعمل على إيقاف المجزرة التي تقترفها إسرائيل ضد المتظاهرين العزل على الشريط الحدودي لقطاع غزة، فيما طالب منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر الدولي والأمم المتحدة بالعمل على كبح جماح آلة القتل الإسرائيلية.

ويأتي نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس تنفيذاً لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي حدد الموعد ليتزامن مع الذكرى السبعين لقيام إسرائيل، وهو تاريخ “نكبة” الشعب الفلسطيني، وذلك بعدما أعلن ترامب، في دجنبر 2017، القدس عاصمة لإسرائيل، وقرر نقل سفارة بلاده إليها؛ ما أشعل غضبًا في الأراضي الفلسطينية، وتنديدًا إسلاميًا وعربيًا ودوليًا.