منوعات

غرق قارب مهاجرين سريين بتونس يطيح بوزير الداخلية من منصبه

قرر رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد إقالة وزير الداخلية لطفي براهم من منصبه، في أحدث قرار تتخذه الحكومة مع تواصل تداعيات «كارثة قرقنة» والتي تسببت بمقتل وفقدان أكثر من مئة شخص.

وأكدت الحكومة التونسية عبر صفحتها الرسمية على موقع «فيسبوك» أن الشاهد «قرر إعفاء لطفي براهم وزير الداخلية من مهامه، وتكليف وزير العدل غازي الجريبي وزيرا للداخلية بالنيابة».

ويأتي القرار في إطار التداعيات التي خلفتها حادثة غرق مركز يقل مهاجرين سريين قبالة جزيرة «قرقنة» (جنوب شرق) والتي تسببت بمقتل وفقدان حوالى 120 شخصا، وأثارت انتقادات كبيرة للحكومة، حيث حمل البعض وزارة الداخلية مسؤولية «التقصير الأمني» الذي تسبب بالحادثة، فيما تقدم أحد النواب بطلب مساءلة للوزير لطفي براهم.

وجاء القرار بعد يوم واحد من قرار وزير الداخلية إعفاء 10 مسؤولين أمنيين من مهامهم، على خلفية الحادثة، فضلا عن تعهد الوزارة بفتح تحقيق حول احتمال «تورط» عناصر من الأمن في عمليات الهجرة السرية في البلاد.

وأثار القرار ردود فعل متباينة، حيث دونت النائبة صابرين القوبنطيني «من كان ولاؤه لبراهم فإن براهم قد رحل، ومن كان ولاؤه لتونس فإن تونس صامدة أبد الدهر».

وأضاف الداعية بشير بن حسن «من ظنّ أنّ كرسيّ الحكم (رئاسة أو وزارة أو غيرهما) يدوم له فهو فعلا واهم. يغتر أكثرهم بذلك المنصب فيصاب بجنون العَظَمة فبينما هو في نشوتها حتى يفجئه أجل العزل أو الزوال!».

فيما عبر عدد من النشطاء عن رفضهم للقرار، حيث دونت صفحة براهم على «فيسبوك»: «يذهب الأشخاص ويبقى الوطن، لطفي براهم سيبقى عقدة وكابوسا محفورا في ذاكرة كل إرهابي من الشرق الى الغرب».

وأضافت ناشطة تدعى سلوى حجاج «للأسف في بلادي الناجح والوطني يُقال، والفاشل يكرمونه»، وأضاف ناشط يدعى نور الدين « شي مؤسف للغاية. رئيس حكومة يرضي في النهضة للبقاء في مكانه. وزير الداخلية رمز النجاح وهو ما جعل عددا من الأطراف في وضعية غير مريحة من بينهم رئيس الحكومة. انتظروا ما سيحل بوزارة الداخلية».

وتعرض لطفي براهم في الفترة الأخيرة لانتقادات من قبل منظمات مدنية بسبب قيام قوات الأمن بإغلاق عدد من المقاهي في نهار رمضان، ورد براهم بقوله إن الدولة مكلّفة بحماية الناس وتمكينهم من أداء شعائرهم الدينية مع ضمان الحريات الفردية الواردة في الدستور، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية قامت بحماية أبناء الطائفة اليهودية خلال موسم «الغريبة»، وستقوم بتوفير الأجواء لغالبية التونسيين من المسلمين لأداء طقوسهم الدينية خلال شهر رمضان، عبر الاستمرار بإغلاق المقاهي باستثناء المناطق السياحية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *