خلو بيننا وبين ملكنا

كالعادة لم تكن مداخلة، الأستاذ عبد العالي حامي الدين تمر دون أن يتم تحريفها، واخراجها من سياقها، ولم تكن لتمر دون أن يركب عليها، تجار دماء الشهيد أيت الجيد، ولم يكن أهل الشر أن يفوتوا فرصة النيل من حامي الدين، دون أن يخرجوا أبواقهم وطبولهم لتطبل وتزمر في معرض البؤس، هذه المرة كان الدور على “شيخهم” أو كبيرهم الذي يعلمهم السحر، هذا الشيخ الذي نسي أو يتناسى أن يعتذر للشعب على جريمة “البام” هذا السرطان الذي أوصل المغرب ل20 فبراير، بحيث كانت البلاد كلها مهددة بالخراب، لولا البيجيدي ولولا حامي الدين، ولولا ابن كيران، ولولا العثماني… نعم أفعالكم دفعنا ثمنها غاليا في اكديم ازيك، ودفعنا ثمن الوهم الذي باعه عرابكم للدولة في الريف، والآن كلكم رجعتم للوراء ولم تتحملوا مسووليتكم، عما اقترفت أياديكم.
قبل أن تتحدث بلسان الفاشية الحزبية والعصابة، تذكر أنك شريك في حزب كان تأسيسه خرابا سياسيا واقتصاديا، وتراجعا خطيرا وتهديدا لمصير أمة وشعب.
هل نسيت يا “شيخ” زيارة عرابكم لعصابات الانفصال في شمال العراق، ونحن الذين نعاني من مصائب الانفصال، في أقاليمنا الجنوبية، هل نسيت المليارات التي قيل انكم استقدمتموها من الإمارات لخلق البلبلة في الوطن.
لا أنت ولا أمثالك يحق لهم التحدث باسم الملكية، نحن يا شيخ ملكيين، لكننا لسنا “مخازنية” نحن من حمينا الملكية ودافعنا عنها، ليس تزلفا ولا نفاقا، ولا تقربا، ولكن ايمانا ويقينا في دورها المركزي في عملية الإصلاح الشامل داخل المغرب.
ونحن إذ نقول إن الملكية بشكلها الحالي “معيق للتنمية والديمقراطية” هذا ليس انتقاصا من شخص الملك، أو تشكيكا في المسار، بل هو قول ظاهره وباطنه حبا لهذا الوطن بكل تفاصيله، وهو تنبيه في وقته لحقيقة يجب أن ندركها جميعا، وهي أن الأمم التي لا تتطور تموت.
سأذكرك وغيرك أننا إذ نقول كلاما، نقوله باحترام، وبتقدير سياسي له، ثم من منحك الحق لتدخل بيننا وبين الملك، فأين كنت يوم 20 فبراير؟ نعم حينها لم يجدك الملك في جنبه لا أنت ولا عرابك ولا حزبك، بل وجد الصادقين من شعبه، ممن غامروا بكل شيء، وآثروا مصلحة الوطن على مصلحة حزبهم، وواجهوا تخوين الشارع، وتحملنا المسؤولية، وقبضنا على الجمر، نعم حينها كان أناس آخرون يطبعون جوازات السفر ويجمعون المال للهروب، وفعلا منهم من فعل ذلك” راجع تصريحات حميد شباط في هذا الخصوص”.
ممارسة السياسة تقتضي الوضوح، وتقتضي الشفافية، وتستدعي التشمير على السواعد، والخروج عند جماهير الشعب، وتحمل المسؤولية بشجاعة، وقول الحقيقة في وقتها مهما كانت مرة، نعم هكذا هي ممارسة السياسة في أخلاقها الرفيعة، نعم تريد النيل من خصمك السياسي، إذن ما عليك إلا الابتعاد عن الأساليب المشبوهة وأن تعد برنامجك وتقنع به الجماهير، واذا رفضتك الجماهير عليك أن تعترف بفشلك وتذهب لحال سبيلك، أو تراجع حساباتك.
وأود أخيرا أن اذكرك بالتاريخ، الذي يقول إن جميع محاولات خلط الأوراق بين الشعب والملكية فشلت، وتغلبنا عليها بكثير من اليقين والشجاعة، هكذا سنكمل المسار.
اترك تعليقاً