سياسة

خبراء: الفساد سرطان التنمية بالمغرب.. يعيق الاقتصاد ويضعف النساء

أكد خبراء وأكاديميون وسياسيون ونشاط مدنيون أن الفساد هو سرطان التنمية بالمغرب، منبهين إلى أنه يعيق مسيرة الاقتصاد الوطني، ويضعف حصول النساء على حقوقهن الأساسية.

جاء ذلك خلال مشاركتهم في مؤتمر دولي نظمه المغرب حول موضوع “مكافحة الفساد على المستوى المحلي”، اليوم الجمعة 10 غشت 2018 بمقر وزارة الثقافة والاتصال بالرباط.

الفساد يضر بالنساء

وأكدت ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالمغرب ليلى رحيوي، أن الرشوة ظاهرة متعددة الأبعاد وتقوض دولة الحق والقانون، مضيفة أن الفساد ينعكس ضرره بشكل كبير على النساء إلى جانب الفئات الهشة والأميين الذين لا يعرفون حقوقهم.

وأوضحت المسؤولة الأممية أن التنمية لا يمكن أن تكون مستدامة إلا إذا شارك فيها الرجال والنساء بشكل متساو، داعية إلى ضرورة الربط بين النوع الاجتماعي ومحاربة الفساد والرشوة، مضيفة أن القضاء عليهما مسار طويل ينطلق من محاربة الفوارق.

اقرأ أيضا: وزارة الداخلية: الفساد يقوض قواعد الديمقراطية والتنمية

واعتبرت رحيوي أن الفساد والرشوة يؤدي إلى انتهاك الحقوق وتهديد الاستقرار والتنمية، مشددة على ضرورة اعتماد نظام معلوماتي لتطويق الظاهرة ورصد وتوعية صناع القرار بتأثير الفساد على النساء، منبهة إلى أن ليس هناك أي إثبات بأن بعد النساء يؤدي إلى ممارسات جيدة في الإدارات.

الفساد يعيق التنمية

من جانبه، أكد محمد ياسين الداودي نائب رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات الترابية، أن الفساد يعيق التنمية في المغرب، موضحا أن الدول التي نجحت في محاربة الفساد نجحت بسبب الإرادة القوية في اجتثاثه بمقاربة مبنية على ربط المساءلة المحاسبة.

اقرأ أيضا: مسؤول إفريقي: لماذا يحس المغاربة أن الفساد منتشر ولا شيء يتغير؟

وأضاف الداودي أن موضوع الفساد أضحى شغلا مركزيا على الصعيد العالمي، موضحا أن اللامركزية الناجعة ستؤدي إلى تخليق الحياة العامة، منبها إلى أن إفريقيا تعيش ترددا في مجال الانتقال نحو نظام اللامركزية وسجلت ذلك تقارير الهيئات الدولية.

وانتقد الداودي الميزانيات المخصصة للجماعات وما تعانيه من نقص في الموارد البشرية، موضحا أن الجماعات تشرف على 10 في المائة من الدولة التي تقسم على الجهات والأقاليم والجماعات، مطالبا بضخ المزيد من الموارد المالية من أجل الاستجابة لمتطلبات المواطنين وتحسين الأجور المنخفضة وتعزيز الصلاحيات.

الفساد سرطان 

من جهته، اعتبر محمد عواد ممثل جمعية جهات المغرب الفساد سرطان التنمية بالمغرب، موضحا أن الفساد يلتهم 3 في المائة من الناتج الداخلي الخام للمغرب.

وشدد عواد على ضرورة وضع آليات عملية لمحاربة الرشوة والفساد، وتفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة بشكل قوي، داعيا المنتخبين بالعمل على جلب الاستثمار، داعيا إلى تقليص سلطات الوصاية والاكتفاء برقابة المجال المالي.

اقرأ أيضا: وزير: الأموال التي تصرفها الدولة على الإسكان لا تصل للمعنيين

ورأى عواد أنه من غير أن تتوفر إفريقيا على ثروات كبيرة ويعيش سكانها الحرمان بفعل أخذ ثروات القارة من طرف دول أخرى، موضحا أن تنمية إفريقيا ينطلق من إعمال المبادئ النزاهة والتداول السلمي على السلطة والتوزيع العادل للثروة والشفافة ومحاربة الفساد.

يشار إلى أن المؤتمر نظمه المغرب ومنظمة اتحاد المدن والحكومات المحلية بإفريقيا، وجمعية جهات المغرب والجمعية المغربية لرؤساء المجالس البلدية حول موضوع: “مكافحة الفساد على المستوى المحلي: مسار مستدام لتحقيق تحول في إفريقيا من داخل مجالها الترابي” بمقر وزارة الثقافة والاتصال “غرفة باحنيني”، بدعم من مفوضية الاتحاد الأوروبي والهيئة المركزية للوقاية من الرشوة، وترانسبرانسي المغرب.

وجاء المؤتمر بمناسبة احتفال المنظمة الاتحاد الإفريقي باليوم الإفريقي للامركزية والتنمية المحلية من أجل تعزيز قيم ومبادئ الميثاق الإفريقي يحول قيم ومبادئ اللامركزية والحكامة المحلية والتنمية المحلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *