وجهة نظر

كاتب عام الولاية يعد.. وأزمة الاستثمار أكبر من خطاب عابر

كلميم في اليوم الوطني للمهاجر

ضروري أن تكون خطابات ديبلوماسية ووعود منتظرة أمام من حضروا اليوم بقاعة الجهة احتفاء بالمهاجر أو بالجالية الوادنونية عموما في يومها الوطني لأن ذلك عرف دأب عليه خطاب الولاية والخطاب الرسمي عموما.

الوافد الجديد المعين داخل ولاية جهة كلميم وادنون والذي مافتئ في أي لقاء أو مهرجان يحضره يتحدث عن الترويج الإعلامي والاعتماد على الصحافة لإيصال الأهداف المتوخاة من كل لقاء لقاء ومن كل مهرجان مهرجان كآلية للدفع بالتنمية في مختلف المجالات وهو المبدأ الذي أصبح يقتنع به كل مسؤول وكل فاعل اقتصادي وسياسي في بقاع المعمور، ترك صدى لدى بعض المشغلين في الحقل الإعلامي والصحفي بكلميم، لكن الخطاب شيء و واقع الحال شيء آخر.

فهاهي بعض الأقلام الإعلامية هذا الصباح تتحدث عن غياب الصحافة المحلية عن الاحتفال بالمهاجر في وقت ينوب فيه الوافد الجديد على الولاية عن شخص والي الجهة وعامل إقليم كلميم دون أن يكلف نفسه عناء الاتصال بالمنابر الإعلامية لحضور لقاء تشرف عليه ولاية الجهة من أجل الترويج له ووضعه في السياق الذي يريده الخطاب الرسمي حقيقة وليس في سياق الوضع الحالي بواد نون و الذي يستغل فيه الاستثمار من أجل حسابات سياسية وتسجيل النقط على الفرقاء وأحيانا عن الدولة نفسها، (مسألة اللجوء السياسي للحصول على الوثائق نمودجا).

ومن الأمور التي يحب وضعها في سياقها الصحيح أن يعد كاتب عام الولاية المستثمرين من أفراد الجالية بحل ملفاتهم العالقة ونحن نعرف أن من بين الملفات التي تعرقل الاستثمار على سبيل المثال لا الحصر في هذه الجهة الفريدة ( واستعير هنا الوصف من رئيس الجهة) مشكل النزاعات العقارية و ملفات المحافظة العقارية و الاكراهات في مجال التعمير وعلاقته بالاستثمار والتي تتمثل في إكراهات تنظيمية وقانونية وكذا تعدد وتنوع المتدخلين وقلة الأوعية العقارية المحفظة وكترة التعرضات والمنازعات مما يفرض إعادة النظر في مجموعة من القوانين المرتبطة بالتعمير. – حسب مخرجات ندوة حول الرأسمال المهاجر ودوره في التنمية الجهوية التي نظمها منتدى الجنوب للصحافة والإعلام بمناسبة اليوم الوطني للمهاجر في 10 غشت 2016- هذه المعيقات كلها لا يمكن حلها إلا عن طريق القضاء فهل سيحل كاتب ولاية جهة كلميم واد نون محل القضاء ليحل هذه المعضلة الكبرى والتي حتما لا تدخل من اختصاصاته وبدونها لن تقوم قائمة للاستثمار في جهة كلميم واد نون،…ففي غياب أوعية عقارية صافية لا يمكن الحديث عن الاستثمار ولا عن التنمية ولا هم يحزنون. وسبق لرئيس جهة كلميم واد نون أن وعد متذ سنتين في احتفال بدات المناسبة أن بعض هذه المشاكل سيحل قريبا في إطار النمودج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، وأعطيت وعود استثمارية من طرف المركز الجهوي للاستثمار والمديرية الجهوية للفلاحة وعمران الجنوب دون أن ينعكس كل ذلك عل الاستثمار والتنمية بالمنطقة.

الكثير من الذين يحملون ملفاتهم للاستثمار ممن احتفلوا باليوم الوطني للمهاجر في لقاء اليوم وهي بالمناسبة نفس الوجوه التي نراها في كل احتفال، يحتاجون لمن يفهمهم معنى الاستثمار في الجهة حتى يعتقدوا أن تشجيع الدولة و ممثلتها الولاية، للاستثمار هو تسريع وثيرة الحصول على الوثائق اللازمة وتبسيط الإجراءات أحيانا بعد أن يمر المشروع من جميع مراحله من دراسة وتوفير الرأسمال الكافي لانطلاق المشروع وليس أن تقدم الدولة دعما ماليا للمستثمر كي ينهض بمشروعه منذ البداية. فعندما يتحدث المستثمر عن الدعم المالي من طرف الدولة للنهوض بمشروعه هنا يجب أن يحضر الخطاب الرسمي أما الحديث بشكل عام وفضفاض أحيانا عن استعداد الولاية لحل ملفات من يتعرضون وأو يبدوا لهم أنهم تعرضوا لعرقلة مشاريعهم فهنا تكون الرسالة خاطئة، فبعض المستثمرين رغم أن المركز الجهوي للاستثمار يضعهم على الصورة الحقيقية لمشاريعهم لكنهم يأبون إلا أن يتحدثوا عن العرقلة التي تستهدفهم وكأنهم حملوا إلى الجهة مشروع تنموي كبير سينزل نسبة البطالة في الجهة إلى ما دون ال 10 بالمائة والتي تفوقها النسبة بكثير.

الاستثمار قبل أن يكون مشكلة الجالية هو مشكل يقض مضجع العاطلين القاطنين بالجهة من حاملي المشاريع المدرة للدخل والمبادرة، ومنهم أصحاب الشواهد العليا والذين يحملون مشاريع خاصة لانقاذهم من شبح البطالة وصعوبة التوظيف، والملف العالق لدى المجلس الإقليمي لكلميم والذي يخص بعض حاملي المشاريع المدرة للدخل دون أن تتدخل ولاية الجهة لحلحلته لتداخل الاختصاصات دليل عما قلناه من ضرورة وضع الاستثمار وإكراهاته في سياقه الحقيقي ومساره الصحيح، لا أن توزع الوعود في خطابات رسمية، وسرعان ما يصطدم المستثمر بالباب المسدود أياما قليلة فقط بعد انتهاء الاحتفال بيوم المهاجر ولا يجد بدا من أن يذكر كل إدارة يدخل إليها بكلام السيد كاتب عام ولاية جهة كلميم واد نون وكثيرا ما يجعلها عنوانا لتدوينة ينشرها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك….في انتظار الاحتفال بيوم المهاجر في السنة المقبلة ومعها وعود جديدة أخرى…وربما من مسؤول جديد آخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *