أدب وفنون، مجتمع

تحت أنظار “أسد الأطلس” .. 12 زوجا يعقدون قرانا جماعيا بتافراوت (فيديو)

اختار 12 زوجا ينحدرون من منطقة تافراوت، خيمة الزواج الجماعي الذي تنظمه جمعية فيستيفال تيفاوين كل سنة لعقد قرانهم، والحصول على منحة مالية رمزية قدرها 10 ألاف درهم، بالإضافة إلى مصاريف توثيق عقد القران، وحفل فني ساهر امتد حتى الساعات الأولى من فجر صبيحة اليوم الأحد.


فَتَحْتَ أنظار مجسم رأس الأسد الشامخ، والذي يتوسط جبال الأطلس الصغير المطلة على المدينة، وفي ليلة استهوى القمر البقاء في سماء تافراوت حتى ساعات متأخرة من ليلة السبت الأحد، حضر شباب وشابات من مختلف الأعمار، اختاروا المبادرة التي وصلت دورتها 11 لعقد قرانهم، ولينضموا إلى عائلة “تيفاوين”، والتي بدأت تتسع وتصل اليوم أكثر من 160 زوجا، ينعمون بحياة هادئة، من بينهم من اختار الحضور إلى عرس اللاحقين، وفي يده طفل أو طفلة ثمرة هذا الزواج الجماعي.

كريم شاب في بداية عقده الثاني، قال في تصريح للعمق بأن قراره الظهور رفقة من ارتضاها لنفسه زوجة، كان يدور في دهنه منذ سنتين، وحين عثر على نصفه الثاني لم يتردد للحظة في الاتصال بالمنظمين، وتسجيل اسمه في لائحة المستفيدين من المبادرة، وتمنى في تصريحه أن تمتد المبادرة وتنقل إلى اقاليم أخرى أكادير وتارودانت وشتوكة أيت بها.

زوجته فصحت هي الأخرى هن شعورها بالفرح وسعادتها تجاه المبادرة التي تقام في هذه المدينة الواقعة في عمق الأطلس الصغير، وتسحر القادم إليها بكرم أهلها، وتميزها بصخورها الكرانيطية البنية، والتي تزيدها جمالا في الصيف والشتاء، وتضيف الزوجة بأن من ارتضته هي الأخرى شريكا لحياتها أقنعها بالتسجيل في المبادرة، ولم تتردد في قبول الفكرة.

ومن جهتهم أكد المسؤولون عن التظاهرة، بأن المبادرة اليوم تؤسس لفكرة وتيمة مهرجان تيفاوين الجديد، وأصبح للزواج الجماعي طعم خاص ابتداء من هذه الدورة، إذ لم يعد يشكل فقط مناسبة لتوثيق الزواج والحصول على هبة مالية، ولكن محطة مهمة للحفاظ على طقوس وعادات الزواج التقليدي الأمازيغي، كموروث لامادي بدأت العولمة والتقدم يعصفان بطقوسه لتصبح مهددة بالاندثار.

فبعد أن عمرت هذه العادات والطقوس لعشرات المئات من السنين، وحافظ عليها الأجداد، وورثوها للآباء، إلا أن ناقوس خطر اندثارها اليوم بدأ يدق ونينه، خاصة في مرحلة الأبناء والأحفاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *