أدب وفنون

“بيلماون” .. عادة أمازيغية عمرها قرون تفقد أوجها في صمت (فيديو)

عرفت عادة بيلماون أو بوجلود التي تحتفل بها القبائل السوسية الأمازيغية منذ قرون، تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة، وامتدت يد التشبيب لتصل الشخصيات التي كانت معروفة من قبيل” اليهودي” و”النصراني” و”اليهودية” و”العطار” و”الشيخ”، وهي شخصيات عمرت لعقود طويلة، وبدأت تنتدثر في هذه الفرجة، كما شمل التغيير اللباس الذي استمدت منه العادة اسمها، وهو جلد المعز والخروف.

وتمكن الشباب من تحديث لباس عمَّر لقرون، وأصبح اليوم التباهي والتباري بين الجمعيات المنظمة لكرنفال بيلماون، بحسب عدد الجلود المستعملة في نسج اللباس الصوفي، فاحتفلت مدينة بيوكرى ببوجلود ارتدى 84قطعة جلدية، وقبله احتفلت انزكان السنة الماضية بعرضها لأكبر مجسم بوجلود في العالم .

كما امتد التغيير والتشبيب ليشمل كذلك ملامح وجه بوجلود، ففي القديم وقبل عشر سنوات تقريبا، كان بوجلود يتميز بشخصية قوية لايتحدث مع أحد يزمجر ويزأر ومهمته توزيع البركات بواسطة أقدام الخروف والمعز التي يربطها بلباسه، ويطلي وجهه بالفحم حتى لايكون معروفا.

واليوم تغير الوضع، بحيث لجأ الشباب إلى وضع مساحيق التجميل(الماكياج)، وأحمر الشفاه، وحتى العدسات اللاصقة بدأت تظهر في عيون الشباب، ورافق هذا التطور ظهور الإناث في الميدان، بحيث بدأت الشابات بدورهن يلجن المجال، و ظهرت بوجلود بصيغة الأنثى في عدة أحياء باقليم انزكان أيت ملول وأكادير.

وبالرغم من كل هذا التطور والتقدم ، يرى أحمد الطاليب استاذ باحث في التراث ومحاضر في هذا المجال، بأن التغيير اليوم شمل فقط قشور العادة، وبالتالي فالحديث عن بيلماون كظاهرة يسير نحو الاندثار، والسبب غياب الأنشطة الموازية خاصة الثقافية من ندوات ومعارض، وحضور مهتمين لتوثيق العادة.

وأضاف الطاليبي في تصريحه للعمق”بالنسبة لي بيلماون لايمكن تطويره في إطار ماهو قشور، أو مايطلق عليه سطحيات الثقافة، فبيلماون ليس هو ارتداء لباس به 84 جلدة في بيوكرى، وليس  هو استعراض أكبر بوجلود في العالم بانزكان السنة الماضية، كل هذه الأشياء تبقى رمزية في نظري، اليوم لابد من بحث جاد، والثقافة ومعها وزارة الثقافة يجب أن تكون حاضرة في  عمق الظاهرة، وظهور الحلي والزي الجديد كلها تطورات لاتبشر بالخير”

تجدر الإشارة إلى أن احتفالات بوجلود للسنة الحالية 2018، خلفت نقاشا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيد للظاهرة ومعارض للاحتفال بها، وطهرت فئة وسطى طالبت بتوفير الأمن وتقنين الظاهرة، بعد الانتشار الكبير لقاصرين ومجرمين تخفوا وراء الأقنعة، وزرعوا الرعب في نفوس ساكنة بعض الأحياء، وحولوا فرحة العيد لديهم إلى خوف وتدمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *