منتدى العمق

صرخة مراهق

عذرا إذا رفضت أن تنادوني مراهقا ، فانا لا أعاني من عجز و لا وهن ولا عائقا .

وأنا في عز القوة و العطاء ، يوما بعد يوم أزداد تألقا.

أنا من ارتطمت بصخور الواقع الوعرة، بعدما رمتني أمواج أمالي وأحلامي المبهرة ،في ساحل عيشته قاهرة . أنا الآن بين ضفتي الطفولة والرشد لكن لدي أفكارا ماهرة.

رغم أني أميل تارة إلى اللعب و اللهو والحرية ، لكني أحب محاورة الكبار والتحلي بالمسؤولية .

دعوني أتأمل ذاتي أغوص في أفكاري وآهاتي .أعبر عن آرائي أتحلى بالفضول

فهو الطريق للإجابة عن تساؤلاتي. لا تفهموا انتقادي لبعض أفكاركم تمردا،

ولا التعبير عن رأيي عنادا.ولا رفضي للإقصاء استبدادا ، ولا كثرة

مطالبي نكرانا للخير وجحودا ، ولا تأملي وعزلتي أحيانا حدادا…

اطمئنوا فانا أسعى لبناء شخصيتي ، فلدي من الوعي ما يصقل موهبتي

ولدي رغبة في تحقيق أمنيتي, فقط وجهوني بنصائحكم ،عاملوني على أني

راشد مثلكم، صاحبوني بمحبتكم ،حاوروني بخبراتكم ،امنحوني ثقتكم .

لا تحطموا شخصيتي بالتحبيط , فأصبح كمومياء معرضة للتحنيط.

عذرا،لا تنادوني مراهقا , فهذه الكلمة ترهقني معنويا و تشعرني بالعياء,

فهي كلمة تدل على الطيش والشقاء ، تسبب لي الضجر والنفور من البقاء.

افهموني فأنا لا أعاني من أزمات نفسية, ولا تتحكم في الأنانية. لا أعاني من أي صراع , ولا اضطراب ولا ضياع,

انأ لست مريضا لتتخذون لي الأعذار. ولا جاهلا تتغاضون عن هفواتي بالليل والنهار.

أنا فقط في مرحلة انتقال، من سن الطفولة إلى سن الشباب، في طور البلوغ

لأصبح مثلا في الصواب.

فلا تنادوني مراهقا.لأنني قريبا سأصبح راشدا،ومسئولا, وعاملا ,وزوجا ,وأبا ..

سموني فتى بدل مراهقا ، فمعنى الفتوة يلهمني ،يشعرني بالانشراح ،فهو رمز القوة و الشجاعة والارتياح .
ورغم أن تجربتي فتية , فغن لي همة عالية , أفكارا راقية , لكن أحكامكم قاسية.

اشغلوني بالحق لأبتعد عن الباطل , نوروني بالعلم النافع لأصل إلى أنبل الغايات , ولا أحوم حول التفاهات, ولا أقلد الموضات.لأتشبث بالقيم العليا والأخلاق المثلى بعزم وثبات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *