منتدى العمق

قوارب النجاة

وأنت تتجول في مواقع التواصل الاجتماعي. تري كل فئات المجتمع المغربي تتحدث عن الهجرة والكل يفكر في الهجرة في أقرب وقت ممكن. حتى المناسبات اصبحت فرصة للدعاء مع الاخرين بالخروج من هنا في أقرب وقت ممكن. والموضوع الذي يجمع الكل هو الهجرة.

لقد أصبح موضوع الساعة في هذا الوطن. وفي نظري ان تم فتح الحدود لساعة فقط لرأيت المواطنين يخرجون أفواجا أفواجا في كل الاتجاهات. شمالا وجنوبا وشرقا وغربا. لكن في غياب هذه الفرصة إلى حدود الساعة. يتجه الشباب إلى الطرق الغير الشرعية كحل مثالي ووحيد الذي بواسطته يمكن الخروج من هنا رغم المخاطر التي يمكن أن يترتب عنها.

فأن تشاهد قوارب الموت تعج بالشباب ومستقبل هذا الوطن. تغادر افواجا فهذا ان دل على شيء فهو دليل على أنه لم يعد وجود للحياة ها هنا. امام ناهبي الثورات والخيرات. وامام العيش المر الذي يعاني منه أصحاب الدخل المحدود.لا تطبيب ولا تعليم مثالي ولا ولا. كل الوعود وكل الامال تبخرت. ولم يعد سبيلا للحياة إلى عبر نافذة الهجرة. فالفقر وقلة الحيلة جعلت الكل يفكر في المغادرة والخروج وعدم العودة ولسانهم يردد -ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها وان عدنا فإن ظالمين -. ولم يقتصر الأمر على هجرة الشباب فقط بل اصبحنا نرى في الاونة الاخيرة مشاهد تدمي القلب قبل العين. فمن بين المهاجرين. رضع وأطفال ونساء. ’؟

يمتطون قوارب الموت وفي أعماقهم يعتبرونها قوارب نجاة. والهدف واحد هو البلوغ إلى الضفة التي تعج بالحياة. في هذه القوارب لا أحد يضمن حياته. والكل يجهل ما يخبئه له ذلك البحر الهادئ. والغريب في الأمر ان الكل يبتسم وسعيد؟ وغالبا ان سألت أي شخص عن المخاطر التي قد تترتب عن هذه الهجرة لا يتردد عن الجواب قائلا / اللهم قرش البحر ولا تماسيح وظلم بلدي / هذا الجواب يلخص كل المعانات والصبر الذي عايشه كل شخص على مثن ذلك القارب.

في الجانب السياسي لا أحد يحرك ساكنا وكأن لسان حالهم يقول / ارحلوا ودعونا نغتنم. ولا أحد يدق ناقوس الخطر والضريبة التي سيدفعها هذا الوطن في الافق. بعد ان يهاجره كل شبابه. فالنتائج لن تطهر الآن. لكنها ستكون أكثر وضوح مع المدة.

وحينها ذكر ذلك الشباب أو ذلك الرضيع بفكرة حب الاوطان من الايمان. واقنعه أن يعود إلى هنا ليدافع عن وطنه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *