منوعات

أبو زيد يكشف للعمق “تلاعبات” في القانون الإطار المتعلق بالتعليم

كشف النائب البرلماني المقرئ الإدريسي أبو زيد، أن ما أزعجه في القانون الإطار المتعلق بمنظومة التربية والتكوين، هو تعديلات حصلت في المادة 31 تختلف فيها الصيغة التي قدمت من الحكومة عن الصيغة التي جاءت من المجلس الوزاري إلى البرلمان.

وأضاف أبو زيد في تصريح لجريدة “العمق”، أن المزعج هو تغيرات من مثل عبارة “اللغة العربية هي اللغة الأساس في التدريس”، وأصبحت “تعتمد اللغة العربية لغة أساسية في التدريس”، مؤكد أن الفرق بين التعبيرين كبير، ففي العبارة الأولى المعنى حصري، بينما في العبارة الثانية معنى تجزيئي.

وتابع النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية بالقول: “الذي جعلني أتخوف ليس فقط أن بعض الناس المختصين والجادين الذين يساهمون في المشهد الإعلامي مساهمة علمية نبهو إلى هذا الأمر في دراستهم ولاحظوا الفرق بين الصيغتين، ولكن الذي زاد من قلقي ومن شكي هو أن عندنا سوابق في هذه، فالدستور يتكلم عن تعزيز اللغات الأجنبية الأكثر انتشارا في العالم، في حين أن وثيقة أساسية مثل المخطط الاستراتيجي تتكلم عن اللغة الأجنبية الأكثر انتشارا في المغرب”.

اقرأ أيضا: أبوزيد يهاجم عيوش ويستنجد بالمعارضة ويحذر الأغلبية

وأوضح المتحدث أن صيغة الدستور تعطي أوتماتيكيا الإنجليزية وصيغة الوثيقة الثانية تعطي أوتماتيكيا الفرنسية، إذن هناك من يتلاعب بإضافة “فاصلة، نقطة، حرفّ جر، كسرة، فتحة” ولا يتم الانتباه إلى هذه التلاعبات من طرف النواب بل حتى من طرف أساتذة اللسانيات، وفق تعبيره.

وتساءل أبو زيد بالقول: “من وراء هذه التلاعبات؟ لست أدري، ووجهت السؤال للسيد وزير التربية ووعدته بأن أحول عليه الدراسة التي قامت بذلك، وأريد منه جوابا يطمئن المغاربة، لأن الخلاصة من هذا التعديل الذي يبدو بسيطا هو إقبار التعليم”.

وعن التعديل الثاني أضاف النائب البرلماني: “بعض المجزؤوات والمضامين في بعض المواد باللغات الأجنبية، والوثيقة النهائية التي جاءتنا إلى البرلمان وتعرض علينا فيه تدريس بعض المواد أو بعض المجزؤات”، متسائلا “من دس كلمة المواد داخل الوثيقة لأت كلمة المواد تعطي أوتماتيكيا مادة كالفزياء أو الكمياء أو الرياضيات أو علوم الحياة، يمكن من الغد أن تدرس باللغة الأجنبية ولذلك مآلات”.

وسجل أن الحديث عن اللغة الأجنبية يؤول في المغرب عمليا إلى اللغة الفرنسية، ويضاف إلى هذا أن عبارة التدريج التي وردت في النص الأصلي لم ترد في النص الثاني، “وأقول إننا نتخوف لأن التاريخ عودنا على مثل هذا النوع من الصفعات”، حسب قوله.

واستحضر أبو زيد توقيع أنور السادات على كامب ديفيد في النسخة العربية التي جاء فيها “جلاء إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة”، فلما ترجمت إلى الإنجليزية تغير المعنى

واستطرد قائلا: “عندنا تاريخ من التلاعب في نصوص مفصلية وقضايا خطيرة بمجرد نقطة أو فاصلة، ولهذا أنا متخوف جدا من هذه التعديلات التي أشار إليها الذين كتبوا في الموضوع، ووقفت عليها بنفسي من أن يكون المقصود هو إقبار التعريب وإغلاق قوسه والرجوع إلى ما قبل 1980، أي إلى التدريس باللغة الفرنسية”.

وأوضح أبو زيد أنه “إلى حدود 1980 بقي المعطى الرقمي الآتي: بكالوريا الأدب حوالي 70 في المائة، وبكالوريا العلوم حوالي 30 في المائة، ليس لأن المغاربة يستصعبون العلوم، بل لأنهم يستصعبونها بلغة غريبة عنهم، فيكابد الطالب مكابدتين لا مكابدة واحدة، وبعد التعريب انقلبت الآية”، وفق تعبيره.

وكان المقرئ الإدريسي أبو زيد، قال قال اليوم الثلاثاء بمجلس النواب، إن المجلس الأعلى للتعليم يضم في أعضائه شخصا دون مستوى أكاديمي، في إشارة منه إلى نورالدين عيوش، مؤكدا أن المغاربة لهم مخاوف حول من “بهدل” التعليم، موجها ما اعتبره نداء استغاثة للمعارضة وخصوصا حزب الاستقلال، وتحذيرا للأغلبية حول خطورة ما يحمله القانون الإطار للتربية والتكوين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *