مجتمع

صناعة “البوز” بالمغرب .. لاهتون وراء الشهرة بأي ثمن

“صائد الساحرات”، “عقيقة نعجة”، “الشيخة تراكس”، و”حلوى البرلمانين”، أحداث وغيرها حققت “البوز” في المغرب، وتصدرت فيديوهاتها ترتيب “التراند” بموقع “يوتيوب”.

ويرى متتبعون، أن غالبية الأحداث التي تلقى انتشارا واسعا وتحقق “البوز”، تجد مضمونها إما منافيا للأخلاق أو بعيدا كل البعد عن الجدية والواقعية، وغاية أصحابها هو البحث عن الشهرة.

بنزاكور: “البوز” يتضمن أخبار زائفة وغير حقيقية

اعتبر الباحث في علم الاجتماع محسن بنزاكور، أن “نسب كبيرة من “البوز” تتضمن أخبار زائفة وغير حقيقية، وغالبية الأحداث التي تحققه تتمحور حول البعد الاجتماعي أو الأخلاقي”.

وتساءل بنزاكور في تصريح لجريدة “العمق”، عن “ماهي اهتمامات المغاربة التي تجعل فيديو معين أو معلومة معينة تعرف إقبالا أم لا”، مشيرا إلى أن هذا هو الخطير في المسألة، فـ”غالبية الأشياء التي تحقق البوز إما ذات بعد أخلاقي وهي سائدة أكثر من غيرها، أو ذات بعد فيه استهتار ببعض المعايير”.

وتابع الباحث في علم الاجتماع، أن الأشياء “التي تؤسس لبناء اجتماعي وفكري لا تجد هذا البوز والدليل على ذلك، إذا أخذنا مداخلة عالم أو مفكر ما، لا تجدها تحقق “البوز”، في حين يلقى حدث قتل شخص ما لزوجته إقبالا خياليا عليها، مما يعكس الشخصية التي أصبح عليها الانسان الغربي وكيف يتفاعل مع ماهو وجداني وأخلاقي ولا يتفاعل مع ما هو مصيري وعقلاني”.

وعن إيجابيات وسلبيات ظاهرة “البوز”، قال بنزاكور إن الأولى تتمثل في كون “البوز” في حد ذاته يثير شيئا إيجابيا، يتمثل في انتقال المعلومة وكيفية استثمار  هذا الانتقال”، بينما الثانية فتتمثل في ما الذي يروج له هذا البوز، وكيف تتشكل العقول والعقليات من خلال هذا البوز وهنا تبدأ السلبيات” مشيرا بالقول “يجب أن يكون نوع من ردة فعل للعلماء والباحثين الذي يعلقون على هذه الأشياء التي تحقق البوز، كما يجب العمل على القيام بدراسة عميقة جدا لطبيعة هذا البوز الذي ينجح، من خلال معرفة الخلل الذي وقع في المجتمع المغربي والتغيرات التي طرأت عليه”.

السباعي: “البوز” ظاهرة طبيعية ومضمونه هو ما يثير القلق

ومن جهتها، اعتبرت أستاذة علم النفس الاجتماعي خلود السباعي، أن  ظاهرة “البوز”، هي عالمية وطبيعية، موضحة أنها ” مضمونه هو الذي يمكن أن يثير قلقنا كمغاربة”.

ولفتت السباعي، في تصريح لجريدة “العمق”،أن كل “إنسان يريد جلب انتباه الآخرين وأن يصبح مصدر اهتمام للآخرين وهذا نجده بصفة خاصة عند المراهقين، الذين في طور تكوين الذات وجلب الانتباه”.

وتابعة المتحدثة، أن أن ظاهرة البوز، “تكثر في مجتمعات لا يحظى فيها الشخص بالانتباه والاهتمام الكافيين، وحن كمغاربة نشكل جزء من العالم”، مضيفة أن “المراهقين يبحثون عن البوز في صفوفهم، عندما لا يجد انتباها واهتماما في المجالات الطبيعية كالاسرة والمدرسة أو غيرها”.

وأوردت السباعي، أن “البوز يكون مضمونه تافها ومعاديا للمجتمع، وبأشياء سيئة ومسيئة للأخلاق، حيث يتم البحث في بعض الأحيان عن البوز بالعنف والتباهي”، موضحة أن البوز يمكن أن يسيئ “لكثير من الشخصيات، ويكون في بعض الأحيان على حساب شخصيات مرموقة ولها وزن”.

وأكدت السباعي، أن “البوز يجب أن “يظل في حجمه الطبيعي، اذا كان مضمونه يثمن الذات ويرفع من قيمة الذات بشكل يخدم المجتمع ويؤدي الانسجام فيه، فلا يمكن إلا ان يكون إيجابيا خاصة بالنسبة للمراهقين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *