منتدى العمق

لماذا دمرت واحتا امحاميد الغزلان واكتاوة ولم تعد تنتج التمور؟ ولماذا أغلق أكبر سوق للتمور بتاكونيت يا مصلحة الري العصري؟

في يوم الأربعاء 24 أكتوبر 2018 على الساعة العاشرة صباحا، بقاعة الاجتماعات بمقر الجماعة الترابية لامحاميد الغزلان، قام السيد عامل إقليم زاكورة بعقد لقاء تواصليا مع المنتخبين وممثلي المجتمع المدني حضره كذلك منعشون سياحيون وشباب وفلاحون.

افتتح السيد العامل هذا اللقاء بكلمة شاملة استحضر خلالها الزيارات التاريخية للملوك العلويين ل امحاميد الغزلان منذ 1958 وذكر بخطابات السامية لصاحب الجلالة حول القطاعات كالتعليم والصحة والماء الصالح للشرب والكهرباء والسياحة وركز على دور المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والاهتمام بالمناطق الحدودية والمهمشة.

طرح المتدخلون عدة قضايا كالصحة وهيكلة السياحة والبطالة وتشغيل الشباب، كما طرح مستقبل واحة امحاميد الغزلان وكيفية تثبيت الساكنة بالواحة، حيث تم ذكر الأسباب الحقيقية لتدهور الواحة وتراجعها إلى الأسوء وتدمير أكثر من ثلث نخيلها . ويرجع المتدخلون السبب الرئيسي لتدهور الواحة الى سوء تدبير الري العصري منذ 40 سنة مع بناء سد المنصور الذهبي، حيث حرمت واحتا امحاميد الغزلان واكتاوة من جريان ماء الطلقات وبالتالي حرمانهما من انتعاش الفرشة المائية وتقاعس المصلحة كذلك عن إحياء السواقي التقليدية للاستفادة من مياه الفيضانات .

طرح تراجع الواحتين بشكل خطير جدا حتى ان الواحتين اللتين تصدران أكثر من 50 ألف طن من التمر تتراجع إلى انعدام الكلي للإنتاج هذه السنة وبالتالي غلق تام لأكبر سوق للتمور بالمغرب ( سوق تاكونيت ).

طالب السكان بإعادة النظر في نظام الري العصري الذي تسبب في الكوارث والسماح بجريان وتدفق مياه الطلقات عبر الواحتين على غرار باقي الواحات العلوية التي هي في أحسن حال من الواحتين السفليين المدمرتين .

إن تثبيت السكان بواحتهم وتنميتها، لا يتأتى إلا بإعادة الواحتين إلى سابق عهدهما ما قبل تشييد سد المنصور الذهبي، حيث كانتا مزدهرتين كثيرا واقتصادهما كان ينعش اليد العاملة الفلاحية وخصوصا في فصل الخريف الذي تصدران خلاله أكثر من 50 ألف طن من التمر من نوع الجيهل ( إحصاءات الفلاحة). فإذا كان ثمن كلج الواحد من التمر هو 20 درهما، فإنتاج التمور بتاكونيت وامحاميد الغزلان يفوق 100 مليار سنتيما وهو مبلغ له أهميته في تثبيت الساكنة والحد من الهجرة المتفاقمة إلى المدن.

إن الاعتناء بالواحتين وإعادة الاعتبار لهما بإعادة النظر في نظام الري العصري وبناء السواقي التقليدية ،لكفيل بتنمية المنطقة وإنعاشها في كل الميادين . وأما قطاع السياحة بامحاميد الغزلان الذي لا يشكل إلا اقل من 5 % في أحسن تقدير، فلن يحل مشكل هذه الواحة التاريخية المناضلة التي حظيت باهتمام الملوك العلويين الميامين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *