أدب وفنون

“طفح الكيل” فيلم مفعم بالمشاعر يرسم صورة قاتمة عن مستشفيات المغرب

شهد اليوم الخامس من فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، عرض الفيلم المغربي “طفح الكيل” للمخرج محسن بصري الذي حاول تسليط الضوء على جانب من المعاناة الاجتماعية للفقراء ومشاكل المنظومة الصحية، انتهى بتصفيقات حارة للمشاهدين الذي ملؤوا قاعة الوزراء بقصر المؤتمرات بمراكش عن آخرها.

“طفح الكيل” الذي تدور أحداثه داخل مستشفى عمومي بمدينة الدار البيضاء، رسم صورة قاتمة عن وضعية المستشفيات العمومية المغربية، مصورا مشاهد عن سيادة الرشوة والإهمال والمتاجرة في أرواح الناس، وحالة من الاكتظاظ وهشاشة البنيات التحتية.

قصة الفيلم صورها محسن بصري بعين شاب حاول الانتحار برمي نفسه من قنطرة طريق بسبب “سوداوية” الحياة الاجتماعية، غير أن سقوطه فوق شاحنة أغنام حال دون موته لينقل إلى المستشفى لتلقي العلاجات وهناك تدور أحداث يوم وليلة أسودين تصور متناقضات المجتمع.

يصاب الطفل أيوب ذو الخمس سنين بصداع شديد في الرأس فيضطر والداه إلى نقله من البادية إلى مستشفى عمومي بالدار البيضاء لإجراء فحوصات كشفت عن حاجته إلى عملية جراحية مستعجلة، حالت الهشاشة والمحسوبية من إجرائها بالمستشفى العمومي، في ظل عدم امتلاك والديه لمبلغ 80 الف درهم من أجل إجرائها في القطاع الخاص.

الأمل الوحيد في الحصول على مبلغ إجراء العملية الجراح أظهره عم أيوب الذي يعيش مع صديقته خارج إطار الزوجية، غير أن اكتشاف سقوط جنينها الذي كان ينويان بيعه إلى عائلة سويسرية حطم كل الآمال في إنقاذ أيوب الذي فقد القدرة على تحريك رجليه بعد دخول المستشفى.

وسط المشاهد المظلمة للمستشفى العمومي الذي تدور به أحداث “طفح الكيل”، أنار المخرج بصري شمعة مضيئة لطبيب مغربي كان يعمل بدولة كندا، وقرر العودة إلى موطنه والعمل في المستشفى الذي فقدت والدته حياتها فيه بسبب الإهمال، مبديا إصرارا على البقاء في وطنه رغم سخطه على الوضع.

ينتهي الفيلم بمشهد من فوق القنطرة التي ارتمى منها الشاب الذي باءت محاولته الانتحار بالفشل، وهو المكان ذاته الذي افتتح منه أول مشاهده، غير أنه هذه المرة يجد بجواره معظم شخصيات الفيلم، على أنغام أغنية راب استسقت كلماتها من قصيدة الشاعر أحمد مطر التي قال فيها “طفح الكيل.. وقد آن لكم أن تسمعوا قولاً ثقيلا.. نحن لا نجهل من أنتم.. غسلناكم جميعاً.. عصرناكم.. وجفّفنا الغسيلا.. ارفعوا أقلامكم عنها قليلا.. واملؤوا أفواهكم صمتاً طويلا…”، ملخصة الوضع الخانق للفقراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *