مجتمع

مناوشات وطرد من القاعة أثناء محاكمة قادة حراك جرادة بوجدة

وجدة: مولود مشيور

عرفت محاكمة نشطاء حراك جرادة، أمس الخميس، مواجهة كلامية وسجالا بين بعض النشطاء ورئيس الجلسة بمحكمة الاستئناف بوجدة.

وقضت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بوجدة، أمس الخميس، في جلسة استغرقت 5 ساعات متواصلة، بالسجن 60 سنة سجنا نافذا موزعة على 18 متابعا في أكبر ملفات معتقلي حراك الريف، وهي الأحكام التي وصفها الدفاع بـ”القاسية والكارثية”.

وبدأ التراشق الكلامي مباشرة بعد دخول معتقلي حراك جرادة لقاعة الجلسة، حيث رفع بعضهم شارة النصر والتحايا لأهاليهم وأصدقائهم، غير أن رئيس المحكمة لم ترقه تلك الحركات، فعقب قائلا: “لقد انتصرتم على بلدكم”.

تفاعُل رئيس الجلسة دفع الناشط البارز في الحراك أمين مقلش، إلى القول: “لم نكن يوما في صراع مع دولتنا”، قبل أن يتدخل الرئيس بانفعال ويصرخ في وجهه بصوت عالٍ، مطالبا إياه بالتزام الصمت، مهددا بطرده من قاعة المحكم، وذلك في أول إنذار يوجه إلى “قائد الحراك”.

وعلى هذا الإيقاع المشحون، انطلقت أطوار الجلسة الأخيرة من محاكمة أكبر مجموعة من نشطاء “حراك جرادة “.

أمين مقلش طالب من القاضي السماح له بإلقاء كلمة، غير أن طلبه قوبل بالرفض بداعي أن “المتهم ينوب عنه محامي، وهو المخول الوحيد بالدفاع والترافع”.

وأمام حركة احتجاج تزعمها مقلش، أمر القاضي بإخراجه من القاعة، قبل أن يتقدم محامي هيئة الدفاع عبد الحق بنقادى، بملتمس إلى القاضي بالسماح لمآزره بالعودة إلى قاعة الجلسة.

بعد الاستماع إلى كل المعتقلين، وتسجيل أقوالهم الرافضة لكل التهم المنسوبة إليهم، مَثل أمين مقلش (26 سنة) أمام القاضي، حيث ظهر في قاعة الجلسة بصورة مختلفة عن أيام الحراك والمسيرات الاحتجاجية.

وأثناء جلسة المحاكمة، رفض مقلش الذي بدا حليق الشعر واللحية، كل التهم الموجهة إليه، قائلا إن التهم ثقيلة وهو بريء منها، وفق تعبيره.

وأضاف: “أتابع بالفصل 129 وأنا لم أحرض، ولم أعتدي على أحد “، مشيرا إلى أن مسيراتهم كانت سلمية، ولم تجنح للعنف منذ انطلاقتها، مشددا على “حقهم المشروع في الاحتجاج السلمي، وإبداء الرأي، بناء على ما ينص عليه القانون والدستور”. حسب تعبيره.

وأشار في معرض دفاعه إلى عدم مشاركته في أحداث 14 مارس 2018، موضحا بالقول: “كنت رهن الاعتقال بسجن وجدة، ولم أعرف بالأحداث المؤسفة إلا يوم إحالاتي على قاضي التحقيق”.

رئيس الجلسة تسائل مع الناشط المذكور القول: “هل كان لديك هاتف، وتواصلت مع أصدقائك من السجن لتحرضهم على الاحتجاج؟”، وهو ما جعل مقلش يطلع القاضي عن “معاناته” في السجن المدني بوجدة، حسب رأيه.

وأوضح أنه “يعيش في زنزانة منفردة منذ أربعة أشهر”، نافيا امتلاكه هاتفا نقالا للتواصل مع الآخرين، مشيرا إلى أن المكالمات تجرى تحت مراقبة إدارة السجن، واستعرض جملة من المعاناة التي يتقاسمها معه بعض المتعقلين الآخرين، حسب إفادتهم داخل الجلسة.

وطالب رئيس الجلسة المتهمين بتقديم شكاية في الموضوع إلى وكيل الملك، حيث استمر في طرح أسئلته والاستماع إلى الأقوال الأخيرة لمجموعة 18، مبديا “صرامة” في ضبط الجلسة، تجلت من خلال الدخول في مناوشات حتى مع هيئة الدفاع، وطرد أمين مقلش مرتين من القاعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *