سياسة

مصادقة البرلمان الأوروبي على الاتفاق الفلاحي يثير حفيظة البوليساريو

أثارت مصادقة البرلمان الأوروبي على الاتفاق الفلاحي بين المغرب والاتحاد الأوروبي، بأغلبية ساحقة، غضب قيادات جبهة البوليساريو، كونه يروم تمديد التفضيلات التجارية إلى المنتوجات الفلاحية والصيد البحري المنحدرة من الأقاليم الجنوبية للمملكة.

وصادق البرلمان الأوروبي، الأربعاء الماضي، في جلسة علنية، بستراسبورغ، بأغلبية ساحقة (444 صوتا)، على الاتفاق الفلاحي المغرب الاتحاد الأوروبي، الذي يشكل خطوة جديدة في العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي.

وعلى إثر هذه المصادقة، وجهت الجبهة الانفصالية رسالة عبر ما يسمى بممثلها لدى الأمم المتحدة، إلى السفير خوسيه سينجر فايسينجر المبعوث الخاص للجمهورية الدومينيكية إلى مجلس الأمن الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمجلس لهذا الشهر.

وبحسب ما نقلته وكالة أنباء البوليساريو، فقد أثارت الرسالة انتباه أعضاء مجلس الأمن إلى ما سمته بـ”التهديد الجدي” الذي يشكله إدراج الأراضي الصحراوية، ضمن الاتفاقيات التجارية مع المغرب، مضيفة أن من شأن ذلك أن يؤدي إلى “تقويض فرص التوصل إلى حل سلمي للنزاع في الصحراء الغربية في ظل المساعي الجدية الحالية التي يقوم بها مجلس الأمن والمبعوث الشخصي للأمين العام”.

وحذرت جبهة البوليساريو، بحسب آلتها الإعلامية من أن “قرار البرلمان الأوروبي بالمصادقة على الاتفاقية الزراعية المعدلة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب بنحو يشمل الأراضي الصحراوية المحتلة سيكون له تأثير سلبي على العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة من حيث تشجيع المغرب على الاستمرار في سعيه لتكريس احتلاله غير الشرعي لأجزاء من الصحراء الغربية”.

وحثت الجبهة في رسالتها، مجلس الأمن على “مطالبة الاتحاد الأوروبي بإعادة التفكير في هذا الموقف القصير النظر والسلبي”، مطالبة “الأوروبيين بإعادة النظر في قرارهم الأخير والتوقف الفوري عن تنفيذ جميع الاتفاقات التجارية التي تشمل إقليم الصحراء الغربية والعمل بدلاً من ذلك على دعم المسار الأممي بنحو جدي وبناء”.

موغريني: المغرب شريك استراتيجي
واعتبرت الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي المكلفة بالشؤون الخارجية وسياسة الأمن، فيديريكا موغيريني، الأربعاء الماضي بالرباط، أن المصادقة على الاتفاق الفلاحي بين الاتحاد الأوروبي والمغرب بأغلبية ساحقة، سيمكن من بدء مرحلة جديدة في العلاقات القائمة بين الجانبين.

وقالت موغيريني خلال لقاء صحفي أعقب لقاء جمعها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، عن “قناعتها” حيال “إمكانية إعادة إطلاق الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي على أسس جديدة، وإعطائها دفعة أخرى، من أجل كتابة فصل جديد إيجابي وأكثر كثافة، للتاريخ الطويل القائم بين الاتحاد الأوروبي والمملكة”.

وأوضحت أن المغرب يعد “شريكا استراتيجيا للاتحاد الأوروبي منذ خمسين سنة”، مسجلة أن الاتحاد الأوروبي والمغرب يتطلعان حاليا إلى تحقيق قفزة نوعية في العلاقات التي تجمعهما من أجل بناء شراكة ذات بعد إقليمي، لاسيما على مستوى الحوض المتوسطي والعالم العربي وإفريقيا، والتي ترقى إلى مستوى انتظارات المواطنين بضفتي المتوسط وتتيح بلوغ الأهداف المشتركة لكلا الطرفين.

الخارجية: أي اتفاق يغطي الصحراء المغربية لا يمكن توقيعه إلا مع المغرب
ومن جانبها، قالت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولية، إن مصادقة البرلمان الأوروبي، بأغلبية ساحقة على الاتفاق الفلاحي بين المغرب والاتحاد الأوروبي، يؤكد أن “أي اتفاق يغطي الصحراء المغربية لا يمكن التفاوض بشأنه وتوقيعه إلا من طرف المملكة في إطار ممارستها لسيادتها التامة والكاملة على هذا الجزء من ترابها”.

وعبرت الوزارة في بلاغ لها، عن ارتياحها لمصادقة البرلمان الأوروبي، خلال جلسة علنية بستراسبورغ على تبادل الرسائل المتعلق بالاتفاق الفلاحي الذي تم إبرامه بين المملكة المغربية والاتحاد الأوروبي.

وأبرزت أن هذا الاتفاق يؤكد بشكل واضح أن منتوجات الفلاحة والصيد البحري القادمة من الأقاليم الجنوبية للمملكة تتمتع بالتفضيلات التعريفية نفسها التي يشملها اتفاق الشراكة، مسجلة أن هذا التصويت، بأغلبية ساحقة، يأتي ليتوج مسلسلا طويلا من المفاوضات التقنية والمشاورات السياسية والمصادقات القانونية التي تم الانخراط فيها بين المغرب والاتحاد الأوروبي.

أخنوش: اتفاق سيعود بالمنفعة على ساكنة الأقاليم الجنوبية
أكد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية، عزيز أخنوش، أن تصويت البرلمان الأوروبي على الاتفاق الفلاحي إيجابي جدا، ويستجيب لانتظارات المغرب، وينص بوضوح على أنه يشمل الأقاليم الجنوبية.

ووصف أخنوش في تصريح صحفي أن الاتفاق الفلاحي بين المغرب والاتحاد الأوروبي الذي صادق عليه البرلمان الأوروبي اليوم الثلاثاء بأغلبية ساحقة بـ”الاستراتيجي والقوي”، والذي يعود بالمنفعة على ساكنة الأقاليم الجنوبية التي يشملها الاتفاق بشكل واضح.

محلل: خطوة عقابية للبوليساريو
وقال المحلل السياسي محمد بودن إن الاتفاق الفلاحي بين المغرب والاتحاد الأوروبي “يمثل خطوة عقابية لمناورات جبهة البوليساريو وهذا ما تبين من مضمون بلاغها بشأن الاتفاق المذكور والذي عكس شعورا بمواجهة طريق مسدود وكرس معاناة الجبهة الانفصالية من فوبيا المغرب “.

واعتبر بودن أن “المصادقة على الاتفاق بأغلبية ساحقة هي انعكاس للثقة في المغرب وأهميته بالمنطقة وترجمة عملية للإيمان العميق بأهمية الشراكة الإستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب”.

كما أكد أن ذلك “يعكس واقعية ووضوحا بشأن سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، والشخصية التفاوضية للمغرب حسمت هذا المسار التفاوضي بتعميق إطار العمل والأهداف المتبادلة بين الطرفين والتمسك بكل المعطيات الجغرافية التي تخص السيادة المغربية على الصحراء”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *