سياسة

قضية التجار تؤزم العلاقة بين الـPJD والأحرار.. بودريقة يرد على الرميد

لم يمض على الرسالة التي هاجم فيها القيادي في حزب العدالة والتنمية، ووزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، المصطفى الرميد، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، بسبب احتجاجات التجار، إلا يومان، حتى خرج عضو المكتب السياسي لحزب الأحرار، محمد بودريقة للرد عليها، مؤكدا أن الأحرار لا يبحث في هذه القضية عن مجد سياسي ولا ربح انتخابي.

وقال بودريقة، في رسالته إلى الرميد التي اطلعت جريدة “العمق” على نسخة منها، “لقد اطلعت على فحوى رسالتك التي وجهتها إلى الأخ عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، الحزب الذي أتشرف بالانتماء إليه والتي يبدو، أن كتابتها استغرق منك أياما وليال، وكيف لا، وأنت تعلق فيها على بيان المكتب السياسي الذي مر عليه أزيد من أسبوعين، فعلى الأقل هي رسالة شغلت بها نفسك، وملأت بها وقتك الذي يبدو، والله اعلم، انه ومند تعيين المندوب الوزاري لحقوق الإنسان أضحى فارغا ورتيبا”.

واعتبر بودريقة، أن رسالته، جاءت فقط من أجل أن يفند ما أسماه بـ”الكثير من المغالطات التي ضمنتها رسالتك، التي تمنيت صادقا لو انصبت على قضايا تهم المغاربة وأحوالهم، لا أن تضمنها ما يخالج نفسك من مشاعر تدغدغ بها العواطف، لكن لابأس، فليكن لك ما شئت”.

وأضاف المتحدث ذاته، مخاطبا الرميد، “التجمع الوطني للأحرار حينما يطرح المشاكل التي يشتكي منها التجار البسطاء وينبه الحكومة إلى ضرورة معالجة النقائص والتجاوزات التي اعترت قوانين المالية انطلاقا من سنة 2014 إلى سنة 2018– واعني هنا سنة المصادقة على قانون المالية لكي لا تتهمني بالجهل كما سبق لك أن فعلت – لم يكن ليبحث عن مجد سياسي ولا ليبتغي ربحا انتخابيا، بقدر ما كان يهدف الى تكريس فضيلة الاعتراف بالخطأ والسعي الحثيث إلى معالجته دون استعلاء أو تكبر حتى لا يحق فينا قول الله تعالى في سورة البقرة (وإذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالإثم …) أو محاولة الركوب على الموج التي تعلم علم اليقين، ومعك المغاربة قاطبة، أننا لا نتقن فنه على الإطلاق”.

وتابع بودريقة بالقول: “ما دمت ممن يفضل اللجوء الى الرسائل المفتوحة في موضوع ما أثرته في كتابك الذي أردت به تخليدا لاسمك باعتبارك وزيرا ومسؤولا سياسيا تناسى كل المشكلات التي تؤرق المغاربة وتنغص حياتهم مفضلا الأنبراء وراء البحث عن مطابقة الخطاب للسلوك السياسي، وان كنت، شخصيا، أجده موضوعا مهما يليق بمشروع بحث في مسلك القانون أو علم الاجتماع”.

وطالب بودريقة الرميد، بأن يدع عنه وزارء الأحرار وعملهم جانبا، ويتمعن فيما جاء في الفصل 89 من الدستور، والذي يقول: “تعمل الحكومة، تحت سلطة رئيسها…”، مضيفا أنه من خلال هذا الفضل “يتضح بشكل بين لا لبس فيه، المسؤولية الكاملة لرئيس الحكومة في تدبير أعمالها وادعوك أيضا لتتمعن معي في الفصل 92 من الدستور، والذي يضيف: يتداول مجلس الحكومة، تحت رئاسة رئيس الحكومة، في القضايا والنصوص التالية: مشاريع القوانين، ومن بينها مشروع قانون المالية قبل إيداعها بمكتب مجلس النواب”.

شخصيا، يضيف بودريقة “مللت وتعبت من لعبتكم التي أضحت مكشوفة للعلن، إذ تلجؤون إليها كل ما أحسستم فيها بأخطائكم تحاصركم، وقيلة حيلتكم، قبل سنوات خلت وبخصوص تضمين إجراءات مرتبطة بقانون المالية سمعناكم تلتمسون الأعذار من قبيل (ما فراسيش)، واليوم تحاولون التملص من مسؤولياتكم كحزب يترأس الحكومة، لأنكم جانبتم الصواب، وتسببتم في خروج التجار للاحتجاج في سابقة وطنية”.

وشدد بودريقة، على أن حزب التجمع الوطني للأحرار “كما عهده المغاربة فينا، لا نتصل من المسؤولية، غير أننا نملك شجاعة الصدح بالحق والاعتراف بالخطأ حتى وان كان يخالف مصالحنا”، مضيفا بقوله: “تحدثتم عن الفوترة الرقمية وفوائدها والتي على ما يبدو كنتم أكثر حماسا للإسراع في تطبيقها، لكن دعني أحدثك عن فضائل وفوائد الحوار والتشاور والإنصات والاستماع، فلو التفت يمينا أو شمالا، لكنت وجدتها مكتوبة لديك وبين يديك وأنتم تزعمون كونكم حكومة الإنصات والانجاز”.

وأردف عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، أن ما فعلته الحكومة بمختلف مكوناتها، “لا ينسجم مع ما رفعتموه من شعارات رنانة، ألم يكن حري بكم أن تستمعوا لآهات التجار البسطاء التي ما فتئت تصدح بها حناجرهم؟ ألم يكن من المفيد الجلوس إليهم ومناقشة مشاكلهم والتوصل بمقترحاتهم والخلوص لاتفاق منصف يضمن انخراطهم الكامل في هذا الإصلاح؟ الأشكال اليوم، ليس مشكل أيام عمل تم هدرها أو فرص اقتصادية تمت اضاعتها، بقدر ماهي وشائج ثقة تسببتم في انقطاعها والتي لم يتبق سوى خيط رفيع فرجاءا لا تعبثوا به”.

“أعلم أن الفرق بيننا لا يكمن في مجرد توجهات أيديولوجية أو بعض المواقف السياسية، التي تعبرون عنها هنا وهناك والتي على ما يبدو لا تحركها مصلحة عليا للوطن أو للمواطنين، بل تحركها الأهواء والنزعات الكامنة في مواصلة الإطباق على مشهد سياسي كرهتم الناس فيه وتمنوا زواله. وانما في امتلاك الشجاعة والأخلاق للاعتراف بالخطأ والإسراع في تداركه”، يضيف بودريقة في رسالته إلى الرميد.

ودعا بودريقة الرميد، إلى الكف عن تضييع وقت المغاربة في “التراشق بتحميل المسؤولية بشكل عقيم لا يفيد أحدا، أو محاولة اختلاق المعارك الهامشية بغية تشتيت الانتباه عن الأزمات الداخلية، والسلوكات الشخصية، وذلك بهدف التنفيس الذي لا يؤدي إلا إلى الاختناق، اختناق وطن بكامله لا يستحق ان يتنافس سياسيوه في دبج رسائل أخر الليل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *