سياسة

3 أحزاب تطالب العثماني بالتحقيق في إصابة الزفزافي بأعراض “الشلل”

راسلت 3 أحزاب يسارية رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، من أجل المطالبة بفتح تحقيق مستعجل في الوضع الصحي لقائد حراك الريف المعتقل ناصر الزفزافي، مشيرة إلى أنه تعرض لـ”الإهمال”، داعية إياه إلى “تحمل كامل مسؤولياته فيما يمكن أن تؤول إليه الوضعية الصحيّة للزفزافي وباقي رفاقه”.

جاء ذلك في مراسلة لفيدرالية اليسار الديمقراطي التي تضم حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، والحزب الاشتراكي الموحد، بخصوص “أوضاع معتقلي حراك الريف والوضعية المقلقة لناصر الزفزافي”، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منها.

يأتي ذلك بعدما حذر أحمد الزفزافي، والد ناصر الزفزافي الذي يقضي عقوبة بالسجن 20 عاما نافذا، من احتمال تعرض ابنه لجلطة دماغية وشلل نصفي، متهما إدارة سجن “عكاشة” بالدار البيضاء بـ”حجب” معلومات تخص حالة ابنه الصحية منذ فاتح مارس 2018، تفيد بـ”إصابته بتقلص شرياني بالرأس، ما يؤثر على تدفق الدم للدماغ”، مطالبا بإطلاعه بشكل عاجل على الملف الطبي لابنه.

الفيدرالية أوضحت أنها حصلت على معطيات تفيد بإصابة ناصر الزفزافي بتقلص شرياني وأنه مهدد بالشلل، وأن “تشخيص حالته كان معروفا منذ شهر مارس الماضي، لكن تم تجاهل وضعه وإخفاؤه وترك ناصر لمصير غير مأمون”، مشيرة إلى أن “حالته عرفت يوم السبت الماضي مزيدا من التدهور، حيث عانى الزفزافي بألم حاد كاد أن يؤدي به إلى شلل نصفي”.

واعتبرت أن “الغريب في الملف، أن إدارة السجن تباطأت كثيرا لإغاثته واتخاذ التدابير اللازمة لإنقاذه، ولم يتم حمله إلى مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء إلا بعد احتجاج رفاقه”، مضيفة في مراسلتها إلى العثماني: “كما في علمكم فقد أفادت الهيئة الطبية بقسم الأعصاب بأن ناصر بحاجة إلى العلاج وبشكل مستعجل، حتى لا تتدهور حالته أكثر، غير أنه أعيد إلى زنزانته الانفرادية”.

الأحزاب الثلاثة قالت إنها “تتابع بقلق شديد ما تعرض له معتقلو حراك الريف منذ شهور، بدءا بالاختطاف والتعذيب إلى إصدار الأحكام القاسية التي وصلت 20 سنة في حق البعض منهم، والتي اعتبرناها منذ صدورها ظالمة وقاسية ولم تحترم شروط المحاكمة العادلة”.

ودعت الفيدرالية العثماني إلى “وضع حد لهذا التعامل في انتظار إنصاف نشطاء الريف بالإفراج عنهم وجبر الضرر الذي لحقهم وعائلاتهم وجهتهم، وتابعت في المراسلة: “ما زلنا نتساءل إلى اليوم، وبلادنا تعرف أوضاعا متأزمة، عن استمرار المقاربة التي اعتمدتها الدولة لمعاقبة الحراك وقيادييه على احتجاجاتهم المشروعة”.

وأضافت المرسلة ذاتها: “لقد سبق لفيدرالية اليسار الديمقراطي أن راسلتكم حول الاعتقالات التي طالت الحراك الاجتماعي بالريف وجرادة من أجل المطالبة بإطلاق سراحهم والاستجابة لمطالبهم الاجتماعية، إلا أننا فوجئنا بالأحكام القاسية التي صدرت في حق معتقلي جرادة”.

وكان والد الزفزافي قد كشف تفاصيل ما حدث لابنه داخل زنزانته يوم السبت المنصرم، لافتا إلى أنه “شعر بتوعك على مستوى رجله، قبل أن يصبح الأمر أشبه بجلطة أو أعراض شلل نصفي، إذ فقد القدرة على تحريك نصفه الأيمن والإحساس به (الرجل واليد ونصف الوجه)”، وذلك في وقت أعلنت فيه المندوبية العامة لإدارة السجون أنه جرى نقل الزفزافي للمستشفى قصد تقديم العلاجات الضرورية له بسبب انتفاخ يده”.

وأشار أحمد الزفزافي إلى أنه لا يستبعد أن يكون ما حدث لابنه  “نتيجة تعنيفه يوم اعتقاله، إذ تم ضرب رأسه مع جدار البيت، حيث تم اعتقاله لأكثر من 6 مرات بقوة، وتم ضربه بالإصفاد الحديدية على رأسه وهو مكبل اليدين”، متسائلا عن “سبب عدم اطلاعنا على حالته الصحية منذ مارس 2018 وعدم إخبارنا، إذ أن ناصر أكد أن حالته هاته لم يسبق أن عانى منها إلا بعد اعتقاله”، وفق تعبيره.

بالمقابل، قدمت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، روايتها حول ما أورده والد الزفزافي، حيث أوضحت أنه سبق لناصر أن “خضع قبل سنة تقريبا لمجموعة فحوصات، منها فحص بالرنين المغناطيسي ورسم كهربائي للدماغ، اتضح من خلالها أنه يحمل خللا خلقيا طفيفا حسب تشخيص الطبيب المعالج، وقد أخبر النزيل حينها بهذه النتائج وفقا لأخلاقيات مهنة الطب، مع إعطائه الوصفة العلاجية المناسبة”.

ونفت إدارة سجن “عكاشة” بالدار البيضاء وجود أية علاقة لنتيجة الفحوصات الطبية بظروف اعتقال الزفزافي، معتبرة أن “ما نشر من ادعاءات بكون الطبيب وإدارة المؤسسة قد أخفوا عن النزيل المذكور نتائج الفحص هي ادعاءات كاذبة، الغرض منها الترويج لروايات من شأنها تضليل الرأي العام وإيهامه بإهمال الوضع الصحي للسجين”، حسب بلاغ سابق توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه.

من جهته، كشف المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أن ناصر الزفزافي المعتقل على خلفية أحداث الريف، “خضع يوم 26 يناير 2019 لسبع فحوصات طبية في اختصاصات مختلفة، من طرف أطباء متخصصين بالمركز الإستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، كما أجريت له ثلاثة كشوفات طبية”، مشيرا إلى أن “تقرير الطبيب الشرعي أكد أن الحالة الصحية لناصر لا تثير أي قلق”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *