وجهة نظر

شخص أكثر من مهم

على درجة في في آي بي صنفت سلطات باكستان ولي عهد السعودية الأمير محمد ابن سلمان و حاشيته (وليس الوفد) المرافقة له خلال زيارة أرض الباكس مدة يومين اثنين. زيارة ستعرف توقيع اتفاقيات بين البلدين بقيمة 20 مليار دولار.

صحف الباكستان لم تحتفي بالمشروعات المزمع إقامتها أكثر من تركيزها على مظاهر بذخ (المبالغ فيه) رافق استعدادات الفنادق لاستقبال الزوار الموعودين.

في وقت سيخرج فيه ولي عهد السعودية مليارات بجرة قلم و في دقائق معدودات (ليست الأولى و لن تكون الأخيرة) تابع العالم أجمع شلل مؤسسات الحكومة الفيدرالية الأمريكية لأ زيد من شهر، و تعطل 800 ألف موظف عن العمل، و عدم تمكنهم من صرف الرواتب، فقط لأن النواب الديمقراطيين رفضوا تزويد الرئيس ترمب ب قراية 6 مليارات دولار لبناء جدار عازل على الحدود مع المكسيك.

أزيد من شهر تعطلت خلالها النسبة الكبيرة من مؤسسات الحكومة و معها اضطر ترمب لتمضية حفل رأس السنة بواشنطن لعدم إمكانية التحرك خلال الأزمة. نانسي بلوسي رئيسة الديمقراطيين ألغت جميع التزاماتها، أما وفد أمريكا لمؤتمر دافوس الإقتصادي فلم يشارك لعدم توفر التمويل.

بمقارنتك بين دولة يمثل إنتاجها ربع إنتاج الارض، و بين أخرى تقترض 11 مليار دولار لسد عجز الموازنة… تلاحظ البون الشاسع و تظهر أسباب ما نعيشه من انحطاط: التسيب… مال سائب يعلم السرقة دون رقيب و لا حسيب!

أمريكا ذات الناتج الخام 20 ألف مليار دولار لا تصالح اللصوص، لا تستغل قضايا الفساد لتصفية الحسابات و جز الرؤوس. إن هي إلا عقوبات بمئات السنوات لكل من سولت نفسه الأمارة بالسوء مد يده داخل جيوب دافعي الضرائب.

في بلاد الحرمين، يحتجز مئات الوزراء و الأمراء في قضايا قيل أنها لمحاربة الفساد. لا قضاء، لا محاكمات و لا هم يحزنون. أيام من التحقيق داخل الغرف المغلقة ليخرج متحدث يبشر ب 100 مليار دولار جمعت من الأشرار (أبشر!). 100 مليار بالكاد ربع ما أخده ترمب مقابل السكوت عن تغيير قواعد اللعبة في حكم مملكة ال10 آلاف أمير.

المضحك في القضية أن المفسدين عادوا لمواقع المسؤولية في الخارجية و باقي المؤسسات عقب قص اجنحتهم و القبول بتركيز السلطات في يد واحدة بلا منازع.

تركيز سلطات يسعى له أيضا شخص أكثر من مهم. أسرع من البرق أضخم من الفيل أحلى من الغزال: السوبر سيسي. سيسي أمر الناس بالتقشف و نسي نفسه. سيسي طالب المصريين بكأس شاي واحد بدل ثلاث، و ضاعف راتبه ثلاثا قبل الترشح للأولى. سيسي وصف القطر المصري بالفقر فبنى أكبر جامع و كنيسة في صحراء قاحلة تكلفة إنارتهم 20 مليون جنيه في السنة جنب فندق 5 نجوم لإيواء المصليين، و قصر يستعد عبد الفتاح ليعيش داخله حتى متم 2034…و ربما يزيد.

سيسي خدع الناس فامتص عرق جبينهم (60 مليار جنيه) في تفريعة تافهة لقناة السويس لا تأثير لها سوى اغراق شواطئ قطاع غزة بسمك البحر الأحمر السام. فشلت القناة فلم يستقل السيسي بل أكد أن روح الشعب المعنوية تستحق لرفعها أكثر من 60 مليارا.

سيسي مصر كما إخوانه من المحيط إلى الخليج على إنشاء عالمهم الموازي و فضائهم الإفتراضي حيث تحقيق الذات و الشعور بالأهمية على حساب أولويات الناس.

في المغرب قمرين ب 500 مليار و قطار 2300 مليار، بينما تفتك الإنفلونزا بالناس أفرادا و جماعات. في الجزائر جامع بوتفليقة الكبير بميزانية فاقت 2000 مليار سنتيم لتبرير مشروعية رئيس مقعد لا يسمع و لا يرى، ثمانيني في طريقه لعهدة خامسة ستعقب 20 سنة من الحكم.

تونس بها سبسي ينفث مخدراته صوب شعب الثورة، يقدم قضايا إرث الفقراء للإعلام كي ينسى الناس خطة التصالح مع رجال ابن علي و إفراغ لجنة الحقيقة و العدالة من أدوارها، و وأد أعمالها فينسى حق الشهداء و تطوى تضحياتهم.

في الخليج عمان يشتري سلطانها شرعيتة باستقبال المحتل، و في الإمارات عام للتسامح و سنة للسعادة و لووفر أبوظبي و تيتانيك 2018، وجها لوجه مع 11 مليون جائع يمني ضحايا تدخل عبثي دون أهداف، اللهم من أطماع التمدد برا و بحرا.

إمارات الاستقرار و التمدن مقابل دعم أسير تشاد السابق اللواء المطرود من الخدمة خليفة حفتر لتجنيد حثالة إفريقيا و تدمير ما تبقى من مظاهر الدولة في ليبيا.

23 إلاها لا يأتيهم الباطل من خلفهم و لا من بين أيديهم يسيرون 330 مليون كائن دون مواطن. يصلح وصفه بتحت التافه، مهمته حفظ كتاب النبات من أكل و تزاوج و تفريخ للعبيد. مواطن ممسوخ سيارة لمن أمسك بالمقود فلا جدال و لا نقاش للقائد المفدى. بوق يزعق بحمد و تسبيح الزعيم. رصاصة تنفد أحك المعارضين و منشار يتربص بكل مؤمن لم يكثم إيمانه.

للقصة بقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *