أخبار الساعة، مجتمع

صاحب قناة “فيق”: هذه أسباب تركي للإسلام (حوار)

حاوره : الطيب لعبي

● من هو صاحب قناة “فيق – wake up”؟ في الفيديوهات التي تقدمها على اليوتيوب نسمع صوتك ونرى ظلك. لكن ترفض الكشف عن هويتك. لماذا؟

أرفض الكشف عن هويتي لسببين. السبب الأول هو رغبتي في أن أبلغ رسالة لكل المغاربة المسلمين والتي مفادها أننا كلادينيين نعيش بينكم وعددنا في تزايد ..

من الممكن أن أكون أخوك أو اختك أو صديقك أو زميلتك في العمل أو حتى بقال الحي أو سائق التاكسي الذي ركبت معه بالأمس.

تصلني العديد من الرسائل لأناس يدَّعون أنهم قد عرفوا هويتي لأني أشبه أحد الأشخاص الذين يعرفونه من قريب أو بعيد. بالإضافة أن الصوت الذي يسمع في الفيديوهات هو ليس صوتي الحقيقي، بل قمت بفبركته حتى أوسع دائرة الشك لدى المتلقي أكثر. في نظري سيكون من الحماقة أن أظهر هويتي وسط أناس لديهم في تعاليم دينهم “من بدل دينه فاقتلوه”.

● هل يمكنك أن تحدثنا عن مسار تدينك؟ هل كانت بيئتك العائلية متدينة؟ وها أثر ذلك في علاقتك بالدين؟

صراحة، قد ترعرعت في وسط فيه مزيج من التدين والاعتدال. أبي وأمي عارفين في الأمور الدينية ومواظبين على تأدية الفرائض. وزرعوا في نفسي حب الإسلام منذ الصغر.

عندما كان الأطفال الصغار ينامون على سماع حكايات بينوكيو وسندريلا… كان أبي، قبل النوم، يحكي لي قصص الأنبياء والرسل، وكيف هزم فرعون موسى ورفع عيسى وعزير وحماره. لهذا كبرت متشبعا بكل تلك القصص والأحداث. وكنت محبا للبحث والمعرفة أكثر.

بالنسبة لي كان أمر عاديا أن يتزوج رسول الإسلام عائشة في سن السادسة وما قام به من قتل وإبادة جماعية في يهود المدينة، لأني تلقيت ذلك وأنا صغير.

رغم كل هذا إلا أن الجو الأسري كان معتدلا. فوالذي عازف على آلة القيثارة وشجعني على تعلم الموسيقى. بالإضافة إلى أنه لم يكن هنالك حجر على الأفكار أو قمع. بل كنت أعبر كما أشاء ولم أرغم يوما على الصلاة بالضرب.

في هذه الأجواء ترعرعت كمسلم محب للدين والإله الإسلامي وليس خوفا من العذاب.

● كيف بدأ الشك عندك بالإسلام؟

بعد الربيع العربي وظهور داعش أصبحت أشعر أنني شخص منافق لكوني أعلم ما ينص عليه الإسلام من جهاد وعقيدة الولاء والبراء.

فاكتفيت بداية بالتضامن مع الدواعش وتتبع ما يحدث على شبكة الإنترنت. كنت أبرر العنف الذي يقومون به وأفرح لسقوط طائرات الأمريكان وأشعر بالفخر. كما شعرت بالفخر أيضا سنة 2001 لما قامت به القاعدة بنيويورك.

لكنني اجتماعيا وأمام الناس كنت إنسانا عاديا محب للموسيقى مواظب على الصلاة والفرائض. رغم ذلك لم أصل لمرحلة عدم مصافحة النساء أو النهي عن المنكر. بل كنت محبا للجميع تاركا قناعاتي الداعشية بيني وبين نفسي.

هذا التراكم والمزج ولد ضغطا كبيرا بداخلي ووضعني في مفارقة صعبة بين ديني وإنسانيتي.. إما أن أتبع الدين بحذافيره وأصير داعشيا أو أعيد النظر في كل ما يتعلق بمعتقدي.

ولحسن الحظ أن إنسانيتي غلبت في الآخر واتبعت الطريق الصحيح.

● ما هي الأسباب الرئيسية التي دفعتك لتغادر الإسلام؟

بدأت أولا بإعادة النظر في الحديث والسنة وكيف وصلنا كل هذا الكم الهائل لتفاصيل حياة رسول الاسلام. ثم التشكيك في ذلك من خلال معادلة الخطأ البشري : الإسلام دين الحق + وصلنا عن طريق بشر + البشر يخطئ وليس معصوما = لا يمكننا الجزم أن كل ما قيل عنه أنه صحيح فهو فعلا صحيح 100% لأن البشر معرض للخطأ.

بعدها شككت في مصداقية الصحابة نظرا للحروب التي جرت بينهم بعد وفاة رسول الإسلام. لأصير ربوبيا لفترة قصيرة لا تتجاوز الأسبوعين. كانت من أصعب أيام حياتي لأن عقلي كان في صراع مع قناعاتي وما زرع في نفسي منذ الصغر.

بعد المدة القصيرة التي قضيتها في الربوبية تعرفت على فيديوهات الداعية عدنان إبراهيم الذي أعجبت بنظرته المغاير للإسلام وكيف يختلف عن باقي المشايخ وأنه إنسان موسوعي. فصرت مسلما قرآنيا أحلل ما أريد وأفسر النصوص كما أريد فقط لكي أعطي الإسلام فرصة ثانية.

في تلك المرحلة كانت علاقتي بالإسلام كعلاقة شخص بزوجته التي كانت في نظره أجمل امرأة وكان يحبها كثيرا. لكن هذه الزوجة خائنة، وكل الدلائل تشير إلى أنها تخونه. وهو لا يرغب في تصديق ذلك ومستعد لتكذيب كل شيء لأن حبه لها كبير وهو لا يرغب في أن يفارقها. إلى اليوم الذي يعود فيه لمنزله ويجدها في غرفة النوم على فراشه مع شخص آخر. وقتها يكون أممه خيارين.. إما أن يفارقها أو يكذب عينيه وعقله ويستمر في حب زوجته الخائنة.

أنا طلقت زوجتي الخائنة بخيبة كبيرة وشعور بالغدر تاركا خلفي جماعة من الناس فضلوا تكذيب أعينهم بسبب الحب وعدم تقبل الصدمة.

● صرت لادنيا لكن مفهوم اللادينية شاسع. فما هو توجهك بالضبط؟

بالنسبة لي الأهم هو الخروج من الخرافة أما التوجه بعد ذلك لا يهم. لكن للإجابة عن سؤالك فأنا “لا أدري” أميل للإلحاد

● متى تشكلت في ذهنك فكرة تأسيس القناة التي تسيرها على اليوتيوب؟ ولماذا اخترت لها اسم “فيق – wake up”؟

كانت الفكرة دائما في ذهني وكنت مترددا. لكن بعد مشاهدة لفيديو اليوتيوبر المصري شريف جابر (وأنا من محبيه) الفيديو كان تحت عنوان “حقائق لا تعرفها عن القرآن” أردت أن أتناول الموضوع بطريقة مغايرة.

في الحقيقة كنت مختلفا مع الطريقة التي تناول بها شريف الموضوع، حيث كنت أرى أنه من الأفضل ضرب القرآن من داخل القرآن ليكون الدليل من النص نفسه ويسهل على المسلم التأكد من الحجج عوض الاعتماد على أدلة من خارج الإسلام.

عندها قمت بتسجيل أول فيديو الذي كان يناقش الموضوع نفسه لكن بأدلة مختلفة. واخترت اسم “فيق” نظرا لسهولته ودلالته الكبير.

● كيف تختار المواضيع التي تتناولها في فيديوهاتك؟

آخذ بعين الاعتبار، فيما يخص اختيار المواضيع، طبع المسلم المغربي الذي يعرف عن الإسلام سوى ما ضعف من الأحاديث كحديث العمل عبادة والجنة تحت أقدام الأمهات ويعتقد أن العلماء في الغرب يدخلون للإسلام أفواجا… جاهلا الكثير ومعتقدا أن دينه هو خير ما أخرج للناس.

● ما هو الهدف من الفيديوهات التي تنشرها على اليوتيوب؟

الهدف هو أن يعيد المسلم النظر فيما يعتقد أنه مقدسا، وألا يأخذ الدين بجدية كما كنت أفعل في الماضي ويجعل علاقته مع المخالف لدينه مبنية على التسامح والاحترام عوض التعصب وظن أنه على حق والباقي مخطئ.

● رد هيثم طلعت على بعض فيديوهاتك. هل تعير له أي اهتمام؟

أحاول مشاهدة كل ردود الأشخاص الذين يحاولون تغطية الشمس بالغربال من خلال الشخصنة والسب والتصغير من شخصي والاعتماد على التدليس والمغالطات عوض التطرق للموضوع المطروح.

لا أستطيع الرد لضيق وقتي ولأن قناتي ستتحول لقناة ردود كما هو حال قنواتهم التي هدفها هو جمع المشاهدات من خلال نسخ عناوين الفيديوهات الأكثر مشاهدة وإضافة “رد على” في البداية.

بالمقابل هناك بعض الأشخاص رغم تبريراتهم الغير مقنعة إلا أني أشعر أنهم فهموا رسالتي من الفيديو جيدا على عكس من يردون فقط من أجل الرد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    Big UP khouya

  • البيضاوي
    منذ 5 سنوات

    بعد مشاهدتي لقناته تعجبت لما فيها من معلومات عن الإسلام لم أكن أرفها من قبل كمسلم أحترم طريقته في طرح المواضيع

  • Yassine
    منذ 5 سنوات

    Bonne continuation