أدب وفنون، حوارات

تاه تاه: غيرتنا على بلدنا منعتنا من التسول.. وهذه قصة “سانك سانك” (فيديو)

خلال حوار مصور أجرته جريدة معه جريدة العمق”، أبرز الفنان المسرحي مصطفى تاه تاه، ابن مدينة مراكش، مساره الفني المليء بالمشاركات الدولية والمتنوع في مجالات فنية عدة، كما تقدم بآرائه حول الفنانين المغاربة.

وعلق تاه تاه على الساحة الفنية، موضحا دلالات كلمته المشهورة “سانك سانك”، وتفاصيل أخرى تجدونها في الحوار، قبل أن ينهيه بعبارة: “إننا لا نمد يدنا للسعاية غيرة على بلادنا، لأنه سيعاب على الوطن كون الممثلين في المغرب يتسولون”.

https://youtu.be/rMRrfZJeygs

نريد معرفة المسيرة الفنية لمصطفى تاه تاه ؟

في الحقيقة مسيرتي الفنية معروفة عند الجيل الكبير سنا، لقد احترفت التمثيل مدة خمسين سنة تقريبا، والبداية كسائر المسرحيين، كنت كهاوي بمدينتي مراكش، لألتحق بعدها سنة 1971 بفرقة المرحوم الطيب الصديقي بالدار البيضاء، لمدة ثماني سنوات، وقد شاركت وقتها في أعمال كثيرة وكبيرة، كالمسرحية الحدث آنذاك مقامات بديع الزمان الهمداني، والتي شاركنا بها في العديد من المهرجانات الدولية العربية والإفريقية، وغيرها من المسرحيات الأخرى.

وقد كنت مرار أتكلف بإخراج بعض الأعمال المسرحية هنا في مراكش، وأشارك في العديد من الملحمات المغربية الكثيرة، كما كان لي شرف القيام بإخراج أول ملحمة قدمت بمناسبة الاتحاد المغرب العربي، ناهيك عن الأعمال التلفزيونية والسينمائية المتعددة. لأنتقل بعدها إلى الرباط وأشتغل موظفا في التنشيط المسرحي بمسرح محمد الخامس.

هل كونك ابن مدينة مراكش ساعد على نجاحك في الكوميديا ؟

طبعا، مدينتي ساعدتني كثيرا على خلق وإبداع النكتة، ومعروف على أن المراكشيين يعيشون بعفوية مع النكتة.

ما رأيك في الفنانين المغاربة ؟

حقيقة يصعب على الحكم عليهم، لأن الساحة الفنية المغربية يعرف فيها الكوميديين أكثر من غيرهم، وهذا ليس مقياس للحكم على أدائهم، ذلك أن الممثل الحقيقي يظهر في الدراما، لهذا فأنا أحن أن تعرف الساحة الفنية المغربية من جديد أمثال محمد سعيد عفيفي وحسن الصقلي، وهذا ما أتمناه أن أراه في خريجي المعهد العالي للتنشيط الثقافي.

ما تقييمك للساحة الفنية المغربية ؟

صراحة لأ أجد لونا فنيا ذو طابع مغربي أصيل، يستمد من التراث المغربي العربي، سواء بالنسبة للأغنية أو المسرح أو التلفزة، والساحة الفنية تطغى عليها الروح الشبابية، مثلا في الأغاني نشاهد انتشار ظاهرة الكليبات، وفي المسرح ما يعرف بالسيتكومات والسكيتشات، أما الأفلام التلفزية فهي دون المستوى، مع احتراماتي لأصحابها.

ما هي قصة “سانك سانك” ؟

معروف علي منذ بداياتي في العمل المسرحي القيام بترديد كلمة طوال لعبي أدوار فوق الخشبة، وهو ما يسمى بـ”Leitmotif”، مثلا في مسلسل “ولاد الحلال” كنت أردد كلمة ” tu vois”، وفي أعمال أخرى كنت أردد مع القيام بحركة على الأنف كلمة “آنتيكا يا بالابيس”، ثم جاءت جملة “التيكنيك والميكانيك”، وبعدها بطريقة مراكشية “آشا عندي” و”سلبكني”، وآخيرا الكلمة الرائجة في مواقع التواصل الإجتماعي “سانك سانك”.

ما هو سبب غيابك عن الساحة الفنية ؟

في الحقيقة أنا لم أعتزل، بل ابتعدت لأنني لم أعد أمتلك القدرة على اللعب والتصوير والسهر، بسبب المرض العضوي الذي لحقني، ثم أيضا الأمراض النفسية التي تتركها فينها مشاكل ميدان الفن، من وضعية ملغومة ومستقبل مظلم، لأن لا يمكن أن تتصور فنان كبير لا يملك قوت يومه.

فهناك ممثلين كبار في الدار البيضاء وغيرها من المدن طريحي الفراش، لم يجدوا من يتكفل بعلاجهم، فأحمد الصعري حي ميت، وعبد الجبار لوزير في حالة يرثى لها، ومحمد الخلفي وغيرهم من من قدموا على ما يزيد عن ستين سنة من العطاء، وفي الأخير مذا أعطتهم هذه البلاد؟

لماذا لا يشاهدك الجمهور في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش ؟

سبق أن حضرت له لما كنت مدعوا، وكان أحد الأفلام التي لعبت فيها مبرمجا للعرض خلال الإفتتاح. والذين يحضرون اليوم في مهرجانات السينما متطفلين، عدد منهم يذهبون للاستمتاع فقط، يحضرون فقط للافتتاح والاختتام، وما بينها يتجولون كما يريدون، يكفي أنهم يتوفرون على غرفة محترمة بأكلها وشرابها، هل سأذهب لهذا الغرض؟.

من وجدت بجانبك خلال فترة مرضك ؟

عانيت الكثير خلال مرضي، وما زلت أعاني، وما أحزن قلبي كثيرا هو عدم تضامن الفنانين المغاربة فيما بينهم، وهذا لم يقع معي لوحدي، بل حدث مع مجموعة من الممثلين الآخرين، لا أحد يسأل عن الآخر، وقد ألمني هذا كثيرا.

لكن الإلتفاتة الشافية الكافية التي تعافي، هي التفاتة الملك محمد السادس نصره الله، الذي تكفل بعلاجي حتى تشافيت، وقام بإهدائي منزل أسكن فيه رفقة عائلتي.

سمعنا بوجود صراع بينك وبين عبد الله فركوس ؟

اتق شر من أحسنت إليه، (فسكت تاه تاه للحظة وأردف قائلا:) في هذا الصمت قلت كل شيء.

صدمة حياتك؟

هو الإهمال والتهميش والنسيان الحالي، لا أحد يسأل عن الآخر، لا إخوان في المهنة ولا مسؤولين.

فرحة حياتك ؟

هو اليوم الذي التفت لي الملك محمد السادس، ورعاني حتى تشافيت نسبيا، وأهداني هذا البيت، أما الفرحة الثانية هي أنني أصبحت جدا لإبنة جميلة آية في الجمال اخترت لها اسم آية.

كلمة للجمهور المغربي

الجمهور المغربي هو البلسم لجروحنا، العطوف الحنون الذي لولاه لما استمرينا، محبة الجمهور ليس لها ثمن. ومعروف جدا وضعية الفنان بالمغرب، كما أنها  تخفى على أحد، لأننا نعاني الأمرين، وإننا لا نمد يدنا للسعاية غيرة على بلادنا وطننا، لأنه سيعاب على الوطن كون الممثلين في المغرب يتسولون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *