خارج الحدود

هكذا علق زعماء العرب على مذبحة نيوزيلندا.. وصلاة الغائب بفلسطين

توالت تصريحات الاستنكار من أنحاء العالم للمجزرة التي ارتكبها يمينيون متطرفون في مسجدَين بنيوزيلندا أثناء صلاة الجمعة، حيث وصفها مجلس الأمن الدولي وبعض الزعماء بالعمل الإرهابي، في حين اكتفى آخرون بالتنديد.

ففي العالم العربي، عبّر أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن إدانته واستنكاره الهجوم الإرهابي، وأكد موقف بلاده النابذ للإرهاب والتطرف مهما كانت الأسباب والدوافع وراءه.

وأعرب الملك المغربي محمد السادس عن إدانته الشديدة لهذا “الاعتداء العنصري والإرهابي الآثم، الذي استهدف مصلين آمنين”.

وقال ملك الأردن عبد الله الثاني في تغريدة إن ما حدث مذبحة بشعة استهدفت مصلين يؤدون عباداتهم آمنين، كما وصف الهجوم بالجريمة الإرهابية.

كما غرد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش على تويتر “يجب أن تستمر جهودنا الجماعية ضد العنف والكراهية بعزيمة متجددة”، واعتبر مسؤول بالخارجية السعودية أن “الإرهاب لا دين له ولا وطن”.

وأدانت الخارجية الكويتية الهجوم، مشددة على الموقف الثابت في مناهضة العنف والإرهاب بكل أشكاله، ووصفته البحرين بأنه “عمل إرهابي جبان يتنافى مع جميع المبادئ الدينية والقيم الأخلاقية والإنسانية”.

واعتبرت الخارجية العراقية في بيان أن “هذا الحادث الذي طال المصلين يُثبِت أنَّ جميع دول العالم ليست في مأمن من الإرهاب، وليس أمام العالم إلا توحيد جهوده للقضاء عليه”.

وقالت وزارة الخارجية اللبنانية في بيان إن الوزير جبران باسيل “كان قد حذر سابقاً من تصاعد اليمين المتطرف في المجتمعات الغربية، وذلك لأسباب عدة، كما يحذر اليوم من تصاعد يسار متطرف كردة فعل عليه”.

وأدى الفلسطينيون في معظم المساجد بقطاع غزة عقب شعائر الجمعة صلاة الغائب على أرواح الضحايا، في حين وصف رئيس السلطة الوطنية محمود عباس الهجوم بأنه عمل إجرامي ومروع وبشع، مضيفا “نؤكد إدانتنا واستنكارنا كل أشكال الإرهاب الموجه ضد المدنيين الأبرياء أيا كان مصدره أو جنسيته”.

أما أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات فرأى في بيان أن هذه الجريمة لا تختلف عن المذبحة التي نفذها المستوطن الإرهابي الإسرائيلي الذي ذبح 29 مصليا مسلما في المسجد الإبراهيمي الشريف بمدينة الخليل عام 1994، معتبرا أنها نتيجة “الأيديولوجية المتطرفة التي تزرع بذور الحروب الدينية”.

ووصف الأزهر الشريف في القاهرة الهجوم بأنه “هجوم إرهابي مروع”، محذرا في بيان من أن ما حدث “يشكل مؤشرا خطيرا على النتائج الوخيمة التي قد تترتب على تصاعد خطاب الكراهية ومعاداة الأجانب وانتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا في العديد من بلدان أوروبا”.

غضب إسلامي

وسادت موجة من الغضب في العالم الإسلامي، حيث أدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشدة في تغريدة ما وصفه بالهجوم الإرهابي، كما قدم في تغريدة ثانية التعازي نيابة عن بلده إلى العالم الإسلامي وشعب نيوزيلندا، واصفا ما حدث بأنه “أحدث مثال على تصاعد العنصرية ومعاداة الإسلام”.

وفي تركيا أيضا، ذكر وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو أن الهجوم “شيطنة” متعمدة للنضال السياسي للمسلمين، وكتب على تويتر “ليس فقط مرتكبو هذه الجرائم البشعة بل أيضا الساسة ووسائل الإعلام الذين يغذون ظاهرة الإسلاموفوبيا المتنامية بالفعل والكراهية في الغرب يتحملون القدر نفسه من المسؤولية عن هذا الهجوم الشنيع”.

وتوجه جاويش أوغلو مع فؤاد أكتاي نائب الرئيس التركي إلى نيوزيلندا، بتوجيه من أردوغان، لتقديم العزاء في الضحايا وإبداء “التضامن مع نيوزيلندا في مواجهة الهجوم الإرهابي الكريه”، بحسب بيان رسمي.

بدوره، قال رئيس وزراء باكستان عمران خان “ألقي بمسؤولية هذه الهجمات الإرهابية المتزايدة على ظاهرة الإسلاموفوبيا الحالية بعد أحداث 11 سبتمبر، إذ يتحمل 1.3 مليار مسلم بشكل جماعي اللوم عن أي عمل إرهابي”.

كما أدان رئيس إندونيسيا جوكو ويدودو “بشدة هذا النوع من أعمال العنف”، وأعرب رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد عن أمله أن “توقف (نيوزيلندا) هؤلاء الإرهابيين”.

وقال رئيس مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية نهاد عوض إنه ينبغي على ترامب أن يدين الهجوم بشكل واضح وصريح بدلا عن سياسته الحالية، وإلا فستزداد الهجمات على المهاجرين والمسلمين داخل أميركا وخارجها.

وقال وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في تغريدة إن “النفاق الغربي بالدفاع عن شيطنة المسلمين باعتباره حرية تعبير يجب أن ينتهي، وإفلات المروجين للتعصب من العقاب في الديمقراطيات الغربية يؤدي إلى هذا”.

وأجرى ظريف اتصالا هاتفيا بنظيره التركي مطالبا بتحرك عاجل للدول الإسلامية، كما دعا منظمة التعاون الإسلامي لعقد قمة طارئة لبحث المذبحة.

وفي بيانات منفصلة، نددت كل من منظمة التعاون الإسلامي والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ورابطة العالم الإسلامي بالمذبحة، وطالبت بالتحقيق والمحاسبة.

استنكار دولي

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة بموقع تويتر “أعرب عن أحر مشاعر المواساة وأطيب التمنيات للنيوزيلنديين بعد المجزرة المروعة التي استهدفت المسجدين”. كما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز “قلوبنا ودعاؤنا للضحايا وذويهم. نتضامن مع أهالي نيوزيلندا وحكومتهم ضد فعل الشر والكراهية هذا” الذي وقع بمدينة كرايست تشيرتش.

ووصف مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتن الهجوم بأنه “هجوم إرهابي وجريمة كراهية”، مضيفا “نشعر بالقلق ونتطلع للتعاون مع السلطات النيوزيلندية ومدها بكل ما يمكننا تقديمه من مساعدة”.

من جانبه، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهجوم الذي أسقط 49 قتيلا وعشرات الجرحى بأنه “مقزز ووحشي وصادم”، وأعرب عن تمنياته بأن تتم محاسبة كافة المتورطين.

وبدوره، أدان مجلس الأمن الدولي المذبحة، ووصفها “بالعمل الإرهابي الوحشي والجبان”.

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش “شعر بالصدمة والفزع إزاء الهجوم الإرهابي”، وهو يدعو جميع الناس في هذا اليوم المقدس للمسلمين لإظهار علامات التضامن معهم، مشددا على ضرورة مواجهة الإسلاموفوبيا والتعصب والتطرف العنيف بجميع أشكاله.

وندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالهجوم “الشنيع”، مؤكدا أن بلاده “تقف ضد جميع أشكال التطرف”، وأعرب رئيس الوزراء الإسباني نيدرو سانشيز عن تضامنه مع الضحايا وعائلاتهم بعد الهجمات التي نفذها “متعصبون ومتطرفون يريدون تدمير مجتمعاتنا”.

كما أعلنت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية في بيان عن “الحزن العميق جراء الأحداث المروعة” وعن تعازيها لعائلات وأصدقاء الضحايا، بينما أعربت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عن تعازيها “بعد الهجوم الإرهابي المروع”، ووصفته بالعنف “المقزز”.

بدوره، أكد بابا الفاتيكان فرانشيسكو “تضامنه الخالص” مع كل النيوزيلنديين والمسلمين منهم بشكل خاص، وقال وزير خارجية الفاتيكان بيترو بارولين في برقية إن البابا “يشعر بحزن عميق لعلمه بالإصابات والخسارة في الأرواح الناجمة عن أعمال العنف العبثية”.

وأدان حلف شمال الأطلسي (ناتو) الهجوم الإرهابي المسلح، وقدم تعازيه لأسر وأقرباء الضحايا، في حين قالت مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إن الاتحاد يتضامن بشكل تام مع نيوزيلندا، معربة عن استعدادها لتعزيز التعاون معها في جميع المجالات، بما فيها مكافحة الإرهاب.

كما أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن حزنها العميق والصدمة تجاه الاعتداء بسبب العنصرية والكراهية، بينما قالت وزيرة الخارجية السويدية إن بلادها تدين الإرهاب بكل أشكاله وتتضامن مع أسر الضحايا.

وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو “يعيش المسلمون مرارًا خسائر وآلاما لا يمكن تخيلهما في الأماكن التي يحتاجون لأن يشعروا بالأمان فيها. أنتم في قلوبنا وعقولنا، فنحن إلى جانبكم في هذا الوقت العصيب”. مطالبا بالتوحد للتغلب على وباء الإرهاب بكافة أشكاله.

ودعت رئيسة الوزراء النرويجية إرنا سولبرغ إلى مكافحة جميع أشكال التطرف، وقالت إنه “يعيد الذكريات الأليمة التي اختبرناها في 22 يوليوز (2011)، أصعب لحظة في فترة ما بعد الحرب في النرويج”. في إشارة إلى هجوم مماثل نفذه النرويجي اليميني المتطرف أندرس بيرينغ بريفيك.

وأدان رئيس وزراء اليابان شينزو آبي عملية إطلاق النار “الوحشية”، مشددا على أن طوكيو “عازمة على الوقوف في وجه الإرهاب”.

ووصف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الهجوم بأنه “جريمة إرهابية”، معتبرا أنها جاءت مع استمرار حملة التحريض المستمرة ضد المسلمين بالغرب في وسائل الإعلام، التي تغذيها الأحزاب اليمينية.

وتبرأ قادة اليمين المتطرف في أوروبا من هذه الجريمة، حيث قال وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني عبر تويتر “الإدانة والاحتقار التام للقتلة البغيضين، والصلاة لأجل الضحايا البريئين، والشفقة لهؤلاء الذين يقولون: الذنب دائما يقع على سالفيني”.

كما اعتبر النائب اليميني المتطرف الهولندي غيرت فيلدرز -المعروف بعدائه للإسلام- أن عنفا كهذا لا يمكن قبوله إطلاقا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    اين حكام السعود من الاستنكار