خارج الحدود

وسط تحضيرات للدفن.. نيوزيلندا تستعد لتوديع “شهداء المسجدين” (صور)

بدأت التحضيرات لدفن ضحايا مجزرة المسجدين بمدينة كرايست تشيرتش في نيوزيلندا بعد التعرف على جثامين خمسين مسلما قتلوا في الجريمة، كما يتواصل توافد مواطنين على مسجد النور ومستشفى المدينة للتعبير عن تضامنهم مع الضحايا.

وقال مراسل الجزيرة في كرايست تشيرتش فادي سلامة إن تسليم الجثامين بدأ منذ صباح اليوم، إذ تم تسليم تسع جثث نقلت إلى مكان مخصص لتغسيلها ثم تكفينها، ويتعرف أهل الضحايا على ذويهم، ويلقون النظرة الأخيرة ثم يتم إرجاع الجثامين إلى مستشفى المدينة.

وأضاف أن أحد ممثلي الجالية المسلمة بالمدينة قال للجزيرة إنهم يخططون لدفن جماعي للضحايا عقب صلاة الجمعة المقبلة، أي بعد أسبوع من المجزرة، وإذا لم يتمكنوا من ذلك فسيتأخر الأمر، ذلك أن عملية التعرف على الجثامين بواسطة الحمض النووي تتطلب بعض الوقت.

وقالت مديرة وزارة الدفاع المدني وإدارة الطوارئ في مؤتمر صحفي إن الوزارة كانت مدركة تماما لضرورة التعامل بحساسية مع متطلبات كل أسرة من ذوي الضحايا.

الحزن والتضامن

من جانب آخر، تتواصل مشاعر الحزن على الضحايا والتضامن مع ذويهم، ويواصل عشرات من المتضامنين التوافد على محيط مسجد النور أحدِ المسجدين اللذين تعرضا للهجوم، ويضع الزائرون باقات الزهور ولافتات تعبر عن رفضهم للحادث المأساوي قرب المستشفى الذي يعالج به المصابون.

ومعظم الضحايا مهاجرون أو لاجئون من دول منها باكستان والهند وتركيا والصومال والكويت وبنغلاديش. وتسعى أسر الضحايا للسفر إلى هناك من أجل حضور الجنازات، وقالت سلطات الهجرة النيوزيلندية إنها أصدرت 65 تأشيرة.

وقالت السلطات إن المجزرة التي نفذها الأسترالي البالغ (28 عاما) أسفر عن مقتل خمسين وإصابة عدد مماثل بينهم 32 ما زالوا بالمستشفى، تسعة منهم في حالة حرجة.

حالة الجرحى

وأوضح ديفيد ميتس رئيس المجلس الصحي بمقاطعة كانتر بيري -التي تضم كرايست تشيرتش- أن مستشفى أوكلاند استقبل أحد الجرحى وابنته البالغة أربع سنوات والتي ما تزال في حالة حرجة. وذكر أيضا أن العديد من الجرحى ستجرى لهم عمليات متعددة وسيخضعون لمرحلة تعافِ طويلة.

وفي خطاب مواساة بالبرلمان اليوم، دعت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن إلى دعم الطائفة المسلمة المكلومة، لا سيما عند عودتها إلى صلاة الجمعة. وقالت “نحن واحد. إنهم نحن” وأنهت خطابها بتحية “السلام عليكم” بالعربية.

وقالت رئيسة الوزراء بجلسة البرلمان في العاصمة ولنغتون إن قوات الأمن ضاعفت الإجراءات الأمنية في كرايست تشيرتش أمام أبواب المساجد على وجه الخصوص.

وأضافت أن أسر الضحايا سوف تحصل على العدالة وأن منفذ الجريمة إرهابي ومجرم ومتطرف ولا يستحق ذكر اسمه، والأَولى ذكر ضحايا الجريمة.

كما أكدت ضرورة إعادة النظر بقوانين حيازة السلاح من أجل حماية أمن البلاد، وقالت إن الحكومة اجتمعت لمناقشة الموضوع وستعلن عن قراراتها قريبا.

فيديو الجريمة

وفي سياق متصل، قالت فيسبوك إن فيديو البث الحي الذي نشره منفذ المجزرة عبر حسابه لم يحظ سوى بمئتي مشاهدة قبل أن تحذفه الشركة، لكنها حذفت أكثر من ثلاثة ملايين فيديو تم اقتطاعها من البث الحي ونشرها مستخدمون آخرون.

وأكدت الشركة أنها حذفت الحسابات الشخصية على فيسبوك وإنستغرام لمنفذ الهجوم الإرهابي، كما حذفت حسابات المدافعين عن الهجمات في نيوزيلندا.

وكانت الشرطة النيوزيلندية قد اعتبرت فيديو المجزرة مادة ممنوعة يعاقب من ينشرها بالسجن لمدة تصل إلى 14 عاما، وغرامة تصل إلى عشرة آلاف دولار (سبعة آلاف دولار أميركي).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *