أدب وفنون، حوارات

بنت الملاح: أعيش بعد “البوز” من بيع السجائر.. وفنانون “بلوكاو” رقمي (فيديو)

بعد دور البطلة الذي أدته في الفيلم الأجنبى “رجاء”  للمخرج الفرنسي جاك دويون، والذي لعبت فيه نجاة بنسالم دور البطلة، حيث حازت بسببه على جائزة أفضل ممثلة عربية بإيطاليا سنة 2003، لتكون أول عربية تتربع تلك الجائزة. ها هي نجاة اليوم تعاني بعيدا عن شاشات التلفزة في أحد أسواق الخضر والفواكه بمدينة مراكش الحمراء.

في هذا الحوار المصور الذي أجرته مع جريدة “العمق” المغربي، تروي نجاة معاناة يومها في العمل بعد تفضيلها اتمام مسيرتها الفنية في المغرب عوض إيطاليا، وخذلان مخرجين لوعود قطعوها لها، كما ترد فيه عن تصريحات سيمو بنبشير الذي انتقد ظهورها بقفطان و”كولون” بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، دون أن تنسى شكر ناس ذكرتهم بأسمائهم ساعدوها في تخطي بعض الأزمات.

ما هي قصة الفيلم الأجنبي “رجاء” الذي خلف جدلا فنيا واسعا؟

فيلم “رجاء” الأجنبي هو عبارة عن قصة تحكي عن الأجانب الذين يأتون للمغرب قصد استغلال الفتيات بالطريقة الذين يريدون هم، وشخصية رجاء التي تعد بطلة الفيلم، كان لها صديق تعمل من أجله عند أحد الأجانب في حديقته الخاصة، وفي الأخير يأتي ذاك الأجنبي بحقيبة نقود يأخذها منه صديقها لتصبح في الأخير ضحية الاثنين معا.

أما بخصوص الفيلم الوثائقي “رجاء بنت الملاح” للمخرج عبد الإله الجواهري، جاء بعد إلتقائي به في ساحة جامع الفناء، بعد أن حكيت له قصة بطولتي في الفيلم الأول، وحصولي على جائزة أحسن ممثلة عربية بإيطاليا ومهرجان مراكش، لأعاني بعد هذه الأعمال في صمت بحي الملاح وسط منازل آيلة للسقوط، وهذه هي فكرة الفيلم الوثائقي الثاني الذي حاول فيه الجواهري معالجة حياتي بعد بطولة فيلم أجنبي.

هل عرضت عليك أعمال فنية للمشاركة فيها؟

بعد هذا لم تكن هناك اتصالات أو عروض للمشاركة في أفلام، حتى تلك التي طرحت علي في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش لم يوفي أصحابها وعودهم، لأننا وكما نعرف جميعا ليس من يملك الموهبة كمن لديه معارف.

بل أكثر من ذلك تضيف نجاة؛ لم يعد اليوم أحد يسأل عن أحوالي، عدا المصممة صوفيا لحريشي، وجمعية يد الخير التي ساعدتني في الحصول على رخصة السياقة، ووعدتني باقتناء “تريبورتور” قصد بيع الملابس في الأسواق المجاورة لمدينة مراكش.

ما هي مهنتك الحالية؟

ليس لدي عمل قار فالحياة تقذفني هنا وهناك، تارة أبيع السجائر وتارة أخرى أبيع الخضر، وأحيانا أشتغل في السوق الكبير بالحي الصناعي بمدينة مراكش.

هل تعتبرين نفسك من ضحايا البوز؟

لا. البوز الآن أصبح سهلا ومتاح للجميع، أنا كنت أتمنى أن أشارك في أعمال رمضانية، في الوقت الذي تكون فيه العائلات مجموعة على مائدة الإفطار وتنتظر اللحظة التي سيبدأ فيها الفيلم، وكان حلمي أن أمثل مع خديجة أسد.

هل ندمت على عدم اختيارك الهجرة والاستقرار خارج المغرب بعد فوزك بجائزة أحسن ممثلة عن فيلم “رجاء”؟

عرضت علي هذه الفكرة لما كنت في أوروبا، فقد سئلت هل ستختارين التمثيل في المغرب أم هنا، وأجبتهم بذكائي إنني أريد المغرب، وهذا هو أمر الواقع، لو بقيت هناك سيكون لي نصيب في الساحة الفنية كوني حصلت على جائزة أول عربية في أوروبا. لكن الإنسان لا يعرف الخير أين يوجد، يمكن لحالي اليوم أن يكون امتحان من عند الله.

قلت سابقا أن بعض الممثلين “بلوكاو” رقمك.. ما هي الأسباب في نظرك؟

نعم لقد قام الكثير بذلك، إذ “تتعب اليد التي تقدم ولا تتعب التي تأخذ”، وإن الإنسان لا يعيش ظروفك حتى يحس بمعاناتك اليومية، لن يأتي عامل الكهرباء ويقطع التيار عليه، أو يجلس نهار بدون مصروف ويختار النوم حتى الغد من أجل البحث عن لقمة عيش؟

البعض قال أن فركوس رفض مساعدتك.. ما صحة ذلك؟

لم يسبق له أن تحدث معي في موضوع المشاركة معه في أي عمل فني، وهو أصلا لديه فريق عمل قار يشتغل معه دائما، وأنا لم أتواصل معه يوما قصد العمل معه، لكن بما أنه ابن مدينتي مراكش كان يجب عليه أن يجد لي ولو دورا بسيط لأنه يعرف جيدا حالتي الإجتماعية.

سيمو بنبشير.. علق حول ظهورك بالقفطان في مهرجان مراكش؟

ذلك الشخص لا يملك عمل يشغل به نفسه أو يقابله، فهو لم يترك أي فنان لم يعلق عليه، وعن حالتي أنا التي قال أن المهرجان دولي، هل ينتظر أن أرتدي “التقزاب” والعري حتى أعجبه؟، من تكون ومذا يربطني بك؟. فأنا أريد أن أرتدي ما يعجبني فقد حصلت على دعوة رسمية.

هو أصلا لا يملك وجها يستحيي به، فقد حضر للمهرجان  بقميص مليئ بالورود مثل سوق الربيع ويعاتبني أنا على لباسي.

هل تؤمنين  أنك قادرة على تجسيد أدوار تمثيلية ببراعة ؟

الحياة بكثرة ضغوطاتها يصبح الإنسان قادرا على التمثيل على نفسه، ويقنعها بأمور ليست فيه، وأنا متيقنة أنني قادرة على الوقوف أمام الكاميرات وتجسيد أدوار فنية، لكن أين هي اليد التي تمد لك يد العون؟

ما هي الأدوار التي تستطيعين تجسيدها ؟

الكوميديا، لأن الجمهور لم يعد يتابع أعمال فنية كوميدية في التلفزة، الآن تتابع فيلم وأنت مهموم ويأتوك بقصص همِِ أكثر من همك.

ما هي رسالتك للناس الذين تعاطفوا مع قصتك سابقا؟

صدقا مكانتهم فوق كل ما تتصور، سواء الذين ما زالوا على اتصال بي أو الذين انقطع معهم الحديث، أحيانا عندما تأزم وضعيتي وأتذكر من وقف بجانبي لحظتها أرتاح قليلا. وعندما أرى الناس البسطاء والباعة والمارة الذين ألتقي بهم ويتصافحون معي متذكرين قصتي ومشاركتي في فيلم “رجاء” وفيلم “رجاء بنت الملاح”، يكفيني سؤالهم عني، لأنني أومن أن الفنان يشهره البسطاء، وهم الذين بيده أن يسقطونه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *