مجتمع، ملف

عليا .. مغربية تروي معاناتها مع السيدا بسبب غلطة زوجها

“لا أحد يريد أن يقترب مني حتى عائلتي تضن أنني اخترت الإصابة بهذا الداء اللعين، الكل يحملني مسؤولية مرض كنت ضحيته” هكذا بدأت عليا ذات 48 سنة في سرد قصة معاناتها من قلب بيتها الصغير بحي الراحة بالدار البيضاء.

تجلس عليا التي اختارت اسما مستعارا رافضة الكشف عن هويتها الحقيقية، رفقة صديقتها المصابة بنفس الداء، اختارتا العيش معا هروبا من واقع الرفض والاحتقار الذي رافقهم مثل ظلهم في بيت أهليهم.

بوجه شاحب وجسد هزيل تسكنه الآلام، اختزلت عليا الحديث “أنا لست عاهرة أنا امرأة حرة حافظت على نفسها وكرامتها فدخل الداء من أبواب بيتها، جاء به زوج خائن دمر مستقبلي وقضى على آمالي وأحلامي”.

تأخذ نفسا عميقا وتضيف قولها: “لا أستطيع التعايش مع هذا الداء اللعين، لن أسامح زوجي لقد كان سببا في إصابتي أنا وبناتي بمرض سيسكن في دمائنا ولن نشفى منه بل فرض علينا التعايش معه”.

لم تتمكن السيدة من تحمل خطأ ارتكبه زوجها فدفعت ثمن خيانة نتج عنها فيروس فقدان المناعة المكتسب “زوجي توفي بسبب المرض وأنا ما زلت أقاسي وأحمي أسرتي هروبا من نفس المصير الذي لقيه إثر رفضه الخضوع للعلاج ومتابعة الأدوية”.

تغالب دموعها وتستطرد في سرد قصتها لجريدة “العمق”: “الخيانة الزوجية هي السبب في علتي، في البداية لم أكتشف حملي للفيروس إلا عندما أصبت بنزلة برد حادة واختناق في الرئة استدعت نقلي لمستشفى ابن رشد، وعند خضوعي للفحوصات كانت الصدمة قوية جدا”.

تسقط دمعتين حارقتين على خديها وتستمر في سرد حكايتها المحزنة: “والدتي لم تتحمل سماع الخبر وتوفيت جراء الصدمة، لأنها لم تكن تعلم أن الطب تقدم ويمكن أن أتعايش مع المرض، لم تتحمل فكرة موتي بالمرض فتوفيت المسكينة”.

تنضاف معاناة أخرى للسيدة  “نظرة الاحتقار والخوف من العدوى تلاحقني في وسطي الصغير الذي بعلم بأمر مرضي، هذه الأحكام المسبقة تدفعني للاختيار الهروب والخضوع للعلاج في السر”.

في ختام حديثها “للعمق” تلخص السيدة كل آمالها وأحلامها في تجاوز المجتمع المغربي نضرة الاحتقار وأحكام القيمة والأفكار المسبقة التي  ترافق هذه الفئة وتمنعهم من عيش حياة طبيعية إن أكتشف مرضهم.

يذكر أن وزارة الصحة أكدت إصابة 22 ألف مغربي بداء فقدان المناعة المكتسبة “سيدا” إلى حدود سنة 2016، 39 في المائة منهم من النساء؛ فيما أفادت نفس الدراسة بأن 70 في المائة من المغربيات المصابات بهذا الداء انتقلت إليهن العدوى من أزواجهن، ويتسبب الفيروس بوفاة 700 شخص كل سنة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *